• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مطلوب أزواج حلوين .
                          • الكاتب : خالد محمد الجنابي .

مطلوب أزواج حلوين

بعد دعوتها لشراء جواري من روسيا والشيشان ومطالبتها بوضع قانون خاص لذلك الغرض ، دعت الناشطة الكويتية سلوى المطيرى المرشحة السابقة لانتخابات مجلس الأمة إلى إصدار قانون جديد يتيح للكويتيات شراء ( أزواج حلوين ) من دول إسلامية ، وبمواصفات خاصة ،  وقالت المطيرى لصحيفة السياسة الكويتية : "لن نقضى على العنوسة فى الكويت إلا بتطبيق هذا المقترح ولن نواجه ظاهرة تزايد نسبة الطلاق إلا بتنفيذ هذه الفكرة" ، وأضافت "أن الكويتيات مدللات وشخصياتهن قوية ، ويفضلن أن يكنّ القائدات ، لذلك يحدث الصدام مع الأزواج الكويتيين ، ومن ثم يقع الطلاق ، ولهذا فلا خروج من هذا المأزق الاجتماعى إلا بشراء أزواج حلوين وبمواصفات خاصة "، وبسؤالها عن المقصود بالمواصفات الخاصة قالت سلوى: "إن يكون مهذبا ولبقا ومتواضعا وجميل الشكل طبعا ، ينفذ طلبات زوجته ويطيع أوامرها ويدللها ، وبذلك تقضى معه أحلى أيام حياتها بعيدا عن الصدامات والشجار والمنازعات" ،
وأضافت ايضا: "يتم استقدام الأزواج من خلال مكاتب فى الدول الإسلامية وروسيا ، ويتم نشر إعلانات عن طلب لكويتيات شرط أن يكون الزوج مسلما ، أو أن يعلن إسلامه قبل عقد زواجه ، ثم تختار الكويتية الراغبة فى الزواج شريك حياتها من خلال البوم صور وتتعرف على مواصفاته ليتم استقدامه إلى الكويت لتعقد قرانها عليه ، ويعيش معها فى منزلها بعد أن يدفع لها مهرا رمزيا حتى لو كان خاتما من حديد ، أسوة بالسلف الصالح  " ، وقالت: " هدفى من هذا الاقتراح تحسين النسل فى الكويت من خلال استقدام أزواج من ذوى البشرة البيضاء فمثلما أفكر بتلطيف الجو بالمنطاد والسحابة الصناعية وزراعة مليون شجرة أفكر أيضا بتحسين النسل المقبل " ، وأضافت: " مادامت الكويتية قادرة على شراء زوج جميل ومهذب وحبوب فلماذا لا تشترى زوجا وتقضى على شبح العنوسة" ، مشيرة إلى أنها مستعدة للقيام بهذه المهمة إذا حصلت على الترخيص القانونى ، وأنها ستزور البلدان الأوروبية والآسيوية التى تعيش فيها جاليات إسلامية كبيرة لاستقدام أزواج بمواصفات ترضى الكويتيات .
 
من الجدير بالذكر أن الناشطة الكويتية وكما اسلفت كانت قد دعت فى وقت سابق إلى فتح مكاتب للجوارى فى الكويت ، كما أن دعوتها الحالية لشراء الأزواج تأتى على اعتبار أنهم بمثابة العبيد .
 
هذه الدعوة هي الوجه ألآخر للدعارة ، في البداية كانت دعارة لصالح الرجال من خلال  شراء جواري ، واليوم دعارة لصالح النساء من خلال شراء رجال ، ويبدو ان سلوى المطيري ناشطة كويتية في مجال السمسرة ، والحق يقال انها ومن خلال سمسرتها انصفت رجال ونساء الكويت ، حيث دعت للطرفين بشراء مايحتاج له .
 
دعوة لشراء الجواري ، تتبعها دعوة لشراء ألأزواج الحلوين ، القاسم المشترك بينهما هو دعوة لاستباحة الانسان ، دعوة للاعلان عن مجتمع متفسخ لاوجود للقيم الاخلاقية فيه ، الغريب في ألأمر أن تلك الناشطة تطلق تصريحاتها بشكل طبيعي جدا في وسائل الاعلام الكويتية الرسمية دون ما أي محاسبة أو ردع ، وهذا لايندرج في مجال حرية الرأي والتعبير ، فالحرية لاتعني الاساءة للآخرين ، مما يؤكد أن تصريحاتها تلاقي قبولا ورواجا في مجتمع يفكر ملياً في استعباد الرجال والنساء من غير الكويتيين على حدٍ سواء .
 
تقول المطيري : ـ ينفذ طلبات زوجته ويطيع أوامرها ويدللها ـ ، لكن لن تذكر لنا ماهو مصيره في حال عدم اطاعته الاوامر فهل من الممكن ان تعرضه المرأة الكويتية للبيع على اعتبار انها صاحبة ألأمتياز وحقوق البيع والشراء محفوطة لها ؟
 
تقول ايضا : ـ هدفى من هذا الاقتراح تحسين النسل فى الكويت ـ ألا تعلم ان النسل في تلك الحالة سيكون نسلا هجينا ؟ وفي حال أخذ الابناء الجينات الوراثية عن ألأم ، فأن النسل يبقى كما هو عليه ألآن غير قابلٍ للتحسين .
 
تقول ايضا : ـ مادامت الكويتية قادرة على شراء زوج ـ هل هناك عبارة أشد خسة ونذاله من عبارة المطيري تلك ؟ نحن نعلم ان المال وجد لشراء متطلبات الحياة المختلفة ، لكن لانعلم انه وجد لشراء البشر ! الانسان هو القيمة ألأسمى في الوجود ، ولايوجد مايشير الى امكانية استباحته وبيعه وشرائه تحت أي ظرف كان ، أو أية غاية اخرى .
 
في كل بلدان العالم المتحضر بل وحتى المتخلف نجد مايصون كرامة الانسان والعمل على توفير سبل العيش الكريم له قدر الامكان ، وتسعى المنظمات الدولية الى تقديم يد العون والمساعدة لمن يحتاج لها في مختلف بقاع الارض دون تمييز او تفريق ، من أجل أن تسود الروابط الانسانية بين الجميع وأن ينال كل فرد حقوقه دون انتقاص قدر المستطاع .
 
الانسان خلقه الله سبحانه وتعالى وكفل له كرامته على مر الازمان وفي كل ألأديان ، ألأنسان ليس سلعة من الممكن عرضها في ألأسواق التجارية والتمعن فيها للوقوف على مدى جودتها ومن ثم الاستفسار عن السعر المخصص للبيع ، المطيري تريد القضاء على ظاهرة العنوسة في الكويت من خلال دعوتها الاخيرة ، فلماذا لن تقوم بتشجيع الكويتيين على الزواج من الكويتيات وأيجاد وسائل للتفاهم المشترك بينهم من اجل ديمومة الحياة الزوجية ؟
 
سؤال اوجهه الى الناشطة سلوى المطيري ، السؤال هو ، كم زوجا ستشترين في حال اقرار هذا القانون في الكويت ؟



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7122
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18