• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حوار على قارعة مذبح الحمير. .
                          • الكاتب : قيس النجم .

حوار على قارعة مذبح الحمير.

كان يا ما كان، في هذا العصر، وهذا الزمان، كان هناك شعب حلمان، لا يعرف معنى للأمان، يحكمهم ساسة غمان، وكان هناك صديقان، أحدهما أحمد، والثاني نعمان، ودار الحديث بينهما.
أحمد: ما بالك ياصديقي، أراك كثير الصفنات.
نعمان: لقد أمسكوا جاري، وهو قصاب يبيع لحم الحمير، وأنا من أفضل زبائنه، فلمَ لا أصفن؟!
أحمد: عجيب سمعت عن هذا، وما يحيرني أين الرقابة؟ وأين وزارة الصحة؟ أو وزارة البيئة؟!
نعمان: أتسأل عن الرقابة؟ كم أنت ساذج؟ وها هو العراق، يحتضر بين مفخخات داعش وحراب السراق, وفساد المسؤولين, وقضاء مسيس, وإعلام قد بيع بإبخس الأثمان، أي عراق باقٍ يا صديقي.
أحمد: نعم يا نعمان، ليس غريباً على ساسة تناسوا هويتهم، واعتنقوا المذاهب والقوميات، وأتخذوها حجة لنحر العراق, فتباً لساسة ليسوا بساسة، وتباً لرجال ليسوا برجال, يتهامسون بالألقاب، ويتاجرون بعقيدتهم, ويدّعون عراقيتهم، وهم ثلة من النخاسين.
نعمان: إنهم يدّعون عراقيتهم، وهم خونة أنذال، بلا ضمير أو رحمة, فلعنة الباري على (تعصبهم), ويدّعون عراقيتهم، وهم مرتزقة تافهون، فلعنة الباري على (أنتمائهم), فالعراق أغلى من كل الألقاب، وأكبر من المسميات, فمسكين أنت يا بلدي.
أحمد: وضعوا شعب العراق، على مقصلة التاريخ، وقطعوا كفيه, ورموه بسهم في عينيه، وعاملوه كآل أمية, عندما قتلوا العباس، وهو الحسين في مبادئه، وكرمه، وعزته، وإبائه وسلموك لحفيد معاوية، (ابي بكر البغدادي) ليقطع رأسك ويحمله فوق رمح الغدر, ويجوب بك بين البلدان مفتخراً, بأن رأس العراق كرأس الحسين.
نعمان: هل مازلت تسأل: لماذا تأخذني الصفنات؟ فالعراق خرج طالباً الكرامة، والأمان، والعزة، والحسين خرج طالبا الإصلاح في دين جده, فكلاهما مذنبان, فقطع الرأس جزاءهما العادل!.
أحمد: ماذا تقول يا صديقي؟ أمرك غريب، ألا ترى الساسة، قد أصبح حكم الغاب ديدنهم، والموت دينهم, فسحقاً لدين الموت والتهجير, وسحقا لحكم الظلم والإستبداد، إنهم عبدة الدنانير.
نعمان: الشعب واقف وقفة صمت، على روحك يا بلدي, لم يحتضنك لحدٌ، أو تدفن في أرضٍ, بل ستموت، وتدفن بقلوب محبيك.
أحمد: ها هو بلدي، قد أصبح عنواناً للموت والألم, أرادوا أن يقتلوه فقتلوه، ولم يتركوا لنا الخيار، سوى أن ننعى أنفسنا بأنفسنا, فأشباه الرجال قد حكمت، وثلة من الفساق، تسلقوا فوق أكتافك، وتحكموا بخيراتك, فأمسيت وحيداً بين قطيع الذئاب.
 
نعمان: كن على يقين يا أحمد، لن يخضع شعبٌ، مثل شعب العراق، حتى لو قطعّوه ألف ألف قطعة, ورموا كل قطعة في بلد, سينتفض ويحاسبهم، ويصرخ بوجوههم, كفى أيها القتلة, فعزرائيل قد أصابه الجزع من حصد أرواحنا, كفى أيها السفلة، ألم تمتلأ بطونكم؟ والشعب جياع, كفى أيها الطائفيين الزنادقة، ألم تكتفوا من زرع الحقد بين الأخوة؟!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68075
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29