• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هيكلية البيت السياسي واميبا وفايروس براعم السلطة للان .
                          • الكاتب : د . كرار الموسوي .

هيكلية البيت السياسي واميبا وفايروس براعم السلطة للان

لابد ان يعرف العراقيين ماكان لم يحسبوه او يتوقعونه الكثير عن العائلات التي تحكمهم، لكنهم يتناقلون أخبارا متفرقة بهمس لا يخلو من المرارة عند اكتشافهم بعض صلات الدم أو المصاهرة في مواقع السلطه والتسلط والابتزاز والفضيحة ونهب الحكم والتشريع
الوزارات العراقية ملكية خاصة للوزير وعائلته وعشيرته ومقربيه وحزبه . أغلب الوزراء السنة لا يكتفون بجلب اقاربهم فقط بل ينقلون الاخرين الى وظائف ودرجات اقل شانا من اجل تثبيت اقاربهم بمناصب حساسة ولا استثني مسؤلا او وزيرا او هيئة او دائرة مهمة . كل مسؤولي هذه الدوائر يأتون بأقاربهم بحجة الامن ، ونصيب العراقيين القتل والجوع والتشرد والمرض
أن تعيين أقارب المسؤولين في مؤسسات الدولة بدأت تأخذ منحى خطيرا واصبحت ظاهرة لايمكن السكوت عنها، بحيث اثرت على عمل المؤسسات وعلى قدرتها على تقديم الخدمات للمواطنين، ووصلت الظاهره فى العراق إلى مرض سرطانى خطير، ستؤدي ببلدنا الى كوارث، كما انها أدت إلى تحطيم مستوى الأداء فى جميع المجالات، والتي أثرت تأثيراً مباشراً على عدم تقدم بلادنا بالمقارنة ببلاد العالم التى تتسابق بسرعة رهيبة نحو التطور والتحضر، وأصبحت الظاهرة عنواناً للظلم الذي اثر علي الكثيرين في المجتمع وولد الشعور بالحقد والكراهية , الى جانب فقدان ثقة المواطن بالحكومة وبأجهزة الدولة وشعور المواطن باللا العدالة، ناهيك عن الحقد الدفين والكراهية يكون تأثيرها مؤلماً وضاراً وفتاكاً بين المواطنين, وبهما ينسف المساواة وتمحو العدالة الاجتماعية وتعزز ثقافة عدم الانتماء والولاء، ويخلق احتقانا وقهرا في المجتمع، ان انتشار الظاهرة وتهميش أصحاب الخبرات والكفاءات والشهادات العليا.إن الوقوف أمام هذه الظاهرة ومحاربتها يحقق العدالة في المجتمع، لأن تفشيها وسريانها يؤدي إلى اختلال العدالة، إن استمرار تعيين المسؤولين لأقاربهم في دوائر الدولة العراقية، سيؤدي إلى إيجاد دولة قائمة على أسس عائلية، كما كان في فترة حكم رئيس النظام السابق صدام حسين، وكثر الحال فنشاهد ثلاث إخوة واكثروالاب والام والاعمام والخوال والاقارب موظفين بنفس الدائرة أو الرجل وزوجته معا في نفس القسم فلا نعلم ما هي المعايير الحقيقية الذي جمعت بين هولاء ؟ هل هي الخبرة العملية والكفاءة لإشغال هذه الوظائف ؟؟ السبب في وجودهما معا لانهم اقارب احد المسوولين بالحكومة.
الواقعة الأولى التي لفتت الانتباه، كانت حينما أعلن رسميا عن زواج الشيخ غازي عجيل الياور آخر رئيس لمجلس الحكم، وأول رئيس لجمهورية العراق عقب سقوط نظام صدام حسين من نسرين برواري السياسية الكردية المعروفة ووزيرة الاشغال والبلديات في حكومة أياد علاوي.
\"الزواج السياسي\" كما اطلق عليه العراقيون يومها كان سببا في ظهور السيدة الليبرالية وهي تضع منديلا على رأسها اثناء تنقلاتها وظهورها على شاشات التلفاز مراعاة لمكانة زوجها الذي يتزعم قبيلة \"شمر\" والبيئة المحافظة التي نشأ فيها,هذا الزواج لم يدم اكثر من عام واحد وتم الانفصال بصمت، وعادت برواري للتحرك من دون غطاء رأس. 
