• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تحالف الإنقاذ الدولي .
                          • الكاتب : سعود الساعدي .

تحالف الإنقاذ الدولي

اثنا عشر عاما مر على العملية السياسية في العراق التي اقل ما يقال عنها انها بائسة ومهلهلة، عملية قامت على اكذوبة الديمقراطية الاميركية الزائفة التي نجحت في تدمير بقايا مؤسسات الدولة العراقية، وحطمت المؤسسة العسكرية والمنظومة الامنية، واسست لمسارات وسياقات الفساد الاداري والمالي عبر لصوص الاحزاب السبعة التي وقعت على مقررات مؤتمر لندن ومن لحق بهم من حثالات الداخل العراقي، الذين عملوا مجتمعين ومتفرقين على تسطيح عقول العراقيين وتخدير نفوسهم والمتاجرة بدمائهم والتلاعب بمصيرهم وثرواتهم ومقدساتهم، وصولا الى النتيجة الطبيعية وهي الانفجار الشامل الذي عجلته اميركا بإدخالها لتنظيم داعش  بعد ان اتعبها البرود الشعبي العراقي في كيفية التعاطي مع التحديات الوجودية التي تتهدد العراق كشعب ودولة، لكن ارادة الله وارادة العراقيين شاءت ان تنتفض وتغير المعادلات وتقلب الطاولة، فسارعت اميركا وحلفاؤها الى تشكيل تحالف الاستنزاف الدولي الذي عمد الى تعطيل واستنزاف هذه الارادة والالتفاف عليها باسم محاربة الارهاب والشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن، فيما اثبتت الحقائق والوقائع والادلة ان هذا التحالف كان تحالفا وهميا وغير حقيقي ولا وجود له على الارض الا لإدارة تنظيم داعش واخواته بصورة غير مباشرة في المنطقة وخصوصا العراق وحسن توظيفه لرسم خرائط الشرق الاوسط الجديد. فبعد عام كامل من تشكيل التحالف الذي بلغ المنخرطون فيه اربعة وستون دولة منها خمس دول عربية، انطلقت طائراته بدعوى استهداف تنظيم داعش في العراق في 19 ايلول وفي سوريا في 23 ايلول عام 2014 وبواقع اكثر من  6800 طلعة  في العراق وسوريا كانت حصة العراق منها اكثر من 4328 طلعة وحصة سوريا اكثر من 2535 طلعة كلفت اكثر من 377 مليار دولار، بعد كل هذا تمدد تنظيم داعش واخواته في سوريا على مساحات كبيرة وامسك تنظيم داعش بزمام المبادرة في العراق رغم تطهير الحشد الشعبي المقاوم لما يقارب من نصف الاراضي التي احتلها التنظيم بعد 10-6-2014.
 
 فشل التحالف الاميركي الغربي العربي الطائفي في تحقيق اهدافه بفعل الصمود العراقي الشعبي واللبناني المقاوم  والحكومي والشعبي السوري بمعونة الحليف الاقليمي الايراني الفاعل والقوي والدولي الروسي المؤثر اولا، والاصرار الاميركي على العبث بالمنطقة والاقليم وما تتركه من تداعيات خطيرة على الامن العالمي ثانيا، ووصول الصبر الروسي الى اقصى مدياته ورفض كل المبادرات السياسية لحل الازمة ثالثا، كلها اسباب دفعت روسيا الى اتخاذ قرارها الاستراتيجي بالدخول بهذه الصورة لأول مرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لتفرض نفسها وتعلن عن تحالف جديد طالما نسق وتعاون مع بعضه لكن هذه المرة بصفة رسمية ومعلنة ومؤثرة وبكل قوة، اُدخل فيه العراق مرغما او مختارا فهو جزء من رقعة الشطرنج الملتهبة ويقع في مساحة مهمة من ملعب الصراع الاقليمي بأبعاده العالمية، في الوقت الذي يعاني من ازدواجية وتعارض بين ارادتين حكومية منخرطة في السرب الاميركي وشعبية منسجمة مع
 
الحلف الروسي الايراني السوري، ما يفسر الاصرار الروسي على ادخال او دخول العراق في الحلف الجديد ويؤكد عدم امكانية التفكيك ما بين المشهدين العراقي والسوري.
 
 العراق جرب تحالف الاستنزاف الاميركي الدولي ودفع الثمن غاليا وها هي الفرصة التاريخية تلوح من جديد بعد ان شكلت روسيا وايران وسوريا تحالف الانقاذ الدولي لإنقاذ العراق وسوريا والمنطقة بل انقاذ العالم من الاستفراد والهيمنة الاميركية ووضع حد للعبث الاميركي في العالم، ويبدو ان حظ العراق السيء دائما قد ابتسم هذه المرة فهو بعد كل حملات التدمير الممنهج يمر بمرحلة تحول اقليمي ودولي تزامنت مع صحوة الدب الروسي الذي صحا من سباته بعد عقود ومن خلفه التنين الصيني ومجمل دول البريكس، وتزامن مع قطف الثورة الاسلامية في ايران لثمرة ناضجة ونافعة من ثمارها واعتراف دولي بحجمها وثقلها الجديد ومن خلفها قوى المقاومة في المنطقة. فهل سنقبل بتحالف الانقاذ وننضم له رسميا قبل ان تعيد اميركا ترتيب اوراقها وتواصل ضغطها ام سنواصل سياسية الانتحار والعمى الاستراتيجي.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68343
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28