• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءة في كتاب المحامي خليل الدليمي صدام حسين.. من الزنزانة الامريكية: هذا ماحدث - الحلقة الثالثة .
                          • الكاتب : نبيل القصاب .

قراءة في كتاب المحامي خليل الدليمي صدام حسين.. من الزنزانة الامريكية: هذا ماحدث - الحلقة الثالثة

  

 قراءة في كتاب المحامي خليل الدليمي
صدام حسين .. من الزنزانة الامريكية : هذا ماحدث
 
الحلقـــــة الثالثـــــة
 
قام المحامي خليل الدليمي , رئيس مهزلة هيئة الاسناد للدفاع عن الدكتاتور صدام حسين وجلاوزته المعتقلين , بتأليف كتاب من سرد خياله بأخراج وتأليف المتملقين والمنتفعين من الدكتاتور السابق . 
 
الكتاب مطبوع  عام 2009 من قبل شركة المنبر للطباعة المحدودة في الخرطوم  , من تحرير انصاف قلعجي  ومن 27 فصلا  من 480 صفحة .
 
-------------------------------------------------
 
سقوط بغداد والمقاومة ..
 
لم يخطر لأحد  في يوم ما  دحر نظام حكم صدام بتلك السهولة و سقوط بغداد بدون مقاومة , وابو العلوج يختفي ويبقى كلماته كفقاعة هواء , ومع الاسف لم نرى نصف اسرائيل تحترق , ولم نرى جثث قوات الاحتلال تطفو في دجلة والفرات , ولم نسمع هدير طائرات القوة الجوية العراقية فوق سماء بغداد . 
 
لنعود الى الكتاب حيث يتحدث المؤلف عن الخطة المحكمة للدفاع عن بغداد وتمجيد دور القائد والقيادة الحكيمة من الشمال الى الجنوب وخطة المعركة الطويلة الأمد  وأحزمة ناسفة وفدائي صدام والحرس الجمهوري ! والخ .. من خرابيط وشخابيط للضحك على ذقون الابرياء من القوميين والعراقيين الابرياء على مدى عقود من الزمن .  
 
لكن مع الاسف هذه الاكاذيب شبعنا منه وفات الدهر و العراقيين  اليوم لم يعودوا يخضعون للتعذيب عن طريق الصعقات الکهربائية على أعضائهم الجنسية، أو رميهم في الحمامات الحمضية ولم نعد نرى ثقوب في جماجمهم موتانا من جراء التعذيب بماکنات التثقيب، أو تقطع ألسنتهم وآذانهم، ولم يعودوا يجبرون على مشاهدة زوجاتهم واخواتهم وهن يتعرضن للاغتصاب الجماعي في سجون ودهاليز النظام المقبور . ولم نعد نسمع اصوات المدافع والصواريخ تطلق العنان على الجبال والقرى الكوردية ولم نعد نسمع اخبار حرق الاهوار وفتح منسوب المياه على قرى القصب في الجنوب ,  لكن علمنا حجم قواتهم المنهارة بين ليلة وضحاها وكيفية سقوط بغداد لآن القيادة الكارتونية عصفت بها رياح القوات الامريكية  والانتفاضة الشعبية للعراقيين الغيارى خلال ساعات ولم تكن هناك خطة ولا مقاومة وانهارت الدفاعات .
 
