• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل أنفصل أقليم كردستان عن العراق؟! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

هل أنفصل أقليم كردستان عن العراق؟!

لربما لا تكون هناك أية مفاجأة!! أذا أعلن أقليم كوردستان أنفصاله وأستقلاله عن العراق، وأقامة دولة الكورد التي ظلت حلما تراود جميع الأكراد منذ عشرينات القرن الماضي,فالأقليم منفصل عن السيادة العراقية منذ عام 1991 !!.
أكراد اليوم هم ليسوا كأكراد الأمس؟ عندما كان يتوسل قادة الأكراد وعلى رأسهم الزعيم الراحل (الملا مصطفى البرزاني)، بأمريكا بأن تنظر أليهم بعين العطف والحب والحنان!! وتحقق حلمهم بأقامة دولتهم، ولهم فيها مايريدون، وأعتبارها واحدة من الولايات الأمريكية!!؟( راجع كتاب هكذا سلكت دروب كردستان/ للصحفي الأمريكي جوناثان راندل).
أن أزمة الأكراد مع الحكومة المركزية ليست جديدة؟! بل هي تعود الى أوائل الأحتلال البريطاني للعراق منذ عشرينات القرن الماضي، حيث كثرة تمرد شيوخ الأكراد وزعمائهم القبليين على الحكومة الملكية والأنكليز آنذاك.
الأكراد بدأو يفكرون بأقامة دولتهم منذ أنكسار الجيش العراقي في الكويت عام 1991 ، وعقوبة الحصار الأقتصادي وتداعيات ذلك الأنكسار وتلك العقوبات الأقتصادية اللئيمة على الوضع العام في العراق، سياسيا وأقتصاديا وأجتماعيا وجغرافيا، عندما أقرت تلك العقوبات الدولية التي فرضت على العراق، عزل المنطقة الشمالية (أربيل – السليمانية- دهوك) عن العراق أي أنها تكون خارج سيطرة الحكومة العراقية وتحت الوصاية الأمريكية والبريطانية والغربية!!.
بعد أحتلال العراق من قبل أمريكا وبريطانيا، أصبح الحلم الكردي بأقامة دولتهم قريب من الواقع أكثر من كونه كان حلما!.
القضية الكردية ومشكلة المناطق المتنازع عليها مع المركز وخاصة محافظة (كركوك) الغنية بالنفط و التي يعتبرها القادة الكرد البرزاني والطلباني ( قدس الأقداس)!!، والتي كانت تعتبر من أعقد المشاكل مع الحكومة المركزية، تم حلها من قبل عصابات داعش التي صارت وكأنها طير السعد بالنسبة للأكراد!! فأحتلال داعش للموصل كان مفتاح الحل السحري الذي قدم للأكراد على طبق من ذهب!!، حيث سيطر الأكراد على كركوك وكل المناطق المتنازع عليها دستوريا مع المركز في غفلة من الزمن  بحجة الخوف عليها من أحتلالها من قبل (مجرمي داعش)!؟، وأمام سكوت مريب وصمت مطبق من قبل الحكومة المركزية وكافة الأحزاب المشاركة بالحكم، ذلك السكوت الذي يثير الكثبر من علامات الأستفهام؟!!.
الأكراد الآن يعيشون عصرهم الذهبي، فكل مستلزمات أقامة دولتهم قائمة وموجودة وأهمها سيطرتهم على مدينة كركوك الغنية بالنفط التي أصبحت ضمن خارطة الدولة الكردية!، فهم يعلنون وبكل وضوح تصديرهم للنفط ! حتى بلغ ما تم تصديره (6) مليون برميل!! للأشهر الأخيرة رغم أنف الحكومة المركزية وعدم موافقتها!!.
 ما يؤاخذ على الأخوة الأكراد هو أستغلالهم لكل الخلافات السياسية التي أبتليت بها العملية السياسية  منذ تشكيل مجلس الحكم ولحد الآن! فكل خلاف سياسي بين (الأحزاب السنية والشيعية) أستغله الأكراد لصالحهم بأكثر من طريقة وطريقة، فهم تلاعبوا بذكاء لا يخلو من خبث!؟ على طرفي المعادلة السياسية الطائفية في العراق ( السنة والشيعة) لصالحهم!!، حتى صاروا  بيضة القبان وصانعي الرؤساء في العملية السياسية!!.
أن سبب تغول الأكراد وعفرتتهم بهذه الصورة! ليس الدعم الأمريكي والغربي والأسرائيلي حسب، بل الأساس في ذلك هو القيادات الشيعية والأتفاق التاريخي بينهم! بأعتبارهم (الشيعة والكورد) عانوا من المظلومية من قبل النظام السابق، أن لم يكن من كل الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 .
ولكن الأكراد كانوا أذكى بكثير من الشيعة وأستغلوا طيبتهم!! وفكروا بمصالحهم ومصلحة تحقيق الحلم الكوردي بانشاء دولة الكورد، على حساب تدمير وخراب وتفتيت  الوطن الأم (العراق)! الذي قادوه فعليا الشيعة والذين لم يفكروا بمصلحة الشعب والوطن مثل الأكراد بل فكروا بمصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم!.
الأكراد بنظر العالم والمجتمع الدولي  من الناحية السياسية والأقتصادية وحتى العسكرية ومن الناحية العملية في الجوانب الأخرى يعاملون كدولة مستقلة!!، فلا يكاد يمر يوم ألا وهناك أفتتاح لقنصلية لأحدى الدول وأخرها أفتتاح قنصلية دويلة قطر الصهيونية!!، ناهيك عن المهرجانات الثقافية والمؤتمرات والمعارض الأقتصادية.
والسؤال هنا: هل ستسمح أيران لهذا الربيع الكوردي أن يزدهر أكثر وأكثر ويطول؟ لا سيما وأن هناك قرابة (9) مليون كوردي في أيران، لربما سيؤثر هواء ربيع كوردستان على سكونهم! وتأخذهم الغيرة!! ويبدأون بأثارة القلاقل والمشاكل في أيران؟ هذا أذا عرفنا أن العالم صار ينظر الى أيران وبعد الأتفاق النووي  بعين العظمة والهيبة أكثر من ذي قبل، ويحسبون لها ألف حساب ولها كلمتها الفصل على عموم المنطقة!.
ونفس الشيء نقوله بالنسبة الى تركيا، هل ستسمح للأكراد بالتنفس والتمدد أكثر لاسيما وأن في تركيا قرابة (22) مليون كوردي!، وأن مشاكل الحكومة التركية مع حزب العمال الكردي منذ عقود من الزمن لازالت قائمة، وتأزمت أكثر في الأونة الأخيرة، فهناك قتال يومي بين الطرفين،وبالوقت الذي تعتبر تركيا ومعها أمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب حزب العمال أرهابيا! وتضعه على قائمة المنظمات الأرهابية، فهذا الحزب يتمتع بعلاقات طيبة مع حكومة