• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأغلبية الصامتة .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

الأغلبية الصامتة

الفقراء أكثر من يخاف التغيير لأنهم بالكاد يجمعون قوت يومهم وهم دوماً لا يتطلعون خارج ما يعيشون وإن امتدت خيالاتهم الى ذلك فليس لديهم الوسائل والأدوات فهم يستكينون لواقعهم ويخشون تغييره هكذا يقول بعض المفكرين في تحديد الجهات التي تقوم بالثورة . غير أن مطية الفقراء هي أفضل ما يركبه طالبو التغيير ومعارضو الحكم طوال التاريخ ونحن هنا لسنا في معرض تحديد أحقية الثوار من عدمها ولا في معرض معرفة المصيب من المخطئ من المطالبين بالتغيير أو المعترضين على نظام حكم معين أو مريدي الإصلاح في أي جماعة ولكننا بصدد رصد ظاهرة الحديث باسم الجماعة وادعاء تمثيل الشعوب في أي حركة احتجاجية فالقلة التي تأخذ على عاتقها مهمة الاحتجاج عبر التظاهر أو الاعتصام أو العصيان أو العنف المسلح تتحدث نيابة عن الجميع فتستخدم عبارات الشعب وهذا رأي الشعب والشعب يريد كذا وكذا مهما كان عدد هؤلاء وكم يمثلون . وقد تجد للأقلية المتصدية المبرر في ذلك إنطلاقاً من القاعدة القانونية ( لا ينسب الى ساكت قول ولكن السكوت في معرض الحاجة  بيان ) فالأغلبية صامتة والمراقب لا يستطيع أن يحدد رأي هذه الأغلبية مع أو ضد الإحتجاج فهي إما أنها تنتظر النتائج فهي مع الرابح من المعركة أو إنها مشغولة بتوفير لقمة عيشها أو إنها تهاب المواجهة وربما لأنها لم تقرر المواجهة بعد ، إذ أن أخطر طريقة لحل الاختلافات في إدارة الدول هي الإحتكام الى الشارع في حل تلك الإختلافات فغالباً ما تتحول المواجهة الى نزاعات أهلية مسلحة إذا لم يتم إدارتها بصورة صحيحة فالغالبية صامتة إذن لسبب لا يمكن تحديده إذ لا ينسب الى ساكت قول ولكن في ذات الوقت عندما تُطالَب الأغلبية الصامتة بموقف ويكون ردها السكوت فهذا قد يعني قبولاً طبقاً للشق الثاني من القاعدة ( السكوت في معرض الحاجة بيان ) أي قبول ، فصمتها ليس  حكمة خاصة وان الادعاء بتمثيلها والحديث نيابة عنها يجد له أرضية مناسبة طبقاً لما ذكرنا  . لكن الأغلبية الصامتة هذه قد تقلب الموازين وتغير المسار إذا كانت منظمة ولها زعامات راصدة للأحداث بعناية أو إنها غير منظمة ولكنها موالية لزعامات روحية تتحرك تبعاً لإشارة هذه الزعامات .  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=67129
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29