• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حرمة الأضرار بالوطن و المواطن.... .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

حرمة الأضرار بالوطن و المواطن....

المقدمة| يقتل القتيل ويمشي في جنازته !! فالأرض إرثٌ، وهناك الكثير من الناس يسعى أن يكون له فيها نصيب، وخلائفُ التّقوى هم ورَّاثُها بالفرضِ والتّعصيب 
والإنسان مرتبط بوطنه وبلده بتصال العقل الباطني لاتصاله بالنفس لان الوطن هو مسقط الرأس ومستقر الحياة ومكان العبادة , ومحل المال والعرض ومكان الشرف على أرضه يحيا , ويعبد ربه ومن خيراته يعيش ومن مائه يرتوي وكرامته من كرامته وعزته من عزته به يعرف وعنه يدافع والوطن نعمه من الله على الفرد والمجتمع , ومحبته وولائه دائرة أوسع من دائرة محبه الأسرة , والحي الواحد , ولكنها أصغر من دائرة الانتماء والمحبة والولاء للإسلام .
فكما لا تتعارض محبه الأسرة أو محبه الجيران وأهل القرية مع محبه هذا الدين والانتماء إليه فكذلك محبه الوطن لا يمكن أن تضيق بها الدائرة الكبرى التي يجتمع عليها الجميع وتجدر الإشارة إلى هذه الانتماءات من التداخل بحيث لا يمكن فصل بعضهما عن بعض أو قصر انتماء الشخص إلى واحدة منها دون الأخرى فالإنسان منتم إلى أسرته ودينه وتعدد الانتماءات الحب والولاء وعلى هذا النحو انسجامها مع بعضها وعدم تعارضها أمر مشاهد محسوس 
فالوالدين يحب أسرته ويحب قريته أو بلده ويحب وطنه ويحب دينه وأن كان دينه مقدما الجميع لكنه لا يلغيها من الوجود وعلماً في الوطن عدة أديان كلهم تربطه رابط الوطن إلا السعودية لا وجو لدين غير الإسلام...وكأنهم يعيشون في العصور الوسطى أو قبلها وحكامها بعيدين عن روح الإسلام وللأسف منها تتكون وتتدرب الوهابية والإرهابيين داعش والقاعدة وغيرها ...وفي الدول الأخرى سوى العربية منها أو الإسلامية تعدد الانتماءات يتعين أن يمر من الدائرة الصغرى إلى الدائرة التي أكبر منها , حتى ينتهي إلى ملتقى الجميع , وهي دائرة الانتماء الإسلامي الذي يأمر أن يعيش الجميع ولا يرفض البعض البعض الأخر لقوله تعالى  :  (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ  ) الشورى /15 وقال سبحانه وتعالى  أيضاً : (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ )الشورى /13 . أن الشريعة المحمدية أجمع الشرائع المنزلة وأن الاختلافات الواقعة في دين الله على وحدته ليست من ناحية الوحي السماوي وإنما هي من بغي الناس بعد علمهم، وفي الآيات فوائد أخر أشير إليها في خلالها .
فقوله : ﴿شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا﴾ أي بين وأوضح لكم من الدين وهو سنة الحياة ما قدم وعهد إلى نوح مهتما به، واللائح من السياق أن الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمته، وأن المراد مما وصى به نوحا شريعة نوح (عليه السلام ). 
وقوله: ﴿والذي أوحينا إليك﴾ ظاهر المقابلة بينه وبين نوح (عليه السلام) أن المراد بما أوحي إليه ما اختصت به شريعته من المعارف والأحكام، وإنما عبر عن ذلك بالإيحاء دون التوصية لأن التوصية كما تقدم إنما تتعلق من الأمور بما يهتم به ويعتنى بشأنه خاصة وهو أهم العقائد والأعمال، وشريعته (صلى الله عليه وآله وسلم) جامعة لكل ما جل ودق محتوية على الأهم وغيره بخلاف شرائع غيره فقد كانت محدودة بما هو الأهم المناسب لحال أممهم والموافق لمبلغ استعدادهم .
ويستفاد من الآية أمور: أحدها: أن السياق بما أنه يفيد الامتنان وخاصة بالنظر إلى ذيل الآية والآية التالية يعطي أن الشريعة المحمدية جامعة للشرائع الماضية ولا ينافيه قوله تعالى: ﴿لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا﴾ المائدة : 48 لأن كون الشريعة شريعة خاصة لا ينافي جامعيتها . ولازم ذلك أولا: أن لا شريعة قبل نوح (عليه السلام) بمعنى القوانين الحاكمة في المجتمع الإنساني الرافعة للاختلافات الاجتماعية وقد تقدم نبذة من الكلام في ذلك في تفسير قوله تعالى: ﴿كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين﴾ البقرة: 213 .
هنا له أمر علينا أخر وهو في سورة الحجر
 (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  )
عني أنكم بنو أب واحد وامرأة واحدة. وأراهم فضل التقوى بقوله تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ } 
يقول تعالى مخبراً للناس أنه خلقهم من نفس واحدة، وجعل منها زوجها وهما آدم و حواء وجعلهم شعوباً وهي أعم من القبائل، وبعدها مراتب أُخر، كالفصائل والعشائر والأفخاذ وغير ذلك، فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية، إلى آدم وحواء عليهما السلام سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة اللّه تعالى ومتابعة رسوله صلى اللّه عليه وسلم،ولهذا قال تعالى بعد النهي عن الغيبة، واحتقار بعض الناس بعضاً، منبهاً على تساويهم في البشرية: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا} أي ليحصل التعارف بينهم كل يرجع إلى قبيلته، وقال  تعالى : { لتعارفوا } ..... إذن تمموا واعملوا بما أوصى رسول الله صلى الله عليه وآل حيث قال : (‏اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء‏)‏....
وانتهى فغفر الله له ما سلف, وخير ما قاله النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام : (( خير الناس من نفع الناس )) وقال أيضاً حب الوطن من الأيمان . 
 
