• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل ازداد الحسين (عليه السلام) سموا بمدح شاعر له .
                          • الكاتب : فلاح السعدي .

هل ازداد الحسين (عليه السلام) سموا بمدح شاعر له

هذا ما تأرجح به بعض مضللي الفكر والعقول وغيرهم ممن لم يتارجحوا بل هم ممن عاش في فكرة الغول ... قبض عزرائيل روح هذا الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ....
قالوا البعض أنه محترم وقال الآخرون أنه مجرم , وتحجج الأولون أنه مدح الحسين (عليه السلام) بقصيدة طويلة أثنا عليها من الشخصيات ثناءا حسنا...
وقال الآخرون أنه مجرم وذلك لأنه شتم الشعب العراقي وأعتبر داعش ثوارا ...
فاين الحل وأين الصواب ...
أن ما عاش عليه هذا الشاعر هو الضلال والإضلال ولذا نرى أن أصحاب الضلال اليوم يحزنون عليه كما حزن النواصب على يزيد الذي كان شاعرا أيضا ...
وأن القاب هذا الشاعر هو لما كان مخلصا فيه للطغاة فوسموه الطغاة بسمات منها أنه شاعر القادسية تارة وشاعر أم المعارك تارة أخرى ومن أشهر قصائده الحماسية أثناء حرب صدام, روعتم الموت ومنها:
الواقفون عماليقا تحيط بهم
خيل المنايا ولا ورد ولا صدرُ
وكان صدام يسعى بينهم اسداً
عن عارضيه مهب النار ينحسرُ
وكان عبد الرزاق يمدح صدام ويعتبره رمز العراق , ومن هنا ذمه الشيخ احمد الكبيسي إن عبد الرزاق عبد الواحد مبدع أفسدته السياسة إذ لا يجوز للشاعر المبدع أن يبيع نفسه لأحد، إذ كان يشير إلى أن عبد الرزاق كان شاعر بلاط، ولكن عبد الرزاق قال في مقابلة مع وكالة انباء الشعر: (لست شاعر بلاط وانما كنت أمجد العراق وجنوده وليس شخص واحد والدليل على ذلك إني لا أزال أكتب لصدام كرمز للعراق)، فهو يحاول ان يرد على الشيخ الكبيسي لكنه لم يستطع أن يتجرد حتى برده من إثبات انه شاعر البلاط حيث معتبرا صدام رمز العراق , وظلم صدام وطغيانه حتى من كان يعيش في جزر القمر قد عرفها ...
وفي نفس الوقت الذي يمر العراق فيه بمحنة تكالب الدول والطغاة وداعش عليه ويفقد يوميا كثيرا من الأبرياء يأتي ليمجد داعش ويقول عنهم انهم ثوّار ... ويصف العراق وشعب العراق في مجلة الزمن العمانية بالهمج ، ولا يمتّون للبشر بصلة (هل ظل إنسان في العراق كبشر إلا الذين يقاومون وهم الثوار ، أما البقية الذي لم يغادروا فليسوا من البشرية في شيء ، البشر غادروها وبقي الهمج) ...
وحتى بعد ذلك لم يتغير شعر عبد الرزاق عبد الواحد عكس زميله شاعر البعث علي الحلي فقد بقي قومي النزعة وموالي لحكومة صدام السابقة أيضاً، وقد قال في صدام بعد إعدامه :
لست ارثيك لا يجوز الرثاءُ *** كيف يرثى الجلال والكبرياءُ
لست ارثيك يا كبير المعالي *** هكذا وقفة المعالي تشاءُ
وهنا لا ننسى ما بدأنا فيه عنوان الكلام وهو ان من المعروف ان هذا الشاعر مدح الحسين (عليه السلام) فهل هذا امر غريب أمر فريد أم به يزداد الحسين (عليه السلام)...
نقول ان الشعراء نهجهم في الشعر متعدد ومضطرد فهم يتحركون في مساحات واسعة ويحاولون التحرك في أغلب المساحات ليزدادوا بذلك وجود وشهرة وتفاخرا بقدرتهم الشعرية في كل مجال ولكن لا ننسى أن الشعراء حالهم حال البقية فقد يكون له شعرا لمدح شخص وهو في نفس اليوم يمدح قاتله , فقد يتمجد بشعره بوصف الخير وهو عن الخير أبعد. وقد يطالب بشعره بالعدل وهو في احضان الظالمين له مقعد ...
وقد صرّح القرآن الكريم عن هذا المعنى قوله تعالى : ( والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون * ) فهم في كل واد يهيمون ويقولون ويكتبون الأشعار ليس لله إن لم يكونوا ممن استثنتهم الآية فهل شاعر الطاغية استثني من الآية يا أصحاب العقول والألباب ؟؟
فما لكم كيف تحكمون , أتركوا النهج الذي يصنع الطغاة ويمجدهم وكونوا أحرارا في دنياكم فالحسين (عليه السلام) لم يزدد شيئا بقصيدة شاعر الطاغية بل بالعكس كان على شاعر الطاغية أن يتعظ من معرفته لوصف الحسين (عليه السلام) فهو يصف إماما وقف بوجه الرموز المصطنعة وبه وقف الابطال بوجه صدام ولذا كان يعدمهم ...
الحسين هو الحسين لم يزده ولا يزيده شيئا من مدح المادحين ولا رثاء الراثين فهم النور الذي من تستمد الحياة الوجود ..
والتاريخ يذكر مثل هذا الكثير فمنهم الشاعر الأعشى مدح النبي (صلى الله عليه وآله) ، ومات كافرا ً حيث كان بمكة أو قريبا منها ، اعترضه بعض المشركين من قريش ، فسأله عن أمره فأخبره أنه جاء يريد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليسلم فقال له يا أبا بصير ، إنه يحرم الزنا ، فقال الأعشى : والله ! إن ذلك لأمر ما لي فيه من أرب.
فقال له يا أبا بصير ، فإنه يحرم الخمر فقال الأعشى : أما هذه فوالله إن في النفس منها لعلالات ولكني منصرف فأتروى منها عامي هذا ، ثم آتيه فأسلم . فانصرف فمات في عامه ذلك ولم يعد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فهل بمدحه لرسول الله بقصيدة طويلة شيء ؟ اكيد لا لأنه مات كافرا متبعا لهواه , فكيف بمن يموت متبعا لهوى سلطانه ورمزه الطاغية ؟
وأخير أنظر إلى قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ.).
F_m1333@yahoo.com 
9/11/2015م
26/محرم الحرام/1437هـ

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : هناء احمد فارس ، في 2015/11/09 .

احسنت شيخنا وجهت الانظار لنقطة مهمة الانسان السليم هو موقف والموقف لايتجزاء من ينصر الظالم يكون ظالما منله شريكا له بالجرم فكيف من كان بوقا لتمجيد وتبرير ما فعله الطغاة العفلقية لعنهم الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69891
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19