• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على الجسر بالبطحاء .
                          • الكاتب : عزيز الابراهيمي .

على الجسر بالبطحاء


جسر فهد كما يسميه اهل الناصرية، عند تجاوزه عليك ان تمخر صحراء مترامية الأطراف لا تنتهي إلا بمدينة الديوانية، وعلى جانبي الجسر يضيق الفرات، بدرجة لا تكاد تصدق إنه ذلك النهر الذي يمتد الى ماقبل التاريخ عمرا، ولكن المياه فيه تلتوي على بعضها لتنطلق مسرعة صوب البحر وكأنها تسرع لمفارقة قوم لا يحترموها. العادة أن يكحل النهر الأرض التي يمر بها بالخضرة والحدائق المثمرة ولكن على جانبي هذا الجسر تغبر الارض مياه النهر رغم خصوبتها، وتعتصم عن انتاج اي نبات كأنه لايعنيها امر الخضرة.
هذه المقدمة بمثالها الحي، تبين ان مشكلة الزراعة في العراق ليس نقص المياه إلا أحد أسبابها ، بينما هناك أسباب اخرى بعيده، غالبا لا تسلط عليها الأضواء .
ضرورة ان يدعم الفلاح، ويتم تحسين البذور، وتسخر الميزانية لتنمية الزراعة وأمثال هذا الكلام، بات يعد مستهلكا، في زمن تراجع النفط الى أدنى مستويات أسعاره، وحتى في السنوات التي إرتفع فيها النفط الى أعلى مستوياته، كانت حصة وزارة الزراعة لا تتجاوز 3% من الميزانية العامة .فإن اردنا أن نفكر بطريقة مختلفة، علينا ان نتناسى الى حد ما موارد النفط المتراجعة، بل هذا النمط من التفكير لم يأتي بنتائج ملموسة، رغم تسخير ميزانية لمشاريع سميت بالمبادرة الزراعية، استحلب الفاسدون أحد ثدييها، بينما استهلك الفلاحون شطرها الاخر لإمور غير زراعية.
يملك الفلاحون عقود زراعية حسب قانون117،الذي ينص على حيازة الفلاح 22 دونم، بينما يضع الكثير منهم اليد على ألاف الدونمات، من دون استغلال لها. وهذا ماتشاهدونه على جانبي جسر فهد، رغم ان الفرات يخترق هذه الأراضي.
هناك طريقان يمكن ان يكونا حافزا مهما لتنمية الزراعة، من دون الحاجة الى ميزانيات هائلة،
يتمثل الأول بأغراء الفلاح بتمليك هذه الأراضي بسند طابوا ولكن شريطة أن يتم زراعتها بالنخيل (الذي يكون محفزا مستقبلي لزراعة جملة من المحاصيل الاخرى ) وأذا أريد للدولة أن تدعم هذا المشروع حد النجاح ، عليها أن تنشئ مختبرا للزراعة النسيجية،تقوم من خلاله بتزويد الفلاح بالفسائل من النوعيات النادرة، فتضمن والحال هذه إن الدعم يذهب للزراعة بصورة مباشرة. لا أن تعطي الفلاح أموالا يصرفها على شراء سيارة او غيرها.
أما الطريق الاخر يتمثل بمبداء استخدام المدخر لدى الأغنياء، وهذا المبداء تتسابق الدول في استعماله من خلال فرص الاستثمار، ووفرة المصارف لأن بقاء المدخر لدى الناس خسارة كبيرة وضياع للسيولة النقدية من السوق . ولا يقولن أحد اين هو المدخر؟!! لانه موجود عند طبقة معتد بها . والسبيل الى ذلك، أن تقوم الدولة بتصفية جملة من الاراضي القريبة نهر الفرات قانونيا، وتشق قناة مبطنة اليها، وكلفة هذا الأمر هزيلة جدا ثم تعرض على الراغبين تملك هذه الأراضي بشرط زراعتها بالنخيل. فسنجد عندها تسابق الأغنياء والميسورين على تملك هذه الاراضي، وستكون جنة غناء بعد سنوات قليلة.
يشتد الحاجة الى النظر بمثل هذه الأفكار أو تطويرها خصوصا ونحن نعيش ثقافة الإصلاحات التي نريدها ان تكون شاملة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=66494
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28