• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التقشف يُطَال مدارس الاَطفال....!! .
                          • الكاتب : علي قاسم الكعبي .

التقشف يُطَال مدارس الاَطفال....!!

يعيش العراق اليوم في ظل ظروف اقل ما يقال عنها بانها حرجة وقد يصفها البعض بالخطيرة او المأساوية الى حد كبير, لما تكالبت علية من ابتلاءات ومشاكل جمة, فوضع سياسي متخبط يقابله وضع اقتصادي هزيل و مزري ووضع اجتماعي لا يحسد علية.
وقد ولدت من رحم هذه "المنغصات مشكلة خطيرة لا تقل خطورة عن اخواتها وهي اعلان حالة التقشف الكبرى في البلاد.
ففي الوقت الذي يقاتل فيه الشرفاء من ابناء البلد التنظيمات الارهابية التي باتت تقطع أوصاله وتلوث ترابة الطاهر في ذات الوقت يخوض حربا ضروسا اخرى وفي جبهات متعددة  وهي ايجاد البدائل لمعالجة حالات التقشف التي بلغت اوجها منذ مطلع هذا العام وهي مستمرة الى العام المقبل حسب ما اقر في ميزانية عام 2016من جهة   ومحاربة المفسدين وسبل الخلاص من حالة الركود الاقتصادي والوضع المزري الذي لا مناص منة من جهة اخرى
من المؤسف القول ان الحكومات المتعاقبة لم تنجح في اي الملفات رغم توفر الطاقات الشبابية والامكانيات المادية الهائلة والميزانيات الانفجارية التي كانت بين ايديها ولنتحدث اليوم عن القطاع التربوي الذي يعاني من امراض مزمنة تراكمية وهي لا تحتاج الى دراسات ولا للجان، بل أجزم بأن أحد الأسباب الرئيسة في عدم تجاوز مشكلات التعليم يرجع إلى الوقوف طويلاً أمام دراسات لا يلتفت إلى نتائجها، وإلى لجان لا تنهي مهماتها على الوجه المطلوب، أو بسبب إسناد جملة من المهمات إلى شخص أو أشخاص قد لا تتحقق فيهم الكفاية المرجوة؛ لذا فكل ما تحتاج إليه مشكلات التعليم اتخاذ قرارات جريئة، ومواقف حازمة.!
فمن خلال ذلك اهدرت  ملايين الدنانير في مشاريع او افكار وهمية غير واقعية واضيع معها الوقت الذي لم يعد له اي قيمة تذكر! والنتيجة اننا اليوم نعيش في ظل وضع تربوي متقشف لم يستثني حتى مدارس الاطفال في الابتدائية عندما يحرم التلميذ  الصغير من كتاب جديد ذو الالوان الزاهية البراقة وذات الملمس الناعم وينبهر لرونق وجمال حروفه والبياض الناصع للكتاب وما يحتويه من صور وقصص ,فقد اثار قرار اعادة توزيع الكتب المستخدمة سابقا في العام المنصرم الى التلاميذ العام الدراسي الجديد تساؤلات كثيرة عن ماهية هذا الوضع التربوي المزرى وكيف ننهض به في ظل هذه المعطيات التي تعصف بالبلد, ان اقحام القطاع التربوي  بحالة التقشف هذا سوف لا يؤدي الا مزيد من الترهل في الواقع التربوي المترهل اصلاً ,
  فعندما لا توفر وزارة التربية الحد الكافي من الكتب الى تلاميذها وتجبر ادارت المدارس على اعادة الكتب المستخدمة فهذا امر يستحق ان نقف معه فالتلميذ في الابتدائية ليس بمستوى المسؤولية  ليحافظ على الكتاب  100%  ليصل في العام القادم الى تلميذ اخر بالصورة التي يتمناها التلميذ الجديد  ومن ثم ان هذا الكتاب المستخدم فقد الكثير من رونقه وجمال صورة وهذه الوسائل هي من تحبب التلميذ و تشوقه الى الكتاب فا بمقدار ما يحتويه الكتاب  من صور والوان زاهية يكون للتلميذ شوقا للدرس وتشده نحو الكتاب والمعلم هذا من جانب "الكتاب المنهج"
وعندما تفتح النار على حجم النقص في عديد المدارس فسوف تصاب بالدوار لا نها باتت مشكلة مركبة ومستعصية حيث الى اليوم لاتزال بناية المدرسة الواحدة عبارة عن مدرستين او ثلاثة مدارس اي ما بات يسمى ثنائية او الدوام الثلاثي  ناهيك عن فقدان بعض المدارس لا بسط مقومات المدرسة , وعن المعلم المنهك في شغف العيش " فالحديث عنه يحتاج الى مزيد من الوقت لسنا بصدده الان؟ 
 وقد يطرح السؤال ما ذنب هولاء التلاميذ الصغار ولماذا يتحملون اخطاء الكبار من الحكومات السابقة وكيف يتم اقناعهم باننا نعيش التقشف ووسائل الاعلام تتحدث عن فساد وهدر الاموال من قبل الطبقات السياسية المتنفذة فقد يضطرب عليهم الامر!؟
 