التفاصيل
بسم الله الرحمن الرحيم
 
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) سورة الروم /41.
(وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور /31 . 
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) سورة التحريم /8 .
أيّها المسلمون: إنَّ ثمرةَ الاستماع الاتّباع، فكونوا من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنَه. وصلّوا وسلِّموا على خير الورى امتثالاً لأمرِ المولى - جل وعلا -: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)  سورة الأحزاب/ 56 .
 
(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ) سورة الحـج /41.
(خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) سورة الملك /2.
(ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ  ) سورة يونس /14 .
 
يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وآله : ((كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته، فالأمير راع، والرّجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته)) [أخرجه البخاري ] .
إنه لما طغت الماديات على كثير من الناس وأشربوا حب الدنيا، غفلوا عن إدراك سنن الله الكونية والنظر في آياته الشرعية التي بينت كيف كان حال من قبلهم من الأمم حين خالفوا أمر الله، وغفلوا كذلك عن إدراك أن ما أصابهم وما قد يصيبهم من بلاء وشدة ونقص إنما هو بسبب ذنوبهم، لذا لم يلتفتوا إلى محاسبة النفس وكفها عن غيها فانتشرت بذلك الفواحش وكثرت المنكرات واستبيحت المحرمات لغياب الرقيب وضعف الإيمان في النفوس وقلة الخوف من الله والجهل به سبحانه، فهانوا بذلك على الله ولو عزوا عليه لعصمهم .
واليوم نرى أن هذه المظالم قد تكررت منذ 30 عام وأكثر وخصوصا في هذه السنوات الخمسة ظهر الفساد والقتل والإجرام على أيادي ثلة قبيحة مرتدة عن الأعراف السماوية والدين وتلبسوا بلباس الدين وانتحلوا من الأسماء كالقاعدة وداعش الدولة الإسلامية وما شابه  هذا يريدون بهذه الأعمال يشوهون أسم الدين الإسلامي  والإسلام عنهم برئ  وأحب أن أنبه هؤلاء المؤلفة قلوبهم أن يعوا ويرعوا ويتجنبوا هذه العصابات وأن لا أساس لهم لا في الدين ولا في الإنسانية وكلاهما بريء  من القتلة ,لأن الإسلام والكتب السماوية حرم قتل الأنفس والظلم بكل أشكاله وأقول لكم يا أخوتي : إنّكم ترفلون في نِعم وافرةٍ، وخيرات زاخِرة، وحياة فاخِرة، مُعجزٌ شكرُها، مُعوِز حصرُها، أرزاقٌ دارّة، ومعايش قارّة، تألّقٌ في المطعومات، وتفنُّن في الملبوسات، وتنوّعٌ في الملذّات، فهل قمتُم بشكر من أنعَم بها واستخلفكم فيها، أم عصيتموه في أرضه وتحت سمائه، وأنتم تنعمون من رزقه وتستمتِعون بنعمه؟ !
