• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا القضاء على داعش في العراق يهدد المصالح الامريكية؟! .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

لماذا القضاء على داعش في العراق يهدد المصالح الامريكية؟!

حققت القوات المسلحة العراقية بكل صنوفها مع قوات الحشد الشعبي المقاوم والعشائر الساندة، انتصارات باهرة وسريعة في جبهة محافظة صلاح الدين، إذ حررت قضاء بيجي مع المصفى بالكامل، وتقدمت شمال بيجي لأكثر من ( 20 ) كم، وصادف تقدم القوات العراقية البطلة مع بداية شهر محرم الحرام، الذي تحلّ فيه ذكرى الثورة الحسينية مما زاد في معنويات المقاتلين الأبطال، وزاد من حماسهم في التضحية والاستبسال، الانتصارات السريعة والكبيرة هذه، اقلقت الشيطان الأكبر ( امريكا )، لأن امريكا تعد القضاء على داعش قبل الفترة الزمنية التي حددها أوباما بثلاث سنوات، وحددها غيره من المسؤولين بسبع سنوات، وطلب مسؤولون آخرون في الكونجرس أن تكون ثلاثين عاما حتى تستطيع أمريكا من خلال داعش تطبيق كامل مشروعها في العراق، وأهم أهداف المشروع تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات سنية وشيعية وكردية، خدمة لإسرائيل، لكن محور الشر والتكفير يريد و ((إنّ الله يفعل ما يريد )) الحج 14 .
  المسؤولون الامريكان ومعهم مخالبهم من الحكام العرب الذين يلعبون مع داعش لعبة القط والفأر، لاحظوا أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فشعروا جميعا بالقلق الشديد من الانتصارات التي حققها الجيش العراقي وأبناء الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين، ومما زاد من قلقهم صدور دعوات لمسؤولين وسياسيين عراقيين يطالبون الحكومة بتوجيه دعوة إلى روسيا لتشارك في قتال داعش من خلال سلاح الجو الروسي، وهذه الدعوات زادت من قلق امريكا، وهذا مؤشر آخر يدلّ على أن وجود داعش في العراق والمنطقة هو في خدمة المصالح الأمريكية والصهيونية، بعد أن فضحت  المشاركة الروسية لعبة أمريكا وحلفائها مع داعش، وكشفت العورة الامريكية التي صورت داعش بالوحش الذي لا يقهر.
القلق الامريكي الكبير من انتصارات العراقيين على داعش في جبهة صلاح الدين، وخوف امريكا من أن يقوم العراق بدعوة روسيا للمشاركة في الحرب ضد الارهاب التكفيري في العراق، دفع الحكومة الأمريكية لإرسال رئيس الاركان الامريكي ( جوزيف دنفور ) الذي استلم منصبه حديثا، للقيام بزيارة مفاجئة للعراق للتأكد من موقف الحكومة العراقية أنها سوف لن تدعو روسيا للمشاركة في الحرب ضد داعش، لأن أمريكا وحلفاءها الأعراب مقتنعون أن روسيا إذا شاركت في الحرب ضد داعش سيقضى عليها بسرعة، وهذا ما لا تريده أمريكا وحلفاؤها، لأن القضاء على داعش تهديد للمشروع الامريكي في المنطقة، وهذا مؤشر آخر يثبت أن من مصلحة أمريكا بقاء داعش على قيد الحياة لحين تنفيذ كامل بنود المشروع الامريكي، ومن هذا يظهر زيف ادعاءات امريكا وحلفها المكون من ستين دولة أنهم يحاربون داعش .  
ذهب رئيس الاركان ( دنفور ) أولا إلى أربيل واجتمع مع البرزاني لتنسيق الموقف معه، سيما وأنّ البرزاني أعلن أنه سيضرب الطائرات الروسية التي تمر في أجواء كردستان حتى لو كانت الحكومة المركزية قد وافقت على المشاركة الروسية، إضافة إلى أن البرزاني هو جزء من لعبة إدخال داعش إلى العراق، وقد جعل البرزاني من كردستان قاعدة أمريكية إسرائيلية، إذ كشفت المصادر وجود خبراء إسرائيلين في كردستان، كما أن ( 75 % ) من نفط إسرائيل عراقي يصدّره البرزاني من حقول الشمال وكركوك عن طريق الموانئ التركية، والتصدير يتم خارج إرادة الحكومة العراقية، والأخيرة سكوت وصمت عدا بعض الأصوات الحكومية المعترضة على تصرفات البرزاني لكن من غير أن تترك أثرا يذكر.
بعد أربيل وصل ( دنفور ) إلى بغداد واجتمع مع رئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي، وخرج رئيس الاركان الامريكي بحصيلة أن رئيس الحكومة ووزير الدفاع أكدا له عدم وجود نية لدعوة روسيا للمشاركة في قتال داعش، على غرار ما يجري في سوريا، وقال إن الحكومة العراقية قد ( طمأنته ) على ذلك، وأضاف أن المشاركة الروسية في العراق ستعرقل الجهود الامريكية لمحاربة داعش، ونسأل إذا كانت أمريكا تريد إنهاء داعش في العراق لماذا تقلق إذن إذا شاركت روسيا في هذا الجهد؟ وهل حقا أمريكا تريد القضاء على داعش؟ 
المعلومات المتوفرة أن أمريكا لا تريد قتل داعش في العراق، بل هي تدغدغها من جانب وتدعمها من جانب آخر، بحيث استطاعت داعش أن تتمدد بعد مضي سنة على تشكيل الحلف الامريكي المكون من أكثر من ستين دولة، من احتلال محافظة الانبار بالكامل تحت نظر الطائرات الامريكية ومراقبة الاقمار الصناعية الامريكية، كذلك عرقلت امريكا الهجوم على الفلوجة عاصمة الارهاب في العراق، ومنعت الطيران العراقي والجيش من مهاجمة طريق الامداد الرئيس بين الموصل والرقة السورية، بل تزود طائرات الحلف الامريكي داعش بالسلاح والمؤمن القتالية، وإن كشفت ادعت أن ذلك حصل خطأ، وتقتل المقاتلين العراقيين وتدعي أن ذلك حصل عن طريق الخطأ أيضا، لقد حولت أمريكا داعش إلى وحش لا يقهر.  
لقد كشفت المشاركة الروسية في سوريا زيف الادعاءات الامريكية، إذ حقق الروس من النتائج على الارض خلال اسبوعين ما عجزت أمريكا وحلفها الشيطاني المكون من أكثر من ستين دولة  تحقيقه في الحرب المدعاة على داعش، بل على العكس ازدادت داعش ومنظمات التكفير الاخرى قوة بعد المشاركة الامريكية.
 بعد هذه المسرحيات الامريكية المفضوحة الداعمة لداعش، نوجه الأسئلة الآتية :
لماذا لا توجّه الحكومة العراقية دعوة إلى روسيا للمشاركة في حرب داعش؟ 
لماذا تستجيب الحكومة العراقية للرغبة الامريكية ؟
 لماذا تتجاهل الحكومة العراقية مصلحة الشعب العراقي؟ 
هل مصلحة أمريكا هي المقدمة على مصلحة الشعب العراقي المظلوم؟ 
واليوم بعد أن كشفت خيوط اللعبة، وعرف الشعب أن داعش لعبة امريكية، يسأل الشعب العراقي المظلوم السؤال الكبير :
لماذا القضاء على داعش في العراق تعده أمريكا تهديدا لمصالحها ؟؟!!
الجواب متروك إلى القارئ الكريم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69087
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28