شخصيات أخرى لفتت انتباه الناس، فرقتها السياسة وجمعها عشّ الزوجية، أولهم النائب عن ائتلاف دولة القانون صفية السهيل وزوجها وزير حقوق الإنسان الأسبق في حكومة علاوي والناشط السياسي الحالي بختيار امين، ثم وزيرة المرأة السابقة والنائب الحالي عن الكتلة العراقية ازهار الشيخلي وزوجها النائب عن التيار الصدري حسن الجبوري. 
مستشارة رئيس الجمهورية العراقي لشؤون المرأة سلمى جبو التي تحظى بمكانة جيدة بين منظمات المجتمع المدني لنشاطاتها في الحقل النسوي، اقترن اسمها باسم زوجها لبيد عباوي وكيل وزير الخارجية العراقي والذي اشتهر بين وسائل الاعلام بتصريحاته النارية, الزوجان لا يترددان في إعلان علاقتهما الزوجية أمام العامة، على عكس نواب كثر آخرين حريصون على التكتم 
فمن المستحيل مثلا إعلان النواب المعمّمين عن هوية زوجاتهم وبناتهم أو اظهارهن علنا في الحياة العامة. لكن أحد السياسيين المطلعين الذين التقتهم \"نقاش\" أكد أن نادي المعممين \"شبه مقفل\"، وعلاقات النسب والمصاهرة تنحصر في إطار عائلات دينية محددة
لعراق الان يعيش حالة من النفعية الشخصية ، لقد تجاوز العراق الانتفاع الطائفي ومن ثم انتقلنا الى الانتفاع الحزبي ، لكن ما نواجهه اليوم هو انتفاع شخصي ومصالح شخصية على حساب الحزب والطائفة والعراق . هذه نماذج بسيطة وبسيطة جدا من الاثراء الشخصي الذي حققه هؤلاء على حساب الشيعة بشكل عام وحتى على حساب احزابهم . هؤلاء يجعلون الحزب جسرا لتحقيق مصالحهم ومنافعهم الشخصية. كل هذه المعلومات التي اظهرها حيدر الملا هي صحيحة وقديمة بنفس الوقت ( ويا ما صيحنة وكلنة يا حزب الدعوة ويا مجلس اعلى ترى جماعتكم ماكين الدولة من هالفج الهلفج والكثير الكثير من ملفاة الفسادة مطمطة بسبب هذا الانتفاع والا بربكم كيف لحكومة واحزاب توافق على ان يكون هوشيار زيباري وزير لخارجيتها اذا مو لازم عليهم لزمات اتطيح حظهم) . 
بالمناسبة هذه قائمة بسيطة جدا جدا من ابناء مسؤولي حزب الدعوة والمجلس الاعلى في السفارات الخارجية او في وزارة الخارجية وهناك موظفين صغار نسبيا لدى هذه الاحزاب ايضا ابنائهم بالسلك الدبلوماسي وانا شاهد على شاب لم يكمل الاعدادية عين موظف او قنصل في احدى سفارات العراق الخارجية لانه احد ابناء اعضاء حزب الدعوة . 
كونو على ثقة يا اخوة هذا مو تسقيط لتلك الاحزاب لكن والله والله والله هؤلاء قد انتفعوا وانتفخوا وطاح حظهم دنيا واخرة ان شاء الله لمنافع ومصالح شخصية وشخصية فقط .
لقد أصبح توظيف أبناء واقارب المسؤولين بدءً من السيد رئيس الوزراء ومكتبه ومروراً بالوزراء ووصولا الى الوكلاء والمدراء ظاهرة شائعة، وهي بمثابة قانون له صفة خاصة، أي انه في حال تعارضه مع قوانين ومواد الدستور، فان الحاكمية تكون لقانون تعيينات اقارب المسؤولين، وهو ما يسمى باللغة القانونية بطلان سريان القوانين الاخرى
وذكر رئيس اللجنة طلال الزوبعي إن اللجنة رصدت قيام الكثير من المسؤولين العراقيين ممن هم اعضاء في مجلس النواب ووزراء في الحكومة الحالية بتعيين اقربائهم في عدد من السفارات العراقية، مبينا ان تعيينهم جاء على الرغم من انهم لم يجتازوا معهد الخدمة الخارجية وهو الامر الذي ينافي الأعراف الدبلوماسية المعتمدة,واوضح الزوبعي أن أحد الوزراء في الحكومة الحالية عـَين شقيقين له وخمسة من ابناء عمومته في عدة سفارات عراقية، موضحا أن لجنة النزاهة وبعد استكمال التحقيقات بهذا الملف ستعمل على فضح كل مسؤول اقدم على تعيين اقربائه في السفارات العراقية.