من الذي أمَّننا في الدور؟ من الذي أرخى علينا السّتور؟! من الذي صرَف عنّا البلايا والشرور، والفتنةُ حولنا تدور؟ أليس الرّحيم الغفور؟ فما لنا قد كثُرت منّا العِثار، وقلَّ منا الاعتبار والادِّكار؟ ما لنا لبِسنا ثوبَ العصيان والغفلة والنّسيان؟ غرَّنا بالله الغرور، برجاء رحمتِه عن خوف نقمتِه، وبرجاء عفوه عن رهبةِ سطوته .
ها هي البيوتُ قد مُلئت بالمنكرات فما دفعناها، ها هي المعاصي كثُرت في المجتمعات فما منعناها ؟ والدولة كثر فيها الاختلاس والرشوة في بند أصبح من الدستور ... وقتل الذين يسعون لكشف الحقائق أصبح بنداً من البنود!.... ونعود للفساد ترخُّصٌ بَغيض، وتساهلٌ مُقيت، واستهتار مُميت، فأينَ تعظيمُ شعائر الله يا من تعصون؟ أين الوقوفُ عند حدود الله يا من تعتَدون؟ أين الذين هم لربِّهم يَرهبون؟ أين الذين هم من خشيةِ ربِّهم مشفِقون؟ أين الخوفُ والوجل؟ أين الخشيةُ من سوءِ العمَل؟ لقد قُوِّض بنيانُ العفاف، وطُوِّحت جُدران الفضائِل، جِيلٌ في ريَعان الشّباب وغضاضة الإهاب قد ارتَضع لبانَ سوء، وسقط في مستنقَعٍ موبوء، فمن الذي أوردَه معاطبَ الهلاك؟ من الذي أسقطه في تِلك الأشواك والأحساك؟ ما أشدَّ المفارقةَ وأبعدَ المشابهة بين الأمسِ واليوم، هُوّة عميقةٌ وبَون واسعٌ وفرق شاسع , أن ما نراه السنوات هي الظلم والقتل والتفخيخ والانفجارات تعم البلاد و الدول العربية  أيضاً أصبح لها نصيب  وحتى بيت الله في يوم الحج قتل الحجاج بفنون ! وأن التفخيخ أصبح جزء من البرنامج اليومي حتى في الدول الإسلامية كتركيا وباكستان وغيرها ، والعجب كل العجب ! بسم الإسلام يقتلون ! .. لكن الإسلام منهم وفعلهم  بريء وهنا يجب عليكم يا أخوتي أن تتكاتفوا وتتحدوا وتبعدوا كل هذه الأصناف من الأحزاب من البلاد وهذا وأجب شرعي وإنساني إنَّ أجيالنا اليومَ تتعرَّض لسُعار الفسادِ وطغيان التّغريب وداءِ التّمييع والإهمال، وسيسألنا الله عن تضييع هذه الأجيال، فهل أعدَدنا جواب ؟ وهل سيكون الجواب صوابًا؟ يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ((كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته، فالأمير راع، والرّجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته)) [أخرجه البخاري ]
 أعزائي إذا فشِلنا في جهادِنا مع أنفسنا وإصلاحِ مجتمعاتنا وأجيالِنا فسنفشل في كلّ ميادين القتال وساحات النـزال، إنَّ كلَّ الضّرباتِ الموجِعة والهزائم المتتابعة والنّكسات المُفظِعة التي نتلقّاها يومًا بعد يوم إنّما هي بسببِ إضاعتِنا للعهد الذي استخلفَنا الله لتحقيقه، ومكَّننا في هذه الأرض لتطبيقِه ,وخصوصاً من هذه العصابات الإرهابية التي تعث في الأرض فساد كالقاعدة والتكفيريين وداعش الدولة الإسلامية والإسلام منها ومن فعلها برئ .. وغيرها من الأسماء التي ظهرت فجئت ولا أساس لها بالإسلام ,وأتعجب أن مليون جندي لا يتمكنوا من السيطرة على منافذ  الحدود؟! هل هذا لغز أما خيانة مشتركة مع الإرهابيين لتدمير أعصاب المواطنين؟! وللأسف نسوا أساس القواعد الكتب السماوية والإنسانية حيث يقول 
 