اود ان انقل لكم مثال بسيط من خلال حديث شاهد عيان هو اللواء الركن مزهر طه الغنام ضابط ركن في وزارة الدفاع العراقية خلال الحرب قال : من خلال منصبي في هيئة الركن بوزارة الدفاع اتيح لي الاطلاع على الشيء الكثير خلال الحرب، انا اؤكد ان الانهيار المفاجيء كان مفاجأة لنا في وزارة الدفاع و لم يسمح لوزارة الدفاع ان تخطط للدفاع عن بغداد ولا ان تدير معركتها لذلك كان دور الوزارة ثانويا واوكلت هذه المهمة الى الحرس الجمهوري وكان يشرف على الحرس الجمهوري ويقوده قصي نجل الرئيس السابق وهذا الرجل لم يكن عسكريا انما هو خريج كلية القانون\". وتابع الغنام \" قبل اكثر من سنة من الحرب اعدت وزارة الدفاع العدة وحولت مدن العراق الى وضع يسهل الدفاع عنه من ناحية التعبئة والاعداد على الارض وتهيئة مواضع دفاعية متعاقبة وتوزيع اكداس العتاد ومواد تموين القتال ووضعت الخطط الدفاعية للدفاع عن جميع مدن العراق وحسبت حسابات كثيرة من ضمنها التخلي عن بعض المدن ذات الاهمية الثانوية والتركيز على الدفاع عن المواقع ذات الاهمية الاستراتيجية المهمة وحسب اهمية هذه المدن وقسم العراق الى مناطق لتلافي حالة انقطاع الاتصالات وتم تعيين قادة لهذه المناطق ولكن مع الاسف ان القادة لم يكونوا قادة عسكريين انما كانوا يتمتعون بصفة سياسية\". واوضح الغنام \"هناك مبدأ عسكري هو يجب عدم زج القطعات قبل تنظيمها وتدريبها وتهيئة الاسناد الاداري والناري لها فعندما لاتكون هذه الامور مهيأة تجد القطعة العسكرية نفسها في حرج ولا تتمكن من ان تؤدي واجبها وهذا ما حصل، ان القوات المهاجمة تقدمت من محاور لاتوجد فيها القطعات بكثافة واستفادت من قدراتها على الاستطلاع كذلك كان لديها متعاونون بشكل كبير من خارج العراق او داخله، القطعات العسكرية للحرس الجمهوري وجدت نفسها مشلولة ولم تتمكن من تأدية دورها في الدفاع عن بغداد ووزارة الدفاع كانت ممنوعة من قبل القيادة السياسية ان تدير معركة بغداد\". وشدد الغنام على ان هناك اسبابا اخرى ادت الى هذا الانهيار السريع وهي ضعف الاداء والاهمال والتقصيرر في امور كثيرة منها ضعف القيادة ،وعدم تهيئة مواضع دفاعية بشكل صحيح وعدم تهيئة مسرح العمليات بشكل صحيح وهذا ادى الى ارباك الوضع العام وقال \"ان الجندي الذي لايوجد لديه موضع للقتال كيف يقاتل؟ اذا لم تكن منظومة موانع امامه كيف يقاتل؟ اذا لم يوجد اسناد ناري كاف له كيف يقاتل ؟اذا لم يكن اسناد اداري ولاتوجد خطة واضحة كيف يقاتل وحتى القطعات التي تأتي للتعزيز تتنقل في تلك الظروف الصعبة وتقطع مئات الكيلومترات وتصل الى بغداد ولا تجد مكانا تقاتل فيه فهذا ادى الى ارباك وضعف في الاداء \". واشار الغنام الى ان ما حصل من تناقضات في القيادة ومنع القادة العسكريين المحترفين من اداء دورهم يعود الى اسباب امنية لان صدام كان يخشى من الانقلاب العسكري لذلك لم يقوموا بواجباتهم الرئيسية في الدفاع عن بغداد وقال \" ان الحرس الجمهوري لم يكن له قائد وهو تشكيلة غريبة علينا كعسكريين كان للحرس الجمهوري رئيس اركان وعين قصي صدام مشرفا عليه باعتبار هو القائد وحسب معلوماتي ان رئيس الاركان لايمتلك القرار الحقيقي للتصرف بالحرس وانما القرار الحقيقي بيد المشرف وهو رجل مدني يمتلك خبرات قليلة وفي تقديري ان الحرس الجمهوري لم تتوفر له القيادة المناسبة ولم تهيأ له الظروف المناسبة للدفاع عن بغداد ووزير الدفاع لم يكن يمتلك الصلاحيات اللازمة ولا يستطيع ان يصدر امرا يتعارض مع توجيهات قائد المنطقة الجنوبية علي حسن المجيد او قائد المنطقة الشمالية عزة الدوري او غيرهم لذلك فان القادة العسكريين كانوا مقيدين ومهمشين\". وواصل حديثه قائلا \" حسب علمي ابلغ قصي وزير الدفاع بان الدفاع عن بغداد مهمة الحرس الجمهوري وان وزارة الدفاع ما عليها الا ان تكون متفرجة في هذا الجانب مشددا على ان وزارة الدفاع كانت على ثقة ان الاجراءات المناسبة لم تتخذ للدفاع عن بغداد وهذه حقيقة \". وعن معركة المطار التي اعتبرت بداية الانهيار قال الغنام \"في وزارة الدفاع ومنذ الايام الاولى قلنا لهم (القيادة ) ان اول هدف سيهاجم في بغداد هو المطار الدولي وكان لدينا وضوح تام بهذا الموضوع لاننا كنا نضع انفسنا مكان.
 
