• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إحياء الانتصار لا الهزيمة !! .
                          • الكاتب : افنان المهدي .

إحياء الانتصار لا الهزيمة !!

  كلمتان ، كل واحدة منهما لها معنى معاكس للأخرى ، ولا يمكن لهما الاجتماع أبدا ، فهما ضدّان ، والضدان كما هو معلوم لا يمكن أن يجتمعا أو يرتفعا معاً ، واحدة من هاتين الكلمتين قد ذُكرت في القرآن الكريم ، أكثر من 120 آية بتصاريف متعددة ، ( هي كلمة الانتصار ) ، بينما الأخرى وعلى كثر آياته والتي يبلغ عددها 6236 آية ، ذُكرت ثلاث مرات فقط !! وهي (كلمة الهزيمة ) فقد جاء فيه : 

1/ " فهزموهم بإذن الله وقتل داوود جالوت " البقرة 251
2/ " سيهزم الجمع ويولون الدبر " القمر 45
وقد نفهم سرّ ذكره للهزيمة ثلاث مرات أن الأصل في الإنسان أن يكون منتصراً لا مهزوماً ، فقد زوّده الله سبحانه بكافة الإمكانات التي تجعله منتصرا لامهزوما. وإن انهزم، فالهزيمة سواء كانت على مستوى فردي ، أو كانت على مستوى جماعي ، ماهي إلا عارض يعود لأسباب ذاتية أو خارجية ، يستطيع الإنسان بالتوكل على الله والثقة بعطائه ، وبتهيئة الأسباب وعدم التواكل وبالجدّ والسعي الدؤوب وبالتذكّر دائما بأنه يملك عناصر القوة التي تخوّله للانتصار في ساحته الداخلية على مستوى قوى الشر في ذاته ، أو في ساحته الخارجية ، المتعددة المظاهر .
3/ " جند ماهنالك مهزوم من الأحزاب " ص 11
وهاهي إحدى عناصر القوّة تعود من جديد ويعود معها تسطير الانتصار الساحق الذي جرى في الملحمة الكبرى المتمثلة بعاشوراء الحسين " ع" والتي يزداد وهجها كل عام فتمنحنا العطاء الذي لاينفد والنبع الذي لايجف عبر كرور الأيام والدهور ، هي كربلاء الانتصارات لا الهزائم ، الشمس المتوهجة التي تمدّ بضيائها ودفئها من يُحييها شعيرة وشعاراً ومحتوى ومضمونا ، فلايقتصر على واحد دون الآخر ، فهما متلازمان، وإحياء أحدهما دون الآخر هو هزيمة ، واحياؤهما متلازمين شعيرة ومحتوى أحد أسباب الانتصار، وهذ من أهم دروس كربلاء الحياتية أن نحييها شعيرة ومحتوى ، شعارا ومضمونا فنجعلها مصدرا نستلهم منه مانفهم به حاضرنا ، لنستشرف ونبني مستقبلنا ، فهي هويتنا وانتماؤنا ومتنفّسنا وامتداد قضايان



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68782
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19