• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مستلزمات تحقيق التعايش وبسط الأمن والإستقرار بعد تحرير الانبار .
                          • الكاتب : حامد شهاب .

مستلزمات تحقيق التعايش وبسط الأمن والإستقرار بعد تحرير الانبار

يشكل تحرير مركز محافظة الانبار وإستعادة مدينة الرمادي وتلقين داعش الهزائم المريرة جملة دلالات ودروس وعبر ينبغي ان يوليها أهل الانبار اهتمامهم الإستثنائي ، من أجل تهيئة ظروف التعايش والوئام وعودة الأمن والاستقرار والكرامة بعد ضمان عودة اهلها النازحين الى ديارهم بأسرع مايمكن.

وهناك جملة نقاط حيوية ينبغي أن تؤخذ في الإعتبار لتحقيق هذا الهدف النبيل ووفقا للمحاور التالية:

1.    ان تحرير مدينة الرمادي بحد ذاته يعد مفخرة عراقية شارك في ملحمتها البطولية قواتنا المسلحة والحشد العشائري والقوات الأمنية للمحافظة والشرطة الاتحادية ، وسجلت في هذه المنازلة أروع صفحات البطولة في تحقيق نصر حاسم وسريع هذه المرة.

2.     أن تحرير مركز المحافظة وأطرافها أعاد بارقة الأمل لأهل الانبار بأن ما واجهوه من ارهاب داعش ومحنة النزوح ، قد ولى وقد إنبزغ أمامهم فجر جديد بعون الله ، بأن تشرق شمسهم وتعود اليهم كرامتهم وهيبتهم التي افتقدوها لأشهر طوال، تجرعوا فيها كؤوس المرارة وكانت درسا قاسيا ينبغي أن لايتكرر مرة أخرى.

3.    على أهل الانبار أن يحافظوا على شرف مدينتهم هذه المرة بعد الدرس القاسي الذي تعلموه من محنة الاحتلال الغاشم والنزوح المرير ، وما رافقه من معاملة لاتليق بهم وعليهم أن بتمسكوا بأرضهم ويعيدوا بناء مادمره الأشرار بسواعد أبنائهم بأسرع مايمكن .

4.    إن ما يجود به الخيرون من كبار رجالات الانبار وأثريائها من أموال الأعمار والدعم المالي المحلي والعربي والدولي ستكون عونا لهم في اعادة أزالة مخلفات كل هذا الركام الثقيل واعادة بناء منازلهم ومدنهم  ومدارسهم ومستشفياتهم مؤسسات محافظتهم، لكي يعيدوا لها وجهها العروبي الأصيل، ولكي يكون هذا الدرس القاسي والبليغ جرس أنذار لأهل الانبار لكي يحفظوا أمن محافظتهم وكرامتها هذه المرة، بالاعتماد على أنفسهم هم، في ان يكونوا الرجال المدافعين عن حمى محافظتهم ، لكي يغسلوا عن وجوههم كل ما واجهوه من فضائع ومحن وانتهاك الكرامات ، وكانوا بين نارين : نار داعش ونار من حال دون تمكنهم من أن يجدوا لهم مكانا آمنا يمنحهم قدرا من الكرامة والعزة ، بعد محنة رهيبة أحالت محافظتهم الى ركام وحطام يحتاج الى فترات طويلة لكي يعاد بناء مادمره الأشرار، ولتعلن الاجيال داعش واجرامها ومن توافق معها في خراب الديار واستباحة الكرامات في أشد مراحل التاريخ حلكة وظلاما.

5.    أن يتخلى أهل الانبار ووجوهها الخيرة ومن يتولون أمرهم عن كل حالات الثأر والانتقام غير المبررة وتأجيل خلافتهم جانبا لحين انجلاء الهم الكبير ، لعودة الأمن والإستقرار الى ربوع هذه المحافظة ، وان يتعاملوا بمبدأ ( عفا الله عما سلف ) وابداء مرونة عالية في التعامل مع سكان احياء وقرى هذه المحافظة التي كانت تحت سيطرة احتلال بربري غاشم لم يعرف له التاريخ الحديث مثيلا، وعليهم ان يعيدوا إشراقة وجه محافظتهم من جديد، والابتعاد عن كل مايعكر صفو أمنها ويسهل على الأشرار والحاقدين إشاعة الفتنة والاحتراب والثارات المقيتة بين اهلها وناسها، لحين تضميد الجراح ، وان يكون العفو عند المقدرة سلاح الأقوياء والشرفاء ومن لديهم من عمق البطولة والنخوة العراقية لكي يتجاوزا جراحات تلك الشهور القاسية ومراراتها الأليمة، فما تم حياكته لأهل الانبار من مؤامرات كان كبيرا وكان المخطط يهدف الى ان تصل الانبار الى هذه المرحلة من الانحطاط والتدمير الكبير لبنيتها واحيائها وبيوت أهلها الطيبين التي تهاوى الكثير منها وتحولت الى خرائب مهجورة ليس بمقدور حتى الحيوانات ان تقطنها ان بقيت على هذه الشاكلة من الدمار والخراب الفضيع.

