• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : "ومضة صادقية" .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

"ومضة صادقية"

“رحم الله جعفر بن محمّد “.. في مدرسة الإمام الصادق (ع) ينبغي في رجل الدين أن يكون: دَمِثَ الخُلق، عَطِشَ العلم، لا ترويه الرشفة ولاتكفيه الغرفة، كلّما ازداد رام المزيد.

عاملاً بعلومه، عَمَلَ العارف الخبير زاهداً بدنياه وزهوها الخطير، لايغرّه زخرفها ولا يخدعه ظاهرها.. مخترقاً لبّ الحقائق قاصداً أعماقها، رافضاً قشورها.                

مهوى الأفئدة والضمائر، تستشعره الناس مرفأً مطمئنّاً وملاذاً آمناً في نطقه وصمته حكمة، في سكونه وحركته بركة.

لسنا مثاليين، لكنّا هكذا نرى رجل الدين ، هكذا يرى الدينُ رجلَ الدين ، وماأكثر رجال الدين الذين هم لهذه الصفات حائزون .. إنّما الكلام مع القلّة الذين هم لها أو لبعضها مفتقدون.              

حذاري .. فالناس كلّ الناس ترقبكم كظلّكم، عدساتهم تلتقط أدقّ التصاوير واللقطات، آذانهم تسترقّ النجوى والهمسات، ناهيك عن كتابه تبارك وتعالى الذي لا يغادر صغيرةً ولاكبيرةً إلّا وأحصاها، فلا تكونوا عبئاً ثقيلاً على دينكم ومدرستكم ومبادئكم وأقرانكم واُناسكم بل وأنفسكم، كونوا زيناً ولاتكونوا شيناً.

ألمْ يرنّ في حناياكم جرس مولانا الإمام الصادق (ع) حينما أراد أصحابه أن يكونوا كما ينبغي أن يكونوا حتى تقول الناس فيهم: رحم الله جعفر بن محمّد هكذا أدّب أصحابه… رحم الله جعفر بن محمّد هكذا أرسى دعائمَ فكر ونهج وثقافة لا زال سنا أنوارها ألِقاً وضّاءً…رحم الله جعفر بن محمّد هكذا أنجبت مدرسته رجالاً، أقطاباً، أعلاماً، في صمتهم النطق وفي نطقهم الصمت، في سكونهم الحركة وفي حركتهم السكون، في حكمتهم آيات من العِبَر والمعاني العميقة، في أفكارهم قراءات من التفسير والتأويلات الدقيقة، في سيرتهم مناهج حياة وفلاح وكمالات ونكات ظريفة..تهفو القلوب إليهم، تسبح العقول في فضاءات معارفهم ، ينساق الوجدان إلى روائع آثارهم.

“رحم الله جعفر بن محمّد ” صرخةٌ ليتها لم ولن تغيب عنّا كلّنا ولاسيّما رجل الدين منّا؛ إذ إنّه قرّة عين مدرسة الصادق (ع) وعليه المعوّل في بيان الحقائق والأخذ بيد الخلق إلى السعادة والعزّ السامق.

لا نقل: إنّ “لو” الإمام الصادق (ع) كانت تحضيضية وانتهى كلّ شيء..فلنقل بإنصاف: غذّت مدرسة الصادق (ع) -على مرّ التاريخ- ميادين العلم والعمل وسوح المعرفة وفضاءات الإنسانية بأساطين الأخلاق والحكمة والفكر، بروائع الرؤى والبصائر وغوالي الدُّرر، ولازالت و هكذا ستبقى حتى يُظهِر الله أمره على طرّ البشر.

هيهات أن نثلج صدور أعدائنا مادمنا أتباع مدرسةٍ قادتُها أهل البيت (ع) المعصومون الكرام، نوّابهم مراجعها العظام.. مدرسة أساتذتُها العلماء الأعلام، مفكّروها النُّخبُ والطاقات المختصّة، نتاجاتُها متكيّفةٌ حافظةٌ للقيم والاُصول الراسخة.

تلك أمانيّهم تموت ويموتون بغيظهم، نحيا وتحيا قيمنا القمينة ومبادئنا النبيلة..فنحن مع الفضيلة والثبات والعزم لنا عُرىً ووشائج  وصلاتٌ أصيلة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72274
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29