• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاصلاح غير ملموس .
                          • الكاتب : ماجد زيدان الربيعي .

الاصلاح غير ملموس

من الواضح والملموس ان غالبية ابناء شعبنا تشكك في جدية الاصلاحات، خصوصاً ان المرجعية في النجف بكل خطبها تؤكد اهمية الاصلاح الشامل والجذري ومحاسبة الفاسدين بالمقدمة من اقوالها، الى جانب الحراك الشعبي والاحتجاجات المستمرة التي ترفع شعاراتها منذ تسعة اسابيع واوساط واسعة منها  تتحدث علناً عن سحب تفويضها الى حيدر العبادي رئيس الوزراء الذي منح ذلك في ذروة الحماسة والتصريحات. العبادي يدرك ذلك، واطلق تصريحه يوم الجمعة الماضي بشأن محاسبة المفسدين ليعالج هذه الناحية وفي محاولة لاعادة البريق لاصلاحاته المتعثرة التي لم تترك اثراً محسوساً سواء في ادارة الدولة ام على الناس المتضررين من استمرار حالة التردي في مناحي حياتهم.

مرة اخرى يؤكد رئيس الوزراء على انه يجب محاسبة كل من اهدر المال العام ودفع الهبات في الانتخابات لنيل اعلى الاصوات وتسبب في ضياع الموازنة وزيادة المديونية، ولكن اذ يشير الى الحكومات السابقة فانه لايزال ليس جريئاً لتسمية المسؤولين بعناوينهم ومسمياتهم، صحيح انها اقوى  الاشارات على رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي طالبه باخلاء المقار الحكومية خلال ساعات ولكن الحاجة ليست للاقوال التي نسمع منها الكثير ولا تنتج، وانما الى الافعال والاقتران بالاجراءات الملموسة.

بات الناس يصفون هذه التصريحات وغيرها انها للتخدير وتخدير الفاسدين لطمس الادلة وترتيب اوضاعهم، ومن يريد محاربة الفساد ومكافحته لديه الكثير من الملفات عليه ان يحركها ويسلمها الى القضاء لمحاسبة الازلام

ومرتكبي الانتهاكات للقانون والجرائم معروفين وشاخصين يضحكون ملء اشداقهم كلما صرح العبادي بذلك.

الى الان لم نلمس شيئاً او تحرك ازاء الذين سلبوا عقارات الدولة وسجلوها باسماء احزابهم او اسمائهم او استأجروها  بأبخس الاثمان، وهم يقيمون فعالياتهم فيها ويدعون اليها وعلاوة على ذلك يحرسها المئات من جنود وشرطة الدولة ويمنعون الناس من المرور من جانبها.

العبرة ليس باصدار التصريحات او القرارات وانما بالقدرة على تطبيقها، والا فسوف تصبح على هذه الحالة التي نحن فيها مجرد تنفيس عن الاحتقان وضحك على الذقون لامتصاص الغضب الذي يمور في صدور المحتجين وكسب الوقت لتفتيت عضدهم.

اينما تتحرك ترتطم بفاسد كبير الا الجهات المسؤولة التي لا ترى ولا تسمع ولا تتحرك فهي في حالة من السبات لانه لا تجد جدية في متابعة وملاحقة سارقي اموال الشعب وعشرات الترليونات لم تعرف ابواب انفاقها في موازنة الحكومات المتعاقبة.

لا ندري ماذا ينتظر رئيس الوزراء لاداء ما هو مطلوب منه ، واثبات جديته وانهاء الشكوك باصلاحاته المتعثرة في كل المجالات ولا تقتصر على الفساد وحده، وان كان يشكل ابرزها.

الواقع ان الاصلاح هو بدوره بحاجة الى الاصلاح وبذلك تكتمل الحزورة والدوامة التي لا مخرج منها مع هكذا عملية سياسية تحمل عناصر فشلها في داخلها وآليات بنائها الذي ينبغي ان تتجه اليها اعادة البناء والتأهيل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68269
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28