هكذا انتهينا من عصابة اقارب حكومة صدام لنقع بعصابات لها اول وليس لها اخر ، كلهم ساروا على درب صدام ، الفارق ان صدام كان سرسري مكشوف ، اما من حكموا بعده فانهم حكموا باسم الله والإسلام ، بأسم الله سرقونا وسلطوا عصاباتهم العائلية والحزبية علينا .
السيد نوري المالكي قرب ابنه ووضعه بمركز اقوى من اي سلطة امنية باعتراف المالكي نفسه ، وقرب أزواج بناته وجعلهم حمايته الخاصة ولا ضير بذلك ، لكنهم اصبحوا نوابا بعد حين عن محافظة اخرى . قرب المالكي البعض من ابناء اخوته واقاربه وابناء عمومته ، من حكم العوجة في تكريت انتقل الحكم الى طويريج لسنوات .
السيد مسعود برزاني انفرد هو وعائلته في حكم الاقليم منذ العام 91 الى الان ، هو رئيس الاقليم وابن اخيه وزوجة ابنته السيد نجريفان رئيس وزراء الاقليم ، ابن مسعود السيد مسرور يشغل منصب مدير مجلس الامن الوطني في كردستان الذي يسمى (الباراستن) . السيد منصور مسعود برزاني يقود الفرقة الامنية الخاصة في البيشمركه ، وهي بمثابة جهاز الامن الخاص ، سيروان صابر برزاني يقود مجموعة امنية اخرى .غير ذلك صرحت نائبة كردية قبل فترة إن: \"22 شخصا من عائلة برزاني يشغلون مواقع امنية وعسكرية وتنفيذية في الاقليم\" ، هذا بالاضافة الى ان السيد هوشيار زيباري هو خال السيد مسعود برزاني .
من جهته، دعم رئيس البرلمان السابق محمود المشهداني طموح زوجته رابحة ابراهيم في دخول عالم السياسة عن طريق الترشيح لعضوية البرلمان، لكنه لم يفلح في جذبها الى دائرة الضوء بعد خسارتها في الانتخابات، وبقيت تعمل خلف الكواليس كموظفة في وزارة المرأة، على العكس تماما من النائب السابق عدنان الدليمي الذي كان يدخل البرلمان في الدورة البرلمانية السابقة متأبطا ذراع ابنته النائب أسماء الدليمي. 
توارث الزعامة بدا مألوفا لدى بعض العائلات أمثال عائلة الحكيم التي توارثت زعامة المجلس الاعلى الاسلامي منذ تأسيسه من قبل محمد باقر الحكيم، ثم انتقال الزعامة الى شقيقه السيد عبد العزيز الحكيم، ووراثة نجله عمار للمنصب لاحقا بعد وفاة الوالد بمرض السرطان 
صلات قربى أخرى ربطت بين سياسيين آخرين اختلف بعضهم في طبيعة توجهاته، ومنها العلاقة التي ربطت بين السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وابن عمه وصهره النائب المستقيل جعفر محمد باقر الصدر الذي جاء ترتيبه ثانيا من حيث عدد الاصوات في قائمة دولة القانون بعد المالكي 
الاستقراء لطبيعة العلاقة الأسرية تكشف وجود تضارب في وجهات النظر بين مقتدى الصدر وابن عمه دفعت الأخير الى الترشيح مع قائمة المالكي بعيدا عن الكتلة الصدرية. لكن جعفر يكاد يكون النموذج الوحيد الذي قدم استقالته بناء على رغبته \"في مكافحة تفشي المحسوبية والمحاباة في السياسة العراقية\" 
اختلاف التوجهات أبعد كذلك ابني الخالة اياد علاوي واحمد الجلبي عن العمل سويا في المجال السياسي، فعلاوي لم يتنازل يومال عن الزعامة والجلبي فضل العودة الى جذوره الشيعية رغم توجهاته الليبرالية المعروفة 
محمد علاوي وزير الاتصالات الحالي برز اسمه مرات عديدة كمرشح تسوية عن القائمة العراقية لرئاسة الوزراء قبل اكثر من عام بدلا من عمه رئيس الكتلة، وكان هذا البروز وصلة القرابة شفيعان بحصوله على منصب وزاري 
اما ابتهال كاصد الزيدي وزيرة المرأة فلم تبرز صلة قرابتها مع مستشار رئيس الوزراء العراقي حسن السنيد والقيادي البارز في حزب الدعوة إلا قبل شهور حينما اكتشف مقربون من الزيدي ان السنيد هو ابن خالتها 
بعض السياسيين نال المتاعب وتلقى تهما ناتجة عن أعمال قام بها أقرباؤه. فنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لم يتخلص حتى اليوم من مخلفات قضية ابن شقيقته اسعد الهاشمي الشيخ المعمم الذي خلع زيه الديني بعد تنصيبه وزيرا للثقافة في حكومة ابراهيم الجعفري، قبل أن يثبت تورطه لاحقا في اغتيال ابني النائب السابق مثال الآلوسي ويغادر العراق سرا. 
