• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الموظفين ...ومشكلة الكهرباء .
                          • الكاتب : بشرى العزاوي .

الموظفين ...ومشكلة الكهرباء

قررت الحكومة العراقية تقديم ساعات العمل في جميع الدوائر والوزارات الحكومية حيث أصبح هذا القرار حديث الشارع العراقي ومحور للنقاش ,وهذه الخطوة على حسب قولهم تأتي تماشيا مع قدوم فصل الصيف لتوفير الطاقة الكهربائية باعتبار ان الدوائر الحكومية تستخدم كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية وهذا سيعمل على توفير الطاقة للمواطنين، فضلا عن حرارة الصيف هذا ما تناقلته الوسائل الإعلامية , وقد أعُلن هذا القرار أثناء  انتظار الشعب حلولا من الحكومة  لمشاكل عدة  ومن ضمنها مشكلة الكهرباء , وخلال ترقب العراقيين لما يحدث في الساحة السياسية فوجئوا بهذا القرار الذي كان غير متوقع أن يكون حلا لمشكلة الكهرباء التي أتعبت العراقيين كثيرا و على حساب الموظفين , فبدأت شكواهم  تتصاعد ,فمنهم من رفض ومنهم من أيد هذا القرار لكن الأغلبية ضده لأنه يضر بمصالحهم .

ان هذا القرار لن يحل مشكلة الكهرباء فنحن بحاجة  إلى حل جذري لها لتنتهي معاناتنا ,ولا اعتقد ان الوضع  سيتغير كثيرا , فان هذه الحجة غير منطقية ولا نعرف ان توفير الطاقة الكهربائية هو الدافع الحقيقي الذي من اجله اتخذ هذا القرار ام للدوافع سياسية لا نعرف مغزاها ,ان الشعب يعاني من مشكلة الكهرباء وخاصة عند حلول الصيف حيث تزداد معاناة العراقيين وتتغير  نفساتهم وتتوتر أعصابهم  ,وأننا نرى إنها لا تُحل بهكذا قرار بل  المشكلة بحاجة الى مشاريع كبيرة كمحطات ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية من اجل تغذية العراق بأكمله دون انقطاع مساواتا بالدول الأخرى التي تنعم بالكهرباء أربع وعشرون ساعة, فيا للعجب ان نكون أغنياء بالثروات النفطية ونحن نعيش في معاناة ونفتقر الى الخدمات التي من حقنا ان ننعم بها .

 إننا نعلم ان تلك الدوائر الحكومية تصرف الكثير من الطاقة لكن  هناك قضية مهمة  إلا وهي ان العديد من دوائر الدولة لا تعمل بترشيد الطاقة الكهربائية بعد نهاية الدوام مما يجعل القرار لا نفع منه وإضافتا إلى إن هناك دوائر يستمر الدوام فيها 24 ساعة ,لذا يعتبره البعض ليس الحل لترشيد الكهرباء ولايضيف فارق كبير .

ان الكثير من الموظفين شكوا من هذا القرار لانه ليس بصالحهم فان الأغلبية تكون مناطق سكناهم بعيده جدا وهذا مما يصعب عليهم الوصول قبل ساعة الدوام المقررة ,وان الازدحام والاختناقات المرورية والسيطرات الكثيرة تسبب عرقلة في وصول الموظفين فكيف يتدبروا أمورهم ,خاصة اذا كان  ليس لديهم خطوط لنقلهم بالوقت المناسب  قبل إغلاق سجل الحضور  وإسكات  من يحاسب على التأخير الذين لا يراعون  الظروف الأمنية المتزعزعة التي نمر بها  , مما يجعل الدوام عليهم صعب جدا وخاصة الأكثرية يسهرون الليل بسبب انقطاع الكهرباء مما يسبب ذلك جهد إضافي يثقل كاهل الموظف ,ومما يجعله غير قادر على أداء عمله بشكل جيد وتحمل المراجعين وإنهاء معاملته بنفسية عاليه  .

أما بالنسبة للمواطنين الذين يراجعون الدوائر لإنهاء معاملاتهم لا يخدمهم هذا القرار كثيرا فالبعض  سيواجهون مشكله الوصول الى الجهات المعنية التي يقصدونها بسبب بعد سكناهم ,فالأكثرية من الذين  يقطنون خارج بغداد, وبمحافظات بعيده  سيصعب عليهم الوصول قبل انتهاء الدوام الرسمي للدوائر الحكومية وإنهاء معاملتهم بصورة صحيحة ,لذا ان الأغلبية لا يصلون إلى مبتغاهم بالوقت المحدد مما يعطل تلك المعاملات .

لذا على الحكومة مساعدة الموظفين لكي يؤدوا عملهم بشكل جيد وان يقللوا من الازدحامات لكي يصل الموظف بالوقت المناسب ليباشر عملة, وان توفر خطوط للنقل تخصصها الدائرة للموظفين ممن ليس لديه نقل خاص  وان يراعوا ظروفهم ذلك اذا أرادوا من الموظف أداء عمله بكل جديه وعلى أكمل وجه ,واما الموظف فعليه ان يحاول ان يبرمج حياته بشكل أفضل وان يهتم بعمله خدمة للصالح العام ولبناء الوطن بعيدا عن المصالح الشخصية فالبلد يحتاج الى أبنائه لينهض من جديد .

 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6714
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18