• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : طاحونةَ الشَّرق الأوسط والحرائق المُدَمِّرَة لتكوين شرق أمريكي يهودي .
                          • الكاتب : عبد الحسن العاملي .

طاحونةَ الشَّرق الأوسط والحرائق المُدَمِّرَة لتكوين شرق أمريكي يهودي

 مَن‬ يقرأ معطيات المنطقة وخريطة تَفكير "واشنطن-تل أبيب" يجد أنَّ بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء (وطهران كعنوان خَلفِي) تُشكِّل "أولويَّة حرب" على طريقة "الحرائق المُدَمِّرَة". خاصَّةً أنَّ مشروع زَجّ التَّعاون الخليجي، أنقرة، القاهرة وباقي دويلات التَّبَعِيَّة الأمريكيَّة بـ"حرب إبادة" بوجه كيانات "المشروع المُقَاوِم" تحوَّلت إلى "هيكل خَطِير جدَّاً"، بخلفيَّة السَّيطرة على الشَّرق الأوسط وإعادة تكوين "شرق أمريكي يهودي" لا قُوَّةَ فيهِ للعرب أو العجم. وهذا يعني أنَّ حظّ طاحونة الحرب كبير، فيما التَّسوية السياسيَّة تكاد تتحوَّل شيئاً مِن عدم إلاَّ أن تتغيَّر المعطيات الحَاكِمَة. ويلزم منه أنَّ أيَّ فشل في دمشق سيعني فشلاً في بغداد وبيروت وصنعاء وطهران، ما يَفتَرِض إعادة "تكريس القوَّة" في دمشق كأساس لحماية المنطقة مِن كارثة "فوضى دَمَويَّة" ذات إدارة أمريكيَّة وأدوات عربيَّة تركيَّة تكفيريَّة. بتعبير آخر: أي خطأ بالتَّوقيت أو التَّقييم أو الأدوات أو الأهداف أو الحشد أو الإدارة للصِّرَاع سيعني "كارثة مِن نوع استراتيجي". بدليل أنَّ كارثة العراق لم تَكُن لِتَكُون لولا تَطَاوُل أزمة الشَّام وعدم إخماد نَارها. على أنَّ استراتِيجِيَّة المنطقة تقوم على معادلة: عراق قوي يعني سعوديَّة ضعيفة. سوريا تنزف يعني إذكاء مشروع إمبراطوريَّة أردُوغَان. دمشق-بغداد ضعيفة يعني طهران تعيش أكبر مخاطر استراتيجيَّة بل كيانيَّة.! فيما "تل أبيب" ترى أنَّ حرباً مُدَمِّرَةً لحزب الله أمرٌ مستحيل إلاَّ أن تَسقُط دمشق.! وبذلك يتراكم التَّقييم على قاعدة أنَّ طاحونةَ الشَّرق الأوسط يجب أن تستفيد مِن الحرائق المذهبيَّة والنَّعَرَات العِرقِيَّة خاصَّةً "الطَّاعُون التَّكفيري" والمال السعودي والجنون التُّركي والتَّبَعِيَّة العربيَّة العمياء على قاعدة "تفجير الشَّرق الأوسط مِن الدَّاخِل".
وبالخلاصة: "مَن يربح حرب سوريا قد يَتَمَكَّن مِن تقرير وجهَة الشَّرق الأوسط" أو على الأقل يَحُول دون "إدخال الأوسط" بفوضى نَار ودمار وإبادة وفظاعات وُجُودِيَّة لا حَدَّ لها على الإطلاق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70202
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19