• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : من لحقني أستشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح .
                          • الكاتب : جمال الدين الشهرستاني .

من لحقني أستشهد ومن لم يلحقني لم يدرك الفتح

 إن اعلان الامام الحسين عليه السلام بهذا الكلام عند خروجه من مكه المكرمه يوم التروية وهو اليوم الذي تبدأ به اول مناسك الحج للجموع الداخلة الى مكة المكرمة متوجها الى العراق ، الكوفة . قالها لعشيرته و أهل بيته ومواليه وبعد ذلك عم القول لكل المسلمين المتوجهين لحج البيت الحرام . فلم تخرج من هذه الالاف إلا 73 أدركوا في حينه معنى الاعلان الكبير والخطير ، الكبير للملتحق والخطير للمتخلف .
وعندما يأتي الباحث أو الكاتب وحتى القارئ بصورة عامة ، ليدخل الى صلب الاعلام والبيان الحسيني هذا وذو الابعاد المتشعبة المعاني والقيم والتي تأثيرها مازال مستمرا الى يومنا هذا ، ومصداق استمرارها  1400 عام  له دلالة على عمق كلمة المعصوم و إدراكه التام لما جرى في حينه من استشهاده وصحبه وما سيكون بعد ذلك الى يومنا هذا .
وبدأ قوله العظيم ( من لحقني ) اي أنه لم يأمر أو يجبر أحد على اللحاق بل خيرهم ، واللحاق باللغة العربية ، ادراك الشيء او الوصول اليه او الالتصاق ( لصق به ولزمه) وهذا واضح في كتب اللغة والمعاجم . والرغبة الداخلية الصادقة والحب هي الدافع الاساسي للالتصاق بالإنسان وإدراكه ، فلذلك الذين لحقوا بالإمام الحسين عليه السلام هم النخبة الحقيقة التي تشبعت قلبا وروحا بحب الحسين عليه السلام وإنها استرخصت الارواح و الدنيا بكل مباهجها وزينتها من مال وبنون من أجل الامام الحسين عليه السلام .
ثم يكمل الامام الحسين عليه السلام فيقول ( استشهد ) . والشهادة في اللغة و أصلها هو الاخبار عن الحقيقة بالقول والفعل ، أو الاحتجاج بقول او عمل ، الاية 282 البقرة [ واستشهدوا شهيدين من رجالكم ] ، ومنه جاء الشهيد على المقتول في سبيل الله عز وجل لأنه يخبر بالفعل بصدق كلمة ( لا إله الا الله ، محمد رسول الله ) فيقتل ليكون شاهدا بقتله في سبيل الله عز وجل . وهذه ثورة الامام الحسين عليه السلام كانت من أجل اعادة المسار الحقيقي لرسالة الاسلام المحمدي العلوي التي حرفتها بني امية ابناء آكلة الاكباد والرايات الحمر و سليلهم الخمار و ملاعب القرود و أتباعهم من جيش الظلام .
ثم يقول الامام الحسين عليه السلام (( لم يدرك الفتح )) والادراك النضج المتكامل ، او أحاط به أو بلغ علمه أقصى شيء وهذا واضح ولا يحتاج الى ايضاح .
والفتح في اللغة في قاموس ( المعاني لكل رسم معنى ) يقول الفتح : أنار بصيرته ، علمه وهداه و أرشده .
يوم الفتح : يوم القيامة
الفتح : النصر المبين ...... وعند جمع المعاني والتمعن في كلام الامام عليه السلام يتوضح لنا إن الفتح هو انكشاف الحجب و الهداية المطلقة ونصر الشهداء يوم الطف و بصرهم الخارق لعالم الاخرة ومنازلهم العالية والمشاهدة الفعلية للدرجات الرفيعه التي يتبوؤها أصحاب الامام الحسين عليه السلام .
إن كلمة الامام الحسين عليه السلام باعتقادي لم ولن تتوقف الى يوم القيامة لأنه يقول من لحقني ، هي دعوة مستمرة ، ومن سار في ركبه ىو إتبع مبادئه سيكون معه ، فليس الامر مجرد ثورة ومعركة لساعات نهار واحد وانتهت ثورة الامام الحسين عليه السلام بل هي قيم ومبادئ و أخلاق وتصرفات وسلوك انساني ومسيرة اللحاق مستمرة لكل ذي لب لبيب ، والهدف الاسمى في هذا اللحاق هو كسب الرضا الألهي ، وهذا الكسب استشهد من أجله شهداء كربلاء وشيخهم الامام الحسين عليهم السلام .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69064
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19