• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : شكرا يوم ميلادي قصه قصيره .
                          • الكاتب : علي البدر .

شكرا يوم ميلادي قصه قصيره

   أتذكرها.. هاهي الان أمامي بكل روعتها ونقائها. لم أرها يوما تمد يدها لتلتقط كسرة خبز أو قدح ماء ونحن صغار نتسابق بانهاء وجبة غداء شهي صنعته لنا كعادتها كل يوم . لم أفهم وانا طفل لماذا تعمل أمي أجل امي ، هكذا كل يوم.. تنظر الينا وابتسامة حزن ترتسم على وجهها الملائكي لكنها سرعان ما تنهض وتلوي رقبتها وتمسح عينيها   ولم اعرف ولم ادرك يا الهي ان امي تبكي ولماذا تبكي فقد كنت ارى تغير لون عينيها الجميلتين وارتباكا  يرتسم  على وجهها يجعلني ابكي  ولم أعلم سبب بكائي الذي لم ينته الا بارتمائي بحضنها الذي لازلت اشعر بدفئه وهي تحرك اناملها وتدسها بين خصلات شعري وانا ابكي لاهثا متى يأتي ابي من السفر؟ متى اراه يا امي؟ أجيبيني بالله عليك.  نظرت الي وكان نظراتها الان امامي شاخصة ثم طوقت بكفيها ذراعي  وهمست باذني: ستراه يا ولدي.. أجل ستراه..
          ولم اجد نفسي الا وسط مكان لا اسمع فيه غير البكاء والانين الذي ملأ جوانحي وسرى في دمي واحاله الى لحن ادخلني في أعماقي وزاد  من فضولي فها هي امرأة تقرأ القران وهذا رجل يرش الماء ويمسح بيديه  سطحا ملأه الغبار و... هنا جلست امي تبكي. يا الهي. أمي ..اتبكين؟ من هذا يا امي ولماذا تبكين هكذا؟ كفاك بكاءا ياأمي هيا فأنا لا احب هذا المكان، اخاف منه يا امي بالله عليك ارجعيني.. كل الناس يبكون حتى انت ياأمي.. أجل حتى انت. ولم استطع مسح دموعي ولا حتى دموعها لانها احتضنتني وقالت تعال يا ولدي هذا هو ابوك انه هنا " جاء الى هنا  وانت رضيعا تحبوا ، وعندها شعرت باني يتيم لا أب لي...  ولم انس  تلك اللحظات التي سرت بدمي وحولت احلامي برؤية أبي والألتصاق بصدره والنوم وسط حضنه، الى ركام من رماد متناثر ليس له قرار وبين ان واخر أعيش مع حلمي باني سأراه عندما يرجع من السفر وكانت صدمة المأساة عند قبر ابي  قد ذهبت بأحلامي سدى .  وكبرت امي وكبر الحب بيننا لكني بقيت بعينيها صغيرها المدلل .
         فتحت الباب. كل شيء قد تغير . نور ملون.. رائحة طعام لذيذ.. ملابس زاهيه  ووجوه فرحه. يالخجلي لقد نسيت يوم ميلادي . بحثت عن امي فلم اجدها. أشتقت لحضنها. اشتقت أن أرجع طفلا. تعالي يا امي  احتاجك وبجنون هيا احتضنيني.. اريدك فقد اشتقت اليك... لا احب وحدتي فأنا من دونك وحيد.تعالي واجعليني انسى تلك اللحظات التي تؤرقني عندما يرن الناقوس ونتزاحم مبتسمين نتسابق حاملين كتبنا حتى الباب فيصيح الاطفال بابا بابا هذا بابا وأبقي ابحث بين الجموع عن بابا، عن تلك الكلمه التي تزيد من ضمئي  علني أراه ولولحظه .
        حلقة من الأيادي طوقتني. لم اجرؤ على النظر بوجوههم عندما امتدت يدها نحوي وطوقتني بحراره ثم همست باذني وقالت تعال نبني الحياة معا نقتسم رغيف الخبز معا ..سنذهب والأحفاد نرش الماء ونحرق البخور ونشعل الشمع ونسمعها كلام الله معا . ما اجمل الحياة معك.. ياليتني اذوب وسط راحتي لاسقيك السعادة لحظه.  وضعت رأسها على كتفي ومسكت راحة يدها وأغمضت عيني وخيم السكون لكن لحنا حلوا شق حجب الصمت وبان صداه في أعماقي Happy birthday to you.. Happy birth day to you...                      
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=67732
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28