• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : طوزخرماتو المؤشّر الخطير .. ..!؟ .
                          • الكاتب : نجاح بيعي .

طوزخرماتو المؤشّر الخطير .. ..!؟

بات واضحا من أن خطاب المرجعية الدينية العليا , ومن خلال منبر صلاة الجمعة , أصبحت لدى عموم الشعب العراقي , من الأهمية بمكان , أنهم أصبحوا يقرؤون به واقع العراق , بكل أبعاده , السلبية والإيجابية , وأصبح لديهم بحق , المعيار الوطني القوي والصادق , في زمن شحت به مثل تلك المعايير!.
فحينما تطرُقُ المرجعية جملة ( سبق أن أكدنا ) , والتي جاءت في الأمر الثاني , من خطبة الجمعة 20/11/2015 (( سبق أن أكّدنا أنّ التحدّي الأكبر والأخطر أمام الشعب العراقيّ بمختلف أديانه وطوائفه وقوميّاته هو المعركة ضدّ داعش )) . يعني التأكيد على أنكم لا تزالون معرضين عن النصح , كما لا تزالون قاصرين ومقصرين , في إدراك حجم خطر عصابات داعش . وما إعراضكم عن النصح إلا زيادة في طول أمد الحرب , وإمعانا في هدر دماء العراقيين . والخطاب طبعا موجه لكل ساسة العراق . وبين دقّ المرجعية لناقوس الخطر مرارا , وبين لا مبالاة الساسة تكرارا , يمكن التكهن من إن الأمر , لا يعدو أن يكون مقصودا من قبل الساسة , وإنّ الإصرار على ذلك , ليس خارجا عن الإرادة .!؟
فبعد أن استعرضت المرجعية بخطابها , وحشية جرائم داعش , الذي ضرب مؤخرا أكثر من مكان في العالم , وذهب ضحيّتها مئات المدنيّين الأبرياء , ألا أنها لفتت الأنظار, إلى أن القدر قد ساق العراقيين من (( أن يكونوا في مقدّمة من يُقاتل هؤلاء الإرهابيّين ويسعى إلى كسر شوكتهم ويساهم في القضاء عليهم )) وهذا ردّ واضح على الأصوات السياسية , التي تناست معركة العراقيين الحقيقية مع داعش , وحاولت بغباء مطبق نقلها إلى الخارج , ونبهت إلى أن المعركة ليست بباريس وموسكو وسيناء , بل هي في بيجي والأنبار والموصل !؟
وطلبت ضمناً إلى تعديل البوصلة , وأن يبادر الغرب ( من باب أولى ) بتقديم المساعدة للعراق إذا أرادوا فعلا إنقاذ شعوبهم من داعش, فضلا عن شعب العراق , لأن العراق هو خط المواجهة الأول بالعالم , لا العكس ...!) .
كما (( أنّ النصر والظفر النهائيّ في المعركة ضدّ داعش , سيعود بثماره ومعطياته على جميع العراقيّين وليس لبعضهم دون بعض !)) . وهنا ترسم المرجعية العليا , الطريق الآمن والسليم لجميع المكونات , للوصول إلى برّ الأمان , وقطف ثمار النصر والظفر النهائي , من خلال عدة أمور :
( 1 ) ـ (( توحّد جميع المكوّنات )) . وهي إشارة إلى وجود تصدع وتشرذم , بين نسيج هذه المكونات.
( 2 ) ـ (( توظيف كلّ طاقاتها وإمكاناتها لمعركة هي واحدة للجميع ضدّ هؤلاء الإرهابيّين)), وهي إشارة للنزاعات الجانبية التي تحصل , وعدم توظيف الطاقات , والمعنيّ هنا الدولة بكليتها .
( 3 ) ـ (( أن لا يسمحوا بانحراف المعركة عن مسارها الصحيح ولا يدعوا مجالاً لزرع الفتنة والاحتراب.!)) وهو تحذير لجميع الأصوات النشاز, من أن المعركة هي ضد داعش , وداعش فقط .وليس ضد التركمان , وليس ضد الأيزيدية , أو الأكراد , أو السنة , وقطعا هي ليست ضد الشيعة .!
وهي كذلك , دعوة لكل المتنصلين عن واجبهم الوطني والشرعي والأخلاقي , ممن هم داخل العملية السياسية وخارجها , وخصوصا الحكومة ,بتكثيف جهودهم , لدرء الفتنة , بين صفوف أبناء الشعب العراقيّ , وترك المحاباة والعنجهية , التي لا تكون إلا على حساب القضايا الوطنية المصيرية . وهي بالنتيجة , لا يستفيد من ذلك , إلا تلك العصابات الإجرامية داعش .
كما (( حصل في طوزخرماتو مؤخّراً من صدامات وأعمال عنف وتخريب , مؤشّرٌ خطير)) , أي لا يستهان به , كما فعلت الحكومة فلزمت الصمت , وتنصلت عن واجبها في ردع تلك العصابات الكردية المنفلتة , التي استباحت المدينة , فقتلت وخطفت وحرقت وسلبت وسرقت وهجرت , بالشيعة التركمان , والكلام يشمل , نكوص الأحزاب والكتل التي آثرت السكوت , ولم يحركها الوازع الوطني ولا الديني ولا المذهبي ,فاكتفت ببيانات باردة , تفوح منها رائحة المداهنة والمضارعة , للاعتبارات سياسية مقيتة , لا ترتقي إلى مستوى حرارة الحدث !.
فدعت المرجعية الدينية العليا , أصحاب العقل والحكمة من جميع الأطراف إلى اتّخاذ الإجراءات الكفيلة :
( 1 ) ـ بعدم تكرّر مثل تلك الأحداث .
( 2 ) ـ والحفاظ على التعايش السلمي بين جميع المكوّنات على أساس سيادة القانون واحترام البعض للبعض الآخر.
( 3 ) ــ والطلب ممّن بيدهم الأمر, ويقصد به أصحاب النفوذ والقرار , وخصوصا قيادات الفصائل المسلحة , من الحشد الشعبي والبيشمركة , إلى عدم السعي لاستغلال الظروف الحالية (( لفرض أمرٍ واقع في بعض المناطق وفق رؤاهم وتصوّراتهم )) .
لأنّ ذلك (( سيؤدّي إلى مزيدٍ من التعقيدات ولا مصلحة في ذلك بل سيخسر الجميع ولا ربح إلّا من خلال الحرص على إدامة التعايش المشترك المبنيّ على حفظ حقوق الجميع وفقاً للقانون)).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70581
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18