• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : علي عبد الله الصالح وصفات الحاكم العربي .
                          • الكاتب : فلاح العيساوي .

علي عبد الله الصالح وصفات الحاكم العربي

في لقاء على قناة العربية الإخبارية الفضائية 
 
مع الرئيس اليمني علي عبد الله الصالح وجه المستضيف سؤال إلى فخامة الرئيس عن صفات الحاكم ؟..
 
فقال الأخ الرئيس القائد: يجب أن تتوفر في الحاكم صفات... 
 
لا نايم نايم ولا داهم داهم ولا راكد راكد ...
 
ولا كبضة حديدية !!..
 
لان الكبضة الحديدية لها مردود سلبي !!!...
 
الواقع إن هذا المقطع الذي باتت قناة العربية تكرره يوميا على رأس كل ساعة إخبارية جديدة أثار عندي تساؤلا مهما ومفاده كيف حكم العرب هكذا أشخاصا لا تتوفر فيهم إي ثقافة تذكر واقل ما يقال عنهم أنهم عديمو الثقافة والعلم  وهل يصح هكذا جواب من رئيس عربي حكم شعبه مدة ثلاثين سنة وهل ثقافته باتت لا تعرف غير النوم والركود وغير القبضة الحديدية وأين هم عن مفاهيم جليلة كالعدل والمساواة والرحمة والرأفة وهي صفات من حكموا الناس بالقسط والعدل وعلى الخصوص نبي الرحمة محمد (ص).
 
لكن لماذا العجب ولماذا الاستغراب ولا داعي لعلامات الاستفهام ؟؟؟، فهؤلاء الحكام العرب لو كانوا أشخاصا مثقفين لما باتت شعوبنا العربية في أوج التخلف والرجعية في جميع ميادين العلم من طب وصناعة وتكنولوجيا وحتى ألبنا التحتية والأعمار والطرق والجسور والقطارات وغيرها الكثير ما لا تعد ولا تحصى،  وبسبب جهلهم وظلمهم ووحشيتهم مازالت حياتنا غير مستقرة ولا يسودها العدل ولا المساواة ولا أدنى لحدود المواطنة الصالحة، أو حتى احترام القانون المستغل بأبشع الصور من أصحاب السلطة والنفوذ والأموال المسروقة من الشعوب المسكينة والمغلوبة على أمرها وسيادتها لنفسها فلا وجود للحرية الحقيقية ولا وجود حقيقي لمفهوم الديمقراطية المنصوص عليها في بعض دساتير الدول العربية .
 
ولو فرضنا جدلا أن هكذا سؤال وجه إلى إي إنسان مثقف أو إنسان متعلم بشكل بسيط لكن جوابه:
 
أولا : ( العدل ) يجب إن يكون الحاكم ( عادلا ) والعدالة هي صفة من صفات الله عز وجل وهذه الصفة واجب توفرها بكل شخص قيادي لمجموعة كرئيس دولة أو قاضي أو قائد عسكري أو إمام يؤم مجموعة من المصلين أو حتى شاهد في قضية فأن كان الشاهد ساقط العدالة في شخصه لا تأخذ شهادته والعدالة صفة واجبة في كل فردا صالحا في المجتمع .
وقطعا إن هذه الصفة اليوم وأمس القريب ليست متوفرة في اغلب حكام العرب.
 
ثانيا : ( المساواة ) والمساواة صفة يجب إن تكون في شخص الحاكم ليعمل في سبيل مساواة شعبه بنفسه وعدم تعاليه واستكباره بمنصبه واستئثاره بتحصيل ما ليس من حقه ومن حق ذويه وخاصته وهي الأداة التي تضمن الحريات ويضمن العمل بالقانون وروح القانون واحترام القانون الذي يساوي بين الأبيض والأسود والحاكم والمحكوم ولا ننسى الخبر المشهور الذي يروي لنا وقوف الخليفة علي بن أبي طالب (ع) مع خصمه اليهودي في قضية (الدرع) إمام شريح القاضي.
 
وقطعا إن هذه الصفة اليوم وأمس القريب والبعيد ليست متوفرة في اغلب حكام العرب.
 
ثالثا : ويجب أيضا توفر صفات أخرى كثيرة منها الرحمة والرأفة وحب الناس ونكران الذات والعمل والجهد في سبيل الشعب والسعي في تطوير الحياة الكريمة وسبل الراحة وكفالة الأيتام والأرامل والعاجزين وتوفير فرص العمل للعاطلين وغيرها الكثير من الصفات الحسنة ما لا تعد ولا تحصى.
 
أقول : لكن للأسف الشديد لم نرى في حكام العرب رؤسائه وملوكه من يتصف بهذه الصفات وحتى لا أكون جاحد فأنا استثني المرحوم الشيخ زايد رئيس الإمارات العربية المتحدة وحاكم أبو ظبي الذي جعل من الإمارات درة الشرق الأوسط  والعالم العربي ولو كان اغلب حكام العرب مثل هذا الحاكم ربما كان وضع الشعوب العربية أفضل بكثير عما هم به ألان من كوارث الحكام الطغاة . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6982
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20