• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : الشیعة في السعودية .. بين اضطهاد الدولة وعداوة الوهابية .
                          • الكاتب : الوقت .

الشیعة في السعودية .. بين اضطهاد الدولة وعداوة الوهابية

خاض الشيعة في السعودية والذين يسكنون المناطق الغنية بالنفط في شرق البلاد صراعا طويلا مع نظام آل سعود بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وكانت علاقاتهم مع الحكم علاقات توتر ومواجهة طول فترة الثمانينيات لكن آل سعود قد بدأوا حوارا مع الشيعة في بداية التسعينيات ونجح الحوار في عام ١٩٩٣ وصدر عفو ملكي عن الجماعات الشيعية المعارضة في داخل السعودية وخارجها وعندئذ وضع الشيعة السعوديون العنف جانبا ودخلوا في الحل السلمي وبعد ذلك طرح الملك “عبدالله” موضوع الحوار الوطني وشارك علماء شيعة في جلسات هذا الحوار واستطاع الشيعة بعد ذلك ان يقيموا مراسم العزاء الحسيني علنا في ايام شهر محرم الحرام ويوم عاشوراء وهذا ما كان محظورا طوال عقود بسبب انزعاج السلفيين المتطرفين.

ان السیاسة التی اتبعها الشیعة تجاه نظرة وافعال نظام الحكم والوهابية كانت تختلف في المراحل المختلفة فالشيعة والاسماعيليين قد بذلوا جهودا كبيرة لتحسين اوضاعهم كأقليات دينية قبل انطلاق المرحلة الجديدة من العملية السياسية في السعودية، وبعد مضي عقد من الاتفاق مع الحكومة (في عام ١٩٩٣) حصل الشيعة على فرصة لطرح مطالبهم و اعلنوا مطالباتهم المدنية وانتقلوا من مطالباتهم الفئوية الى مطالبات اصلاحية تشمل الجميع.

وقد اعطى النظام السعودي في تلك المرحلة الضوء الأخضر للنشطاء الشيعة امثال “جعفرالشايب” و”حسن الصفار” و”توفيق السيف” و”نجيب الخنيزي” وغيرهم للدخول في النشاطات الاجتماعية والسياسية ونتيجة لذلك دخل الشيعة في حوار وطني وكتبوا مقالات للاشادة بالتسامح الديني والوحدة الوطنية لكن المشكلة التي يعاني منها الشيعة على الدوام كانت النظرة السلبية للوهابيين تجاههم والتي كانت تترافق مع نزعة لطرد الشيعة وابعادهم.

ان الشیعة هم اول طائفة طردتهم الوهابية تحت عنوان الروافض و الکفار وهذا كان يتسبب بحدوث مشاكل في علاقات الشيعة مع النظام نظرا للعلاقات الوطيدة بين النظام السعودي والوهابية ولم يستطع وصول الشيعة الى الحكم في العراق من تغيير نظرة الوهابيين السعوديين تجاههم واستمر صدور فتاوى تكفير الشيعة من قبل اشخاص مثل “سفر الحوالي” و”عبدالرحمن البراك” وغيرهما.

وقد ابتلي الشيعة بالقمع الحكومي المسلط على كل من يحمل مطالب شعبية من جهة وبعلماء الوهابية من جهة اخرى واقتنعوا انه يجب العمل على تحسين اوضاعهم بشكل تدريجي عبر التعامل مع النظام الحاكم وهكذا استطاع النظام السعودي الذي هضم المطالب السياسية والاجتماعية لغير الشيعة ان يدفع الشيعة ايضا نحو طرح مطالب اكثر ليونة دون تحقيق المطالب الرئيسية.

وثبت للجميع ان سياسات النظام السعودي تجاه الاقليات الدينية تتأثر بقوة بالنظرة الوهابية وبعبارة أخرى نجح علماء الوهابية بفتاويهم التكفيرية في منع النظام السعودي من تخفيف الضغط على الاقليات و اشراكهم في الحياة الاجتماعية العامة، و رغم حدوث بعض الاشكاليات بين النظام السعودي والحركات الوهابية الجديدة وايجاد بعض الانفراجات في اجواء الحوار وانفتاح المجال للاقليلات وخاصة الاقليات الصغيرة لاثبات وجودها، لايمكن القول ان تحولا مبدئيا وكبيرا قد طرأ على اوضاع الاقليات.

وبالاضافة الى النظرة السلبية الموجودة والمعتقدات التكفيرية لعلماء الوهابية تجاه الشيعة تركت الشؤون المتعلقة بايران ايضا تأثيرا على احوال الشيعة في السعودية حيث يتحسن تعامل النظام السعودي مع الشيعة في السعودية وتهتم الحكومة بمطالباتهم كلما تشهد العلاقات السعودية الايرانية انفراجة وفي المقابل تتأثر اوضاع الشيعة في السعودية سلبا بحدوث اي توتر في العلاقات السعودية الايرانية.

ان النظام السعودي يستغل الضجة الوهابية المفتعلة ضد الشيعة في السعودية لرفع رصيده امام ايران وتخوين الشيعة الذين يقاومون سياسات هذا النظام.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=71940
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29