مقربون من الهاشمي اكدوا لـ\"نقاش\" ان سياسيين كثر لازالوا يربطون بين الوزير الهارب والهاشمي، ويتخذونها ورقة ضغط اثناء الصدامات بين السياسيين 
اما نائب رئيس الجمهورية صالح المطلك فحظي بوجود اثنين من أقاربه على المنصة السياسية، الاول شقيقه النائب ياسين المطلك، ثم ابن عمه حامد المطلك القيادي البارز في كتلة الحوار الوطني 
رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي (السابق ) هو الآخر اقترن اسمه لسنوات باسم شقيقه اثيل النجيفي محافظ الموصل، إذ اشتهر الاثنان بميولهما القومية ونشاطهما للحؤول دون ضم المناطق المتنازع عليها في الموصل الى اقليم كردستان 
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي (السابق ) لم يكن بعيدا عن صلات القرابة بالسياسيين، إذ انكشفت قرابته مع عضو المفوضية العليا للانتخابات حمدية الحسيني بعد اعتراضه على نتائج الانتخابات النيابية ومطالبة قائمته آنذاك باعادة الفرز يدويا. الحسيني شقيقة زوجة المالكي تلقت بدورها اتهامات بتعيين 50 من أقاربها موظفين في المفوضية 
احد المصادر المطلعة في أمانة مجلس الوزراء أكد أن التنقيب في العلاقات التي تربط السياسيين وبعض موظفي الدولة هو امر شائك ومعقد أكثر من التنقيب في العلاقات العائلية فيما بين السياسيين أنفسهم
وطبقا للمصدر فإن ما لا يقل عن 90 في المائة من العاملين مع أي وزير أو مسؤول او سياسي تربطهم صلات قرابة من الدرجة الأولى او الثانية او صلة نسب بالمسؤول المذكور 
فالمالكي على سبيل المثال، وبعد فوزه بالولاية الأولى لرئاسة الوزراء أرسل كتبا رسمية إلى جميع وحدات الجيش وطالبها بترشيح حمايات خاصة له من الجنود الساكنين قضاء طويريج الذي تقطنه عشيرته ومحافظة كربلاء مسقط رأسه، كما أقدم بعد فوزه بولاية ثانية وتشكيله الحكومة على تعيين نجله احمد نوري المالكي مدير لمكتبه 
وزراء ومسؤولين آخرين اقدموا على الاستعانة باقاربهم في ادارة مكاتبهم واعتمدوا على عشيرتهم بشكل كبير في اختيار الحمايات الخاصة بهم ومرافقيهم، أمثال نائب الرئيس طارق الهاشمي( المجرم الهارب ) الذي تدير مكتبه ابنته رشا الهاشمي ويساعدها ابن شقيقه عبد الناصر الهاشمي، فيما تدير المكتب الإعلامي ابنته الثانية لبنى الهاشمي 
ومثله فعل رئيس البرلمان العراقي السابق محمود المشهداني الذي أناط إدارة مكتبه بنجليه حذيفة وعبد الباسط 
صلات القرابة والنسب تلك، باتت مثار سخرية مريرة من قبل الناس، فهي لا تقتصر على اللاعبين الكبار، بل تتطاول جذورها في هياكل الدولة الإدارية ومجالس المحافظات والتيارات الحزبية، بل وحتى في منظمات المجتمع المدني، كما أن أيا من الموظفين في الهيئات الرقابية لم ينقب فيها إلى حد الآن.. من يدري، قد يكون \"التنقيب العائلي\" في غير مصلحة أبنائهم وزوجاتهم أيضا



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69245
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18