اننا نخشى ان يكون  تحميل مدارس الاطفال تبعات الوضع المتقشف  سوف ينعكس سلبا على الوضع التربوي وقد يكون  بابا لإهمال هذا القطاع الحيوي المهم  الذي يعاني ما يعانيه من اهمال وسوء تخطيط وتخبط .
وعلينا ان نخاطب الكوادر التعليمية "ما دمتم اقحتم بالتقشف الذي لا مناص منة  نتمنى ان لا يكون هذا الحال سبباً وعذراً للتكاسل فهذا الكتاب الذي بين ايديكم هو بمثابة الامانة التي اودعت لديكم فعندما يصل الكتاب نظيفا معافى  في العام القادم لتلميذ  اخر فهذا يعني أنك وفرت ملايين الدنانير على دولتك كانت تنفقها في صفقات مشبوهة لمطابع خارج البلاد وانك ساهمت في قتل الاعداء الذين يعتاشون على جهل الامة وتخلفها فالمحافظة على الكتاب واجب شرعي واخلاقي وهو جزء من المواطنة الصالحة وتحمل المسؤولية فاذا كان الكبار يسرقون فهذه مشكلتهم اما اتنم يا خيرة المجتمع يقع عليكم العبء الاكبر في محاربتهم والرد عليهم بالعلم لا غيرة , وعلى الحكومة ان تعلم بان دولاً عديدة ما كان لها ان تتقدم الا بعدما وضعت التعليم في سلم اولوياتها والتعليم يبدا من الصغر وكما يقال" التعلم في الصغر كالنقش على الحجر  ....................

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي قاسم الكعبي ، في 2015/11/05 .

الاخ ابو زهراء العبادي المحترم...
السلام عليكم ورحمة االه وبركاتة
شكرا لمشاعركم واحساسكم بضرورة الاهتمام بقطاع التربية المترهل والذي يسير نحو المجهول وكما بينتم ان الامور تجري الى حيث تدمير هذا القطاع بسبب عمليات الفساد المنظمة التي تقودها مافيات متخصصة من اجل نشر التخلف والامية والقضاء على التعليم الحكومى في البلد ...ولا اتكلم اكثر مما تكلمت بة فقد اصبت كبد الحقيقية اي والله وشكرا لتفاعلكم مع الموضوع

• (2) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/04 .

ٱلأستاذ علي قاسم الكعبي .
السلام عليكم .
ٱشاطر كم كل الكلام الذي نطقتم به في حق واقع التعليم في بلادنا .وٱلأهمال الذي يعانيه تعمدا ٱو تقصير ٱو لأٱي سبب كان .فكان على كل السلطات في البلاد حماية ورعاية هذا القطاع وبكل قوة لاٱنه الركيزة التي يرتكز عليها تقدم البلد وتطوره ،بل هو المصنع الذي يعد النخب والقادة والكفاءات والاختصاصات التي تساهم في بناء الحياة ،.ظاهرة تكرار تداول الكتب المدرسية القديمة في المدارس ظاهرة قديمة تعود جذورها الى زمن النظام السابق ،.ويبدو ٱن العقول الفاسدة في وزارة التعليم هي نفسها التي تستنسخ تجارب النظام السابق في حقل التعليم لتوفير ٱلأموال .للوزارة لغرض سرقتها وعدم ٱستخدامها في تطوير مناهج وكتب التعليم .فماهو مقدار الاموال التي تخصص لطبع كتب جديدة للطلاب .ولدينا مطابع كثيرة وحتى مطابع الدول لاتٱخذ في عملية طبع الكتب ٱموال كثيرة .فائفة الفساد ضربت التعليم من ٱساسه .ونخرت بنيانه .وهناك على ما يبدو ٱصابع بعثية فاسدة قديمة تعشش في ٱقسام وزارة التعليم تعمل جاهدة على ٱفشال حقل التعليم من خلال ٱستغلال الظروف والأزمات التي تمر بها البلاد .فميزانية وزارة التعليم وهي وزارة خدمية تعليمية في زمن الميزانيات الانفجارية كانت كافية وتسد الحاجة وتزود .لكن لم تستغل بصورة صحيحة وناجحة لترتيب بيت التعليم في العراق لعدم وجود الحرص لدى من ٱستوزر هذه الوزارة وٱنشغال القوم بمقاولات بناء المدارس والايفادات الخارجية التي لم نستفد شيء من كلا الحالتين سوى توسيع مساحة الفساد وظهور حالات فساد جديدة ضربت واقع التعليم والقوم جميعهم نيام .؟ ثم جاء دور الدروس الخصوصية الذي سحب البساط من تحت ٱقدام المدارس الحكومية ليهيء الجو للمدارس الخصوصية التي تحولت الى بديل عن التعليم الحكومي .الذي لم يبقى من طلابه سوى الفقراء وذو الدخل المحدود ؟ وربما بعد سنوات معدودة سيلغى التعليم الحكومي نهائيا .وهذا يبدو ماخطط له من سبيل ،وٱنتم ٱيها المربيون الافاضل لم تحركوا ساكنا ولو بمظاهرة واحدة تنقذون به شرف مهنتكم ٱلأ اللهم مصلحتكم ،.فٱقول لكم ومن خلال هذا المقال ٱعيدو الاعتبار الى مهنتكم بٱنفسكم وبٱرادتكم وبعزمكم وبعلمكم ٱذا كنتم فاعلين ،؟



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69591
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29