• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التحالف الرباعي ومحاوره ...الى اين ؟ .
                          • الكاتب : ظاهر صالح الخرسان .

التحالف الرباعي ومحاوره ...الى اين ؟

عاشت روسيا وحتى الآن أزمات وتحولات بدأت بحسم الحرب الثانية في الشيشان والقضاء التام على النزعات الانفصالية ومحاولات النيل من روسيا في كيانها ووحدة أراضيها في عقر دارها.
وأعقب النصر على الإرهاب في الشيشان وتوطيد أركان الفيدرالية الروسية مرحلة، إنعاش الاقتصاد المتردي المثقل بالديون الطائلة في تركة ثقيلة لإصلاحات أول وآخر رئيس للاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، وما جلبته الإصلاحات اللبرالية التي طبقها فريق الرئيس الأول لروسيا في مرحلة ما بعد الاتحاد بوريس يلتسين وتمخض عنها فقر شامل وفساد استشرى في مفاصل الدولة ونخرها. احداث الشرق الاوسط ومنطقة الخليج 
لم  تكن  روسيا بعيدة عن احداث الشرق الاوسط عموما والمنطقة العربية بالخصوص تتحرك حسب استراتيجيتها ومصالحها في المنطقة  لكن ما هو الجديد فيها هو التحالف العسكري الاستراتيجي ،لمواجهة التحالف الامريكي-الغربي والعربي المتمثل بحكام المنطقة وظهورهذا التحالف  بشكل مقلق بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني ،الذي اعلن فيه بدء عصر جديد في المنطقة والعالم ،ونقصد به عصر التحالفات الدولية والمحاور لمواجهة ما يسمى بالإرهاب الدولي ،وخطر تنظيم داعش على الامن القومي العالمي في ظاهره ،وربما في باطنه تحقيق مشاريع استيراتيجية وهيمنة على المنطقة بشكل جديد 
يرى المراقبون ان تحالف روسيا وايران مع العراق سيكون اكثر فاعلية من التحالف الدولي بالاضافة الى انه سيتمتع بعاملي الدقة في التنظيم والفاعلية الحربية التي يفتقر اليها التحالف الدولي
إن غرفة الاستخبارات الرباعية ستزعج واشنطن وتثير غضبها وحنقها وغيظها لسبب بسيط هو أن هذا المحور الرباعي ولد وظهر إلى الوجود من دون التنسيق معها وهو ما سيجعل تنظيم داعش الارهابي مكشوفاً أمام القوات العراقية والمتحالفة معها لكن نسي الامريكان والحلفاء الآخرون معهم أو تناسوا صراحة أن ضرباتهم الجوية أو ذراعهم الجوي لم يحقق الاهداف المتوخاة منها وعليه فقد ظلت هذه الضربات محدودة التأثير....
الولايات المتحدة لم لم تستطع حتى الآن تقديم تفسير منطقي لعدم تحقيق ضرباتها وحلفائها ضد مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" في المنطقة أي نتائج بعد عام من بدئها، ومع ذلك وصف البيت الأبيض الغارات الجوية الروسية بأنها "عشوائية" قبل أن ينقشع غبارها
كل ذلك يثير تساؤلات عن المقاصد الأمريكية الحقيقية من حربها في سوريا، خاصة وأن البيت الأبيض يصر على موقف يقول إن القضاء على داعش غير ممكن مع وجود الأسد، بل وبات أكثر صعوبة، بحسب واشنطن، مع الضربات الجوية الروسية،
قلق امريكي من التحالف:
1-ان مسألة دخول روسيا ترتبط بوجود فراغ وفشل أمريكيين في التعامل مع الملف السوري، إذ فشلت الدبلوماسية الأمريكية على مدى السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة ، وحدث انكماش لأمريكا في الشهور الستة الأخيرة وبدء مرحلة التجهيز لانتقال السلطة مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في 2016.
2- وأن دخول الروس جاء لملء الفراغ الذي خلفته السياسات الأمريكية، وأنهم دخلوا لوجود خشية روسية من التطرف والإرهاب، ولم يدخلوا دعما لإيران، وأن التدخل الروسي هو تمهيد لمرحلة تفاوض قادمة ...
3-أن ما انجزته القوات الروسية في مواجهة "داعش" وكل الارهابيين في ايام فاق ما فعلته أمريكا ومن معها في أكثر من عام، وهو ما يعتبر فضيحة بكل المقاييس ويؤكد كل الاتهامات التي كانت تنكرها أمريكا علنا، فها هي الضربات الروسية تؤكد التواطؤ الأمريكي التام مع الإرهابيين طول الفترة الماضية. أن تصريحات رئيس الأركان الأمريكي، القائلة بأن الحرب على "داعش" قد تمتد لسنوات، كانت تستهدف استمرار الوجود الأمريكي في المنطقة، وهي تفضح الموقف الغربي كله من "داعش"، ومن كل الإرهاب في المنطقة، ومن داعميه ومؤيديه والمستفيدين منه.
 
التحالف الرباعي على الواقع العراقي 
الخبراء العراقيون يرون 
أن تشكيل غرفة استخبارات من روسيا والعراق وايران وسوريا بأنه مشروع أمني يعمل وفق قاعدة الاواني المستطرقة من حيث تبادل المعلومات وتأسيس قاعدة استخباراتية من شأنها أن تعين على ضرب مراكز وأهداف حيوية تابعة لتنظيم داعش الارهابي. رئيس لجنة الامن والدفاع اكد على ان هذا التحالف ضرورة ينطلق من حاجة العراق إلى تبادل الخبرات والمعلومات الاستخباراتية مع مختلف دول العالم وهذا حق مشروع ولا غبار عليه لا سيما بعد أن إتضح أن الولايات المتحدة الامريكية غير جادة في الحاق الهزيمة بتنظيم داعش الارهابي لا بل انها فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق انجاز على الأرض وبالتالي فقد تمدد التنظيم وبات يهدد ليس العراق فحسب بل دول أخرى مجاورة أو غير مجاورة لذا فان القضاء على داعش يتطلب جهداً دولياً أكبر واطرافاً لها القدرة والفاعلية في خوض معركة مفصلية حقيقية مع تنظيم داعش وليس معركة سطحية تفتقد إلى الجدية  
قد نجد ان التحرك الملموس لروسيا على الاراضي العراقية قد يسرع بتغيير خارطة المنطقة لانه اكثر تأثيرا  وجدية في العمل العسكري وقد يكون هو حلقة من حلقات الحرب والصراع على مناطق النفوذ بين روسيا وحلفاؤها وبين امريكا وحلفاؤها وبدلا من جنة الديمقراطية الموعودة، المنطقة  أزمات سياسية خانقة وحروبا مستعرة، جعلت شعوبها تأسف أحيانا على رحيل حكامها السابقين، وتنزح عن بلادها ماخرة عباب البحار ومتسلقة الجبال وقاطعة ألوف الكيلومترات إلى أوروبا، وهي تحمل سقط متاعها وأبناءها وعجائزها فرارا من السحق تحت عجلات الشرق الأوسط الجديد ومحاوره ...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68388
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28