6.    إن مانسمعه من تصريحات وتهديدات وتراشق كلامي من على منابر الاعلام من بعض الشخصيات العشائرية والسياسية لايبشر بخير ان بقيت روح الثأر والانتقام والوعيد للآخر هي الطاغية ، وعليهم ان يتذكروا ان تحرير محافظتهم ماكان ليتم لولا مشاركة ابناء عشائر هذه المحافظة ودعم القوات المسلحة لها، وعليهم تجاوز المحنة الأليمة بأقل الخسائر ، وهو ما نامله من كل اهل الانبار ان يتوحدوا وان يتكاتفوا هذه المرة ، فإن اختلف جمعهم لاسمح الله فأقرأ على أهل الانبار السلام.

7.    ان هيبة الدولة وسلطة القانون ينبغي ان تعود الى معالم الحياة وأساليب التعامل وان يتم قدر الامكان الابتعاد عن الصيغ العشائرية الساعية الى الانتقام والثأر لمواقف أناس ربما كانوا تحت ضغط احتلال داعش واجرامها، ومن المعيب خلط المواقف تحت مبررات الظرف العصيب ، وعلينا ان نسلم بحقيقة انه ينبغي ان يعود للقانون سلطته ولمعالم الدولة هيبتها، لكي لاينفرد ( البعض ) من الباحثين عن الوجاهة والمصلحة الشخصية ويعودوا الى الواجهة ، ويكون تدخلهم سلبيا لايبعث برسائل الاطمئنان الى امكان التعايش والوئام بين مكونات أهل الأنبار العشائرية ، وان يكون هم اعمار محافظتهم وازالة معالم الركام والدمار هو الهم الأول الذي يستحق ان يتم إيلاءه أقصى إهتمام ان أريد للانبار ان تودع زمن الخلافات والتناحرات التي كانت سببا في ان تدخل داعش من وراء ظهرانيهم وقد أدت الى كل هذه الويلات التي لحقت بأهل الأنبار وأفقدتهم كرامتهم وأذاقت مئات الاف من نازحيها ومن بقي فيها المر العلقم وانتهاك الكرامات ، والمهم ان يعود أهل الانبار الى رشدهم وان لاينساقوا وراء عواطف ومشاعر الانتقام وانتهاك حقوق الآخر تحت أية ذريعة، ويكون لأهل الحل والعقد دورا كبيرا في حل كل اشكالات مايحدث من منازعات وخصومات، وانهاء معالم تلك المظاهر الانتقامية بأسرع مايمكن واعادة ترتيب البيت الانباري ، لكي تعاد له هيبته ووقاره، بعيدا عن الانفعالات التي قد تؤدي الى نتائج كارثية ربما تفوق جرائم داع شان جرى الاحتراب مرة اخرى بين أطيافهم العشائرية والسياسية.

8.    أن أغلب أهل الانبار هم من أصحاب الحرف المهرة ومن المتخصصين في فنون البناء والأعمار وهم البناة الحقيقيون ، وهم اهلها الذين يتقنون كل فنون البناء والإعمار وبمقدورهم ان يعيدوا بناء كل ماتم تدميره بأسرع وقت حال عودتهم الى أحيائهم ومدنهم، شرط ان تتوفر لهم الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء وخدمات أخرى مهمة للحياة وحضور الدولة القوي بمركزها وإدارتها المحلية أولا ، وأن تتوفر لهم كذلك المساعدات الخليجية والدولية التي تضمن لهم اعادة بناء مادمره الأشرار من معالم مدينة ومن مئات الالاف من البيوت التي تحولت الى انقاض خربة.

9.    القيام بحملات توثيق وجرد سريعين لآثار الدمار لمختلف احياء مدينة الرمادي ليتسنى توفير حالات من التعويض المقبولة عن الأضرار الكبيرة التي أصابت 90 - 95 % من بيوتهم بأضرار بالغة والبعض منها لم يعد بامكانه ان يجد له مكانا بعد ان تهدمت بيوتهم بالكامل وتحولت الى ركام وحطام .

هذه بعض الملاحظات التي يمكن مراعاتها لتحقيق قدر من الأمن والاستقرار بعد عودة نازحي الانبار الى ديارهم، وأملنا ان يجد المعنيون حلولا عاجلة وتوفير أموال وامكانات لتوفير عيش لائق لأهل الانبار الذين أصبح الكثيرون منهم بلا مأوى او بيت سكن، بعد ان عم الدمار معظم معالم الانبار، وتسريع عودة أهلها الى ديارهم بلا إبطاء أو تأخير لكي يكون بمقدورهم البحث عن مخارج الحل لأزماتهم الحياتية والمعيشية التي لابد وان يواجهوا صعابا كثيرة بعد عودتهم وهم بأمس الحاجة الى من يخفف عنهم عبء المصاب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72251
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16