• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : الرد على من شكك في أدعية الشيعة (4) .
                          • الكاتب : الشيخ احمد سلمان .

الرد على من شكك في أدعية الشيعة (4)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمد وآل محمد

رأيت مقطعا جديدا للمتحدّث الذي رددت عليه في الأيام السابقة حول تشكيكه في بعض الأدعية والزيارات التي يداوم الشيعة على قراءتها والتعبّد بها أناء الليل وأطراف النهار, حاول فيه هذا (المتحدّث) التبرير لتشكيكاته الآنفة..

كان المنتظر منه أن يعترف بخطئه السابق بأنّه اشتبه في ما ذكره من أنّ هذه الأدعية مكتوبة في زمن الصفويين وغير ثابتة النسبة للأئمة عليهم السلام وتحوي أمورا شركية كفرية على حدّ تعبيره لكن وجدنا منه مكابرة على الحق ومحاولة لتلميع كلامه السابق وحمله على وجه مقبول!

لكن كلامه الجديد كشف عن ضحالة مستوى تحصيله العلمي وجهله بأبجديات المذهب:

    لم يشترط أحد من المسلمين فضلا عن الشيعة صحّة سند الدعاء لكي يُتعبّد به بل أجمعوا على جوازه بأيّ دعاء كانت مضامينه صحيحة

    ولم نسمع هذه الدعوى إلى من بعض جهلة السلفية حين يطالبوننا في ساحات الحرم المكي أو النبوي بسند صحيح لدعاء كميل رضوان الله عليه لكي يسمحون لنا بقراءته!

    وذلك لأنّ تحقيق صدور دعاء ما عن المعصوم عليه السلام لا يتوقّف على صحّة السند ووثاقة الرواة بل هناك عدّة طرق يستطيع المحقّق الاطمئنان من خلالها لصدور الدعاء

    وقد سئل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه الله عن سند دعاء الصباح فأجاب: لا يخفي على أحد أنّ لكل طائفة من أرباب الفنون والعلوم بل لكل أمة بل لكلّ بلد أسلوباً خاصاً من البيان ولهجة متميزة عن غبرها ، فلهجة اليزدي غير لهجة الإصفهاني ، ونغمة الإصفهاني غير نغمة الطهراني والخرساني والكل فارسي إيراني ، وللأئمة سلام الله عليهم أسلوب خاص في الثناء على الله والحمد لله والضراعة له والمسألة منه يعرف ذلك من مارس أحاديثهم وآنس بكلامهم وخاض في بحار أدعيتهم ومن حصلت له تلك الملكة وذلك الأنس لا يشك في ان هذا الدعاء صادر منهم وهو أشبه ما يكون بأدعية الأمير (ع) مثل دعاء كميل وغيره فان لكل إمام لهجة خاصة وأسلوباً خاصاً على تقاربها وتشابهها جميعاً وهذا الدعاء في أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة والمتانة والقوة مع تمام الرغبة والخضوع والاستعارات العجيبة انظر إلى أول فقرة منه (يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه) واعجب لبلاغتها وبديع استعاراتها؛ وإذا اتجهت إلى قوله (يا من دل على ذاته بذاته) تقطع بأنّها من كلماتهم سلام الله عليهم مثل قول زين العابدين (ع) (بك عرفت وأنت دللتني عليك) وبالجملة فما أجود ما قال بعض علمائنا الاعلام إننا كثيراً ما نصحح الأسانيد بالمتون فلا يضر بهذا الدعاء الجليل ضعف سنده مع قوة متنه فقد دل على ذاته بذاته.. (الفردوس الأعلى 51)

    هذا هو منهج العلماء المحقّقين فطاحل المذهب وأساطين الحوزة وليس ما ذكره هذا المتحدّث!

    لا يزال الرجل مصرّا على وجود فقرة في دعاء العديلة مفادها (يا من حفظت السماوات والأرض به وبيمينه رزق الورى) وقد قلنا سابقا بأنّه لا وجود لها, بل المثبت في الدعاء هو قوله (وبيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء) أي ببركة وجوده يتم نظام الكون وهذا مصداقا للأحاديث المتواترة المثبتة في مصادرنا المعتبرة والتي نصّت على هذا كقوله: لو خلت الأرض من حجّة لساخت بأهلها..

    ونفس هذا المضمون موجود في روايات العامّة:...أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض), وقد قبل هذا المضمون جملة من علمائهم!

    فلا ندري هل أشرك المسلمون سنّة وشيعة لقبولهم بهذا المضمون؟

    أنّ كل الذين ردّوا عليه دحضوا كلامه بذكر مصادر هذه الأدعية وآراء العلماء فيها وبيان اعتبارها وصحّة نسبتها للأئمة عليهم السلام لكن الملاحظ أنّ هذا (الرجل) ترك كلّ هذه الأمور وحاول أن يلعب دور المظلوم المفترى عليه والذي رمي بالضلال دون وجه حقّ!

    فلا ندري إلى متى تستمر هذه المسرحية؟

    رحم الله علماءنا الأبرار الذين حافظوا على أدعية أهل البيت عليهم السلام وكتبوها بدمائهم قبل مدادهم وتداولوها جيلا بعد جيل إلى أن وصلت لنا..
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69179
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28