• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : موت الجلبي بين الشماته والحزن .
                          • الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري .

موت الجلبي بين الشماته والحزن

 رحل الجلبي، أحد عمالقة السياسة العراقية، رحل إلى بارئه بصمت، ودون ضجيج، رحل في مرحلة حرجة تعصف بالبلاد، امنيا وسياسيا وإقتصاديا. 
يمثل أحمد عبد الهادي الجلبي، امتدادا لعائلة لها عمق سياسي، وإداري، كما لها عمقا اقتصادي لا يستهان به، فكان جده عبد الحسين الجلبي، وزيرا وعضوا في مجلس الاعيان، أبان الحكم الملكي، كما ان أباه كان كذلك، وزيرا في حكومة نوري سعيد، وعضوا في مجلس الأعيان، وكان السيد عبد الهادي الجلبي، الموفد الدائم من قبل الحكومة، للقاء مراجع الدين في النجف.
الجلبي يعتبر نفسه ليبراليا، لكته لا يخفي تشيعه، وحرصه على أبناء مكونه، لما كان يعلمه من الظلم، الذي لحق بهذا المكون من جراء الحكومات المتعاقبة. 
شكل الفقيد احمد الجلبي محورا مهما، من محاور المعارضة العراقية، وكان دؤوب الحركة، في بيان مظلومية الشعب العراقي، وعمل على الصعيدين السياسي والميداني، فها هو يجوب عواصم العالم، شارحا القضية العراقية، وبنفس الوقت كان له حضور ميدانيا في كردستان، من خلال مقرات حزبه المؤتمر الوطني بعد عام 1991. 
للجلبي الفضل في اقناع الحكومة الامريكية، لاسقاط نظام الدكتاتور البعثي، وكانت نتيجة حركته الاقناعية تلك هي تغيير نظام البعث عام 2003. 
إنخرط الجلبي في تشكيلات الحكومة بعد التغيير، وكان من أشد المعاديين للبعث، وقد تم تعينه رئيسا للهيئة العليا لإجتثاث البعث. تعرض الجلبي كحال بعض السياسيين الوطنيين، إلى حملات تسقيط ممنهجة، تديرها جهات إعلامية وإقليمية، للطعن في شخصية هذا الرجل العملاق. 
العداء للجلبي واضح، وهو من خلال فضحه مؤامرات دول الإقليم، وكذلك حركته القوية في إجتثاث البعث، والإقتصاص من قتلة الشعب العراقي، الأمر الذي حدا بالدوائر الداعمة للبعث، والمعادية للتغيير في العراق، للعمل على تسقيط الرجل. أُثيرت مسألة مصرف البترا الإردني، متهمين الجلبي بسرقته، ولكن الحقيقة التي ظهرت، هي إن الجلبي هو صاحب الحق، وهو من تمت سرقته، لكن القضية اثيرت، لان الجلبي رفض فتح حسابات مصرفية للبعث، بغية استيراد السلاح في الحرب ضد ايران، الامر الذي جعل صدام، يحرك أصابعه للضغط على الأردن، حليفه بالحرب ضد إيران، لعمل مكيدة تطيح بالجلبي. 
كذلك تم محاربة الجلبي داخليا، من قبل بعض السياسيين العراقيين النكرات، الذي عرفوا ان الجلبي عقلية، بامكانها أن تدير العراق بطريقة، لا تسمح لمافياتهم أن تربي كروشها، من خلال نهب المال العام. 
الجلبي أخذ على عاتقه، كشف ملفات الفساد الكبيرة، فصار حجر عثرة أمام حيتان الفساد، وأصبح قذى في عيون السراق. 
لقد رحل الجلبي، وإنطوت بذلك صفحة من تاريخ السياسة العراقية، الحافلة بالأحداث الجسام، رحل وترك خلفه مجتمع مختلف، بين شامت لرحيله وبين حزين لفقد هذا العملاق السياسي. والإقتصادي.

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : ابو الحسن ، في 2015/11/05 .

المرحوم الدكتور الجلبي رحل الى بارئه وعلى بارئه حسابه
ونزل على رب كريم
والله الذي لا اله الا هو لم التقي بالجلبي ولا اعرفه معرفه شخصيه وانما اعرفه من الاعلام رغم هو قريب من منطقتي
ما اثار حزني وشجوني هذه الشتائم والشماته من بعض الامعات الذين لم يرعووا حرمه الميت ورسول الرحمه يقول
حرام نبش قبور الموتى
ويقول اذكرو محاسن موتاكم
ويقول ليس المسلم بطعان او لعان او سباب
فلماذا هذه الشتائم واللعنات والشماته بحق رجل ذهب الى رب الارباب
هل هذه شيمه الرجال

• (2) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/04 .

ٱلأستاذ عبد الكاظم حسن الجابري
السلام عليكم .
يقودني مقالكم الى طلب السيدة حرم الشهيد السعيد ٱية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر .قدس نفسه الزكية .من ٱبنها السيد جعفر ترك منصبه السياسي حفاظا على سمعة ٱبيه والعائلة .مما قد تناله من التشويه والتخوين فيما ٱذا دخل معترك السياسة في العراق .فالسيدة ٱم جعفر قرٱت مابين السطور حتما وعرفت بفراستها ٱن من يدخل السياسة في العراق ومهما قدم من خدمات مذموم ليس لأاننا شعب لأنقدر ونوقر رموزنا السياسية بل لأٱن السياسة في العراق بنيت على ٱساس ٱعوج .؟
جمعتني في مناسبات كثيرة جلسات ٱجتماعية مع الكثير من ٱهل الثقافات المختلفة ومن شتى الطبقات .لم يتفق ٱحد على شخصية سياسية واحدة تم تزكيتها بل العكس كان الجميع في نظر تلك العينات الاجتماعية مقصر وله سلبيات ؟ فقلت ٱلأ يوجد لهم ٱيجابيات مثل السلبيات كان الجميع يتحاشا مدحهم لأٱن الذوق العام الغالب كان ضدهم ومشمئز منهم .وهناك حالات مثلا يتم فيها مدح شخصية على عمل قامت به سرعان ما ينتفض لك ٱخرون ويقولون وهو القول الشائع ٱنت مستفاد .وهم لايعرفون كيف ٱنت مستفاد لأان قول الحقيقة في مجتمع ناقم صعبة جدا .وتعتبر ترويج لهذا وذاك .بل البعض طور عملية الرد الى قول حشرك الله مع من تحب ٱو مع فلان الذي ذكرته ،.فالعراق هناك ومن رٱيي ثقافتان .الاولى عبادة الشخص والذوب في كيانه وصلت حد حدوث معارك بين الناس جراء جدال عقيم حول هذه الشخصية وتلك ،. وثقافة الكره والبغض للبعض تٱثرا بٱجواء ٱعلامية والقيل والقال .تحدد قناعات العراقيون التي تتاثر بهذه الاجواء



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69642
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19