وبعضهم يؤتيه الله زوجة بعد أن كان عزباً فماذا يحصل بعدما يتزوج؟ بعضهم يشكر النعمة، ويقيم الزوجة على الطاعة، ويجعلها عوناً على العبادة، ويبني البيت على أساس تقوى من الله ورضوان، وتقوم الأسرة في تشكيلة مما رزقهم الله من الأبناء والبنات، يبتغي ما كتب الله له، وما كسب بهذا النكاح من الولد، (فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) البقرة/187. أي: من الأولاد، ولم يقل: حد النسل، فصارت الزوجة معينة على الطاعة .
لكن منهم من يقول: أريدك أن تخرجي بالعباءة الفرنسية، والغطاء الشفاف، والزينة؛ لأني أريد امرأة راقية، أريد أن أظهر أمام الناس أن عندي زوجة جميلة، حسنة الهندام، وظاهرة الزينة، وفواحة العطر؛ غريب هذا! أين الغيرة؟ هل زوجتك لك أم لغيرك؟! هل مقدار الرقي، والمعيار، والمقياس، والميزان في التقدم هو إظهار زينة الزوجة للآخرين؟ ! وقول الحق يقول غير ذلك قال الله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } .. ويؤكد أمر ربنا تعالى لقوله : (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور /31 . 
ومن الناس من لم يكن عنده ولد فأتاه الله أولاداً، والمال والبنون زينة الحياة الدنيا، والعبد ممتحن بالأولاد (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) الأنفال/28.، فماذا يفعل؟ 
يهملهم فلا يأبه بتربيتهم ولا بتعليمهم، ولا بأمرهم بالصلاة لا بصلاة الفجر ولا غير الفجر، بل بعضهم يربيهم على المعصية، ومنهم من إذا سافر للسياحة اصطحبهم إلى أماكن المعاصي، وهكذا إهمال تام للأولاد، وإعطاؤهم على هواهم، وتركهم على مناهم، يوفر الأشياء المالية، والصحية، والدراسية، أما الشرعية، والأخلاقية، والدينية؛ فلا، والذي ينبغي أن تغرس فيهم المفاهيم الإسلامية على مذهب لقمان عليه السلام الذي كان يعظ أولاده ويهتم بابنه (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ)  لقمان/17.، بعد أن قرر في نفسه قواعد الإيمان (إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ) لقمان/16.، ثم يعطيه الأخلاق (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا) لقمان/18.، (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) لقمان/19. إيمان، وعبادة، ودعوة، وأخلاق، هكذا يغرس في نفس الولد ما يُغرس .
وقد يحس الإنسان أحياناً أن الزوجة والأولاد ثقل، وهمّ، ومصاريف، فنقول: إن النبي عليه الصلاة والسلام قد خفف عنك أيها الأب، فإذا ضاقت بك الأحوال، وشعرت أنها ثقل، ومسؤولية، وإنفاقا، فتذكر قوله: ((اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول)) فتقوا الله يا علماء السوء المرتشين علماء الدينار والدرهم فاتق الله ولا تجبه، فوالله لئن يأتينا نعيك أحب إلينا من أن يأتينا أنك أجبت، فكانت هذه نتيجة التربية (لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ) سورة الأنعام/165.، آتاكم أولاد فماذا فعلتم بهم؟ آتاكم بنين وبنات فماذا قمتم بشأنهم؟
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيأ لنا من أمرنا رشداً، وأن يجعل من ذرياتنا قرة أعين لنا، وأن يجعلنا للمتقين إماماً . 
 
