• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل أخطأت السعودية بأعدام الشيخ الشيعي (النمر)؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

هل أخطأت السعودية بأعدام الشيخ الشيعي (النمر)؟!

أن أقدام السعودية على أعدام رجل الدين الشيعي (نمر النمر) يوم السبت الماضي 2/1/2016 ،كان بمثابة صب المزيد من الزيت على لهيب  الطائفية التي تعيش هواجسها المخيفة  وتكتوي بنارها شعوب المنطقة منذ أكثر من عقد من الزمان!
ولم تنفع دعوات ونداءات (محمد النمر) شقيق الشيخ المعدوم(النمر) لمؤيدي ومريدي وأتباع الشيخ  (النمر) سواء في داخل السعودية وخارجها لتهدأة الأوضاع ورفضه أية أعمال عنف والأكتفاء بالتظاهرات السلمية، وخاصة بين أيران والسعودية
حيث زاد حادث الأعدام من تدهور العلاقات بينهما وخاصة بعد هجوم متظاهرين أيرانيين على مقر البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران وأصفهان!، والتي ادت الى أعلان قطع العلاقات بينهما وأغلاق سفارتي البلدين.
وكذلك أصطفت باقي دول الخليج وبعض الدول العربية مع الموقف السعودي وأعلنت عن تخفيض تمثيلها الدبلوماسي مع أيران! او قطع علاقاتها الدبلوماسية مثل البحرين و السودان!!!
أرى وقد يتفق معي الكثيرين بأن أقدام السعودية على أعدام الشيخ (النمر) وبهذه الظروف وبهذا التوقيت الذي تغلي به المنطقة على نار الطائفية هو تصرف غير حكيم وغير موفق!
وهنا لابد من الأشارة على حكمة الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) بتأجيل تنفيذ حكم الأعدام بالرئيس المصري المسجون الأخواني(محمد مرسي)، والنظر بأمر أعدامه فيما بعد رغم صدور الحكم القضائي بذلك، بسبب الظروف المربكة التي تمر بها المنطقة ومصر تحديدا.
وكذلك نذكر هنا حكمة الرئيس التركي (اردوغان) الذي أكتفى بسجن زعيم حزب العمال الكردي المعارض(اوجلان)، دون أعدامه رغم وضع أسمه وحزبه في قائمة (الأرهاب) من قبل أمريكا ودول الغرب والمنظمات الدولية،هذا الحزب الذي يشكل منذ قرابة ربع قرن صداعا مزمنا للحكومات التركية!.
حيث فهم العالم أجمع بأن الأعدام جاء كرد فعل طائفي واضح لكون (النمر) هو شيخ شيعي!!! أكثر من كونه جاء كرد فعل لشخص معارض ومنتقد للنظام السعودي المعروف بتشدده وقسوته، لا سيما أن الشيخ (النمر) كانت كل محاضراته ونداءاته ودعواته من أجل الأصلاحات والقضاء على الفساد وأقامة العدل والمساواة وبطريقة سلمية وشفافة.
 أرى  أن السعودية بأعدامها الشيخ (النمر)، أرادت ان توجه صفعة قاسية و رسالة تحدي الى ايران!!، التي تتهمها السعودية بالتدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة!
ومن المفيد أن نذكر هنا بأن منطقة الخليج وتحديدا العلاقات السعودية الأيرانية تعيش حالة من التوتر الطائفي و المذهبي منذ سقوط نظام الشاه وقيام الجمهورية الأسلامية الأيرانية الشيعية عام 1979 !!، والذي أعتبرته السعودية وباقي دول الخليج والدول العربية السنية!! أنها جرس انذار وتخوف من بزوغ الهلال الشيعي في المنطقة بعد غياب أكثر من 1400 عام!! ومما يؤدي حتما الى  تأجيج الروح الثورية لدى الشيعة في عموم الدول الخليجية والعربية وفي عموم العالم العربي والأسلامي، لا سيما وأن قادة الثورة الأيرانية سرعان ما تبنوا منهج تصدير الثورة الى عموم المنطقة!!.
وما حدث أبان فترة الرئيس المصري المسجون (محمد مرسي) للشيخ الشيعي (حسن شحاته) الذي تم قتله وسحله ومعه بعض أتباعه!! وما يحدث الآن في اليمن وفي لبنان وسوريا  والبحرين وكذلك في القطيف والأحساء السعوديتين من تناحرات  وتظاهرات وحروب خير دليل على ثبوت بزوغ الهلال الشيعي وتمدده!.
وأزدادت سخونة المنطقة طائفيا بعد سقوط النظام السابق في العراق عام 2003  واستلام الأحزاب الأسلامية الشيعية السلطة ، حيث أعتبرت السعودية أن أمريكا بأسقاطها نظام صدام قدمت العراق على طبق من ذهب الى أيران الشيعية!! والذي يعني سطوع ضوء الهلال الشيعي وتمدده أكثر.
نعود الى صلب الموضوع: أن ملك السعودية (سلمان بن عبد العزيز) رغم أنه كان مستشارا لغالبية ملوك السعودية المعروفين بعقلانيتهم وحكمتهم!!، ألا أن حكمه يتسم بالمغامرة والتخبط وأبراز جانب القوة غير المدروسة ومعها شيء من العنجهية!!.
فالسعودية في ظل حكمه تورطت في حرب اليمن التي تستنزفها ماليا وبشريا  دون أن تحقق أي شيء!؟، رغم مرور قرابة العام على ذلك ومعها التحالف العربي الذي أثبت عدم فاعليته!، ثم مع تسارع الأحداث في المنطقة أقدم هذا الملك المهوس بالقوة! على تشكيل التحالف الأسلامي المثير للجدل!، وجوهر كل هذه التحالفات هو طائفي بحت والغاية منه الوقوف ضد أيران وتمدد المذهب الشيعي!.
فهذا الملك المغامرغير الحكيم بأعدامه للشيخ (النمر) وسط هذه الأجواء الطائفية قريب الشبه بما قام به الرئيس العراقي السابق(صدام) بأعدامه للسيد (محمد باقر الصدر رحمه الله)!! دون التفكير بشيء وحساب أي شيء سوى أثبات القوة والتحدي!
ومثلما شكل أقدام الرئيس العراقي الراحل (صدام) بأعدام السيد (الصدر رحمه الله) عام 1979 بداية لخلخلة وتقويض نظام صدام والبعث وسقوطه فيما بعد!، أرى أن أقدام الملك السعودي (سلمان) بأعدام  الشيخ (النمر) هو خطأ كبيروستكون له تبعيات وتداعيات كثيرة ولربما ستشكل البداية لتقويض حكم العائلة المالكة السعودية في المستقبل المنظور!.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72642
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19