• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراق وعلامات انهيار الدولة الحديثة ؟! .
                          • الكاتب : محمد حسن الساعدي .

العراق وعلامات انهيار الدولة الحديثة ؟!

وردت عدد من التقارير التي تتحدث عن الفساد ، حيث اكدت في تقرير نشرته منظمة الشفافية العالمية ان العراق اصبح في قاع معدلات الفساد بالعالم ، حيث توكد هذه التقارير ان العنف والصراع السياسي الحق ضرراً كبيراً في مراحل بناء الدولة تقوم على اسس مؤسساتية حديثة ، اذ ما زالت الحكومات المتعاقبة على حكم العراق غير قادرة على إيصال الخدمات الى المواطن العراقي بشكل كافي ، خصوصاً مع التخصيصات الكبيرة والموازنات الانفجارية في مجال الخدمات ، وما زال المواطن يقبع تحت خطر الأمراض بسبب الفيضانات والنفايات المتراكمة ، ناهيك عن اكثر من 23٪‏ من ابناءه ما يزالون يعيشون تحت خط الفقر المتقع .
البلاد تمر بظروف صعبة وغاية في التعقيد ، تمثلت بعدم الاستقرار السياسي ، اذ اصبح النظام الاقتصادي العراقي يعيش حالة الانكسار والانهيار ، في محاولة لابقاء العراق مستهلكاً لنفايات الدولة المجاورة  ، والبضائع الفاسدة ، كما ان عمليات الاختلاس الضخمة واساليب الخداع والسرقة وغسيل الأموال وعمليات تهريب النفط المنظمة وانتشار ظاهرة الرشوة والبيروقراطية المنتشرة والتي ألقت بالبلاد في حضيض قعر معدلات الفساد في العالم ، مما أدى الى تغذية العنف السياسي وإذكاء الصراع الطائفي وإلحاق الضرر بعملية بناء دولة فاعلة وحديثة ، وبالرغم من اعلان الحرب على الفساد من خلال الموتمرات التي تعقد والاهتمام الحكومي بمحاربة الفساد ، الا انها لم تحقق شيئاً ، وذلك لان التدخل السياسي والحزبي في عمل هيئة النزاهة وحماية الفاسدين من قبل الأحزاب والكتل السياسية حال دون تحقيق اي  تقدم في هذا الملف ،كما ان ضعف منظمات المجتمع المدني والتي وقفت صامتة امام تفشي ظاهرة الفساد المستشرية في موسسات الدولة .
الملف الأكثر خطورة في الجانب الاقتصادي هو ملف النفط ، وعمليات تهريبه ، والتي كانت تتم بدعم ورعاية من مجموعات سياسية واُخرى ارهابية ، حيث يقدر قيمة النفط المهرب لغاية 2014 اكثر من 11 مليار دولار ، ناهيك عن الامني ، اذ تعد وزارتي الدفاع والداخلية من اكثر مؤسسات الدولة تأثراً بالفساد ، من خلال شبكة السماسرة والعقود ، اذ توكد تقارير النزاهة ان اكثر من 3،4 مليار دولار فقدت في ملفات فساد خطيرة في عهد حكومة المالكي ،والتي كان من أشهر هذه العقود هو عقد شراء اجهزة كشف المتفجرات المزور بقيمة 85 مليون دولار ، وغيرها من ملفات الفساد الخطيرة في قطاع الكهرباء والذي صرف عليه. موازنة دولة من دول الخليج ، ولكن لم ينعكس اي شي على معدل انتاج الطاقة الكهربائية وذهاب الأموال الى خارج البلاد عن طريق التهريب او غسيل الأموال ، كما ان ضغط حكومة المالكي آنذاك على الهيئات المستقلة ما زالت لليوم مستمرة وذلك من اجل عدم فتح اي ملفات تمس مسؤولين كبار وتلاحق رؤوس كبيرة كانت راعية لعملية السرقة المنظمة للمال العراقي .      
حكومة السيد العبادي ربما تقوم بعملية إصلاحات ، ولكنها لم تلامس جوهر الفساد ، بل ما هي الإجراءات ترقيعية ، تحاول تغطية ملفات الفساد الكبيرة والخطيرة والتي لو فتحت فإنها ستكون النهاية السياسية لكثير من زعماء حزب العبادي وائتلاف دولة القانون ، الامر الذي يجعل العبادي في موقف حرج ، فهو بين الضغط الحزبي ،وبين مطالب الجمهور التي تطالبه بملاحقة المفسدين ومحاسبتهم وارجاع الأموال المهربة التي ستكفي البلاد لعشر سنوات قادمة . 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/12 .

ٱلأستاذ .محمد حسن الساعدي
السلام عليكم .
ٱكثر مايؤلم هو كثرة الحديث عن الفساد .لكن دون خطط لمكافحته .والحد منه .من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية ..فبالاضافة الى مايشاع من ٱكتشاف ملفات فساد كبيرة وخطيرة وذياع ٱسماء وراءها .تبقى مجرد خبطات ٱعلامية دون ٱجراء قانوني للتحقق منها .لانعلم سر وقوف كل ٱجهزة الدولة مكتوفة ٱلأيدي تجاهها .في دول العالم المختلفة عندما تظهر فضيحة فساد .في ٱلأعلام سرعان ماترى الشرطة وبٱمر القضاء تباشر الى فتح تحقيق وٱقتياد المتهمين ومهما كان منصبهم للمثول امام قاضي التحقيق .للتحقيق معهم .وبعد ذلك يتم توجيه ٱلأتهام ٱذا وجدوا الدليل ويطلق سراحهم ٱذا ثبت العكس .فمن كثرة مانشر عن الفساد بحيث ٱصبح موضوع الفساد الشغل الشاغل .للجميع دون ٱستثناء .لم تحرك السلطات ساكنا .لأٱحتواء ٱلأزمة .بل ٱن نسبة الفساد زادت ٱضعاف بعد تداول في الاعلام والاوساط الشعبية ٱخباره .في تحد واضح للكل ودون خوف ..
المقالات زخرت بمواضيعها بصيحات كثيرة ٱرادت لفت الانظار الى خطورة هذه الظاهرة سلبا على وضع الدولة العام وما ستسببه مستقبلا من تحديات خطيرة تهدد سلامة العراق كدوله ونظام ،لكن لاحياة لمن تنادي .بعض الاقلام تناولته من زواية متعددة مما ٱفقد المعركة ضد الفساد بعض زخمها وصنفت تلك المنشورات على ٱنها للتسقيط الشخصي وراءها ٱحزاب وشخصيات متصارعة .فركوب الموجة وٱستغلالها من قبل البعض ٱعطى صورة ضبابية عن واقع الفساد في العراق ووقف البعض منه موقف المتفرج الذي لايبالي بسبب عدم وضوح الهدف والرؤية له .فهو سلاح ذو حدين .نحتاج في هذا الوقت الى نوع من الرايدكالية .ٱي التغير الشامل من الجذور .لمجمل بواطن الفساد والتي ظهر فيها ونما كحالة علاج ثوري .دون ٱبطاء بعد ٱستنفاذ حلول عقيمة لم تنفعنا بشيء واضح فالفساد يحتاج الى ٱكثر من عملية تكرار مواضيع .بل الى المساعدة في ٱيجاد الحلول الثورية التي تؤدي تحت الظغط الجماهري الى ٱخذ طريقها نحو التطبيق .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70038
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28