• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصة قصيرة : رقصة الدجاجة .
                          • الكاتب : بوقفة رؤوف .

قصة قصيرة : رقصة الدجاجة

وجدتها وأنا أمارس هواية الطيران ليلا  رغم أن الجو بارد وأنا أعاني من نزلة برد وزكام حاد,سألتها بدافع اللافضول  من تكوني يا أخت ... ؟
أجابة أنا  الدجاجة سيدة الطيور  ,ملكة دون تاج وكرة دون جمهور ,  هل يمكنك  ان تتخيل كرة دون جمهور ,أو كرة مربعة الشكل ,أنا يا سيدي العزيز نوع من الطيور لكن لا أطير رغم أني أملك جناحين , قلت لها شيء جميل ان يمتلك المخلوق جناحان , لكن ما نفعهما ان كانا لا يقومان بوظيفتهما , قالت لي وهي تبتسم في حياء ولك ان تتخيل معي دجاجة تبتسم في حياء : أنا طائر في طريق الطيران على وزن دول في طريق النمو , حين تنموا دولكم أطير أنا ,أما عن الاجنحة ,ألا تسمع بما يجري في الباحة الخلفية السياسية  عن صراع الأجنحة , هكذا هما جناحايا يمارسان السياسة بدل التحليق وباقي جسمي تفرغ للتعليق والنهيق , الجناحان يتصارعان بكل حب في منتهى الأدب , لم ينتفا ريش بعضهما البعض ولم يكسرا بعضهما البعض ولم يجرحاني أو يسببا لي الألم باستثناء الحسرة حين أشاهد باقي الطيور تحلق في الفضاء يقبل ريشها الهواء وأنا في الارض أشاهد جناحايا يتهارشان واستمع للتصريح والتصريح المضاد وأقضي بقية العمر أتنفس الاشاعات , أخدر صيصاني الصغار بقصص الأجداد العظام كيف كانوا هم سادة الفضاء دون منازع حين كان النسر يدفع لهم الأتاوة حتى يطير ,كان الأجداد العظام ديكة كبار , ترتعد السماء وعامريها إذا جد جدي صاح 
- لكن يا سيدة دجاجة الذي اعرفه ان سلالتك لم تطير يوما 
- الويل لك أتشكك في تاريخ الدجاجي الرسمي المجيد ,أما اكتفيتم بالتشكيك في تاريخ مجاهديكم وأبطالكم واصبحتم كلكم تلوكون نفس العبارة : التاريخ يكتبه المنتصر , بقى ان تقول لي ان التاريخ والعلم ينصان على ان الدجاجة لا تطير وأنها مجرد مجاملة ان تكون في شكل الطيور وأن أقسى ما يمكنها فعلها بعد التمرن والتقشف وشد الحزام والتطور والتمدن والتحضر وامضاء اتنفاقيات تعاون مع النسر والببغاء والحسون والشحرور والبلبل ومالك الحزين واللقلق والدخول في معاهدة الفضاء الحر وجمعيات سماء بلا حدود  هو اني أقفز فقط للحظات 
- نعم للأسف هذه حتمية تاريخية ,حتمية بيولوجية وحتمية علمية 
- صرخت وقالت لا أنا قوة لا يهم إن كنت قوة كونية أو إقليمية أو قوة فسائية , أنا التي حارت البشرية في وبقت طول عمرها تسأل دون اجابة شافية لمن كان السبق للدجاجة أم البيضة ؟ لكن قل لي ماذا أتى بك أنت الى هنا ماذا تريد ؟ 
- جئت لأحررك من الوهم وأكشف لك السر , سوف تنتقلين من عالم جناح لا يطير الى عالم الطيران دون جناح 
-كيف ؟ يدي على يدك , عفوا جناحي على يدك 
- حين تتحرر الروح من قيود الجسد سيسهل عليها الطيران والسياحة
-وماذا عن الجسد اللعين ؟
-سيكون قربانا لذيذ فحساء الدجاج علاج جيد للزكام 
-ستتحق النبوءة على يديك إذن ؟
- أي نبوءة يا دجاجة ؟
- تقول النبوءة الدجاجية في الخم المقدس : قاق , قاق , قاق , حين يتبلبل لسانهم ويستبدلون الحرف بالتقوقيق , سيذبحون الدجاجة التي لا تطير حتى تطير ومع الدجاجة يذبحون ما تبقى من حلم في وطن عظيم , لن يتصارعا الجناحان ,إن سكن الجسد , الروح هذه المرة ان خرجت فلن تعود , لا تخشى ان ارتعد انها رعشة الموت , الرقصة الاخيرة , رقصة الدجاجة المذبوحة ,رقصة الوطن الذبيح.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=66027
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 08 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29