كلام منطقي ومعقول وان صدام وجلاوزته خططوا للخلاص باتفسهم فقط والهروب من بغداد باية طريقة وان ظهور صدام في منطقة الاعظمية والمنصور مجرد لحظات واختفي بسرعة البرق تاركا ً قواته المنهارة لنيران القوات الامريكية . وبعد ذلك لم نرى القائد المهزوم في ساحات القتال ولا في المواجهات الى ان اخرجوه من حفرة العنكبوت .
المثير للضحك ان القائد المهزوم بقي متخفيا ً ولكن عندما تحدث للمؤلف قال له : بعد دخول الاحتلال شاركت الجنود والتصدي لقوات الاحتلال واحرقت دبابتين وكنت اقاتل على ظهر دبابة ! 
لكن اعتقد ان هذا لقطة فريدة من افلام الخيال لرامبو العصر , لان القائد كان متخفيا ً وينتقل  بسيارة تكسي او دراجة نارية واحيانا ً بائع قناني غاز في ازقة تكريت وسامراء . 
كما يدعي القائد المهزوم  بمشاركة المئات من مقاتلين عرب واجانب كمتطوعين للقتال . نعم هذا صحيح لانهم جاؤا كمرتزقة باموال الشعب العراقي المدفوع من خزائن الدكتاتورية وجاؤا للدفاع عن نظام قمعي ولم يأتوا للدفاع عن بغداد ومدن العراق وشعب العراق .
 
بالنسبة للمكاومة , وفصائل المكاومة , رأينا بأم أعيننا كيف أن الجلاوزة من طة ياسين وطارق عزيز واخرون يسلّمون أنفسهم للقوات الدولية والحكومة الجديدة . أو كيف ألقي القبض عليهم وهو خائفين ومذعورين والبعض منهم داخل عباية المرأه . ونعلم جيدا ً أن مرتزقة المكاومة هم من بقايا منتسبي أجهزة الأمن الخاص والمخابرات والأستخبارات وأعضاء الشعب والفرق الحزبية . وتطوعوا للمكاومة خوفا ً من أعدامهم من رجال الآمن الخاص بتعليمات القائد المهزوم  , حيث كانوا تبلغوا بالعمل والمكاومة بعد سقوط الحكومة وبغداد قبل الهجوم وفي الاجتماعات الحزبية . والبعض الأخر أتضح لهم النهاية ولا امل لهم بالعودة والسيطرة على الاوضاع لهذا أستمروا ولايزالوا بالذبح والقتل والترهيب ولكن بصفة المكاومة الخبيثة . 
أن التفجيرات التي تحصل في مدن العراق مجرد تعبير عن الكراهية والحقد بحق هذا الشعب المسكين , وتأييدهم للقوات الدولية أو الوقوف ودعم الحكومات المتعاقبة بعد سقوط الصنم في ساحة الفردوس . 
اخيرا ً يقول صدام في حديث مع المؤلف ص98 : قلت للامريكان إن الشعب الامريكي ليس عدوا ً لنا , وإنما العدو الحقيقي هو حكومتكم التي ورطتكم في احتلال العراق , ولذلك سوف تدفعون الثمن غاليا ً . 
لكن انا أعبر عن رأيي ورأي الشارع العراقي بأغلبية مطلقة . أن الجيش الامريكي ليس عدوا ً للشعب العراقي , وإنما العدو الحقيقي كانت حكومة   الدكتاتورية البعثية , ونالوا جزاءهم العادل . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=676
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 09 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28