والدنيا التي تسحر - فإنها تسحر القلوب"، وهي خمر الشيطان، ومن يسكر منها لا يفيق إلا في عسكر الموتى .
البعض إذا صار عنده مرتبة، ورفعة؛ تنكر للأصحاب القدامى واستغنى عنهم .
ولا خير في خل يخون خليله *** ويلقاه من بعد المودة بالجفى
وينكر عيشاً قد تقادم عهده *** ويظهر سراً كان بالأمس قد خفي
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها *** صديق صدوق صادق الوعد منصفا
فينبغي على العبد أن لا يترفع على إخوانه، وأصحابه، وأصدقائه، وأقربائه إذا صار عنده فتح في الدنيا
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا *** من كان يألفهم في المنزل الخشن
تذكرهم فقد كانوا معك، وكانوا خلان، وإخوان، وأقارب؛ ولا زالوا، ولا تجحد النعمة .
لما أوتي سليمان عليه السلام ما أوتي من الملك، والعلم، وفوقها النبوة؛ سخر الله له الجن يعملون له ما يشاء، والريح، والطير، فماذا قال؟ (قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) النمل/40.، فليكن هذا هو موقف المؤمن .
فضل حراسة الثغور
عباد الله :
أنتم في مكانكم هذا تحرسون أجواء بلاد الرافدين بلد الأنبياء إبراهيم وذي الكفل وآدم ونوح والخلفاء الراشدين الإمام علي ابن أبي طالب والصحابة سلمان المحمدي والإمام الحسين وأخيه العباس والشهداء والإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد وبلد الإمام علي الهادي وحسن العسكري وبلد الخلف الصالح بضعة الله في أرضه الإمام المهدي عجل الله فرجه بلد الإمام أبو حنيفة النعمان  بلد المشايخ شيخ عبد القادر والجنيد البغدادي والجنيد الصفوي وشيخ صندل والكثير من الطيبين أصحاب الطرق الصوفية الملتزمين والبعيدين عن روح الطائفية المصطنعة الكريهة ، واحتسابكم الأجر في حراستكم ومراقبتكم؛ فيها عند الله ثواب، فأحسنوا النية يا جيشنا الباسل ويا ساسة العادلين !! دعوا الحشد الشعبي معك يطهر البلاد من أوثان المحتل والإرهابيين الذين أوتي بهم بمساعي الدول المنتفعة مثل المحتل والعميلة مثل آل سعود وحاكم قطر الأب والأب ..، وهناك الكثير ممن يذهب للعمل، لكن شتان بين من يذهب ليؤجر، ومن يذهب فلا يكون له نية فيفوته الأجر .
اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان لبلدنا هذا وبلاد المسلمين، اللهم من أراد بلدنا بسوء فابطش به، اللهم من أراد أن يعكر أمننا وإيماننا وأن يغير في دينك فانتقم منه، اللهم من أراد خراب منشآتنا واقتصادنا فاجعل كيده في نحره، اللهم اجعلنا في بلادنا آمنين مطمئنين، آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور وأبعدهم من المناحرة وحفر البئر لأخيه وسعيهم قتل أخيه والسير في جنازة أخيه !!!، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، اللهم إنا نسألك الأمن يوم الوعيد، وأن تجعلنا من الآمنين يوم الخوف، اللهم إنا نسألك أن توسع علينا في أرزاقنا، وأن تبارك لنا فيما آتيتنا، لا تحرمنا فضلك بذنوبنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وعافنا واعف عنا يا أرحم الرحمين . 
أخر دعوتي هي أن لا تنسوا التعاون والتآخي ودعم المنكوبين من الفيضانات والمهجرين ظلماً ودعم الأيتام الأرامل ومساعدة المعوقين والمسنين 
ولا تنسوا أننا في شهر من أشهر الحرم هو شهر محرم الحرام... وأهدي لجميع من مات على الأيمان ثواب سورة المباركة الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولا تنسوا روح أمي وأبي بالهدية من ثوابها والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
أخوكم المحب 
behbahani@t-online.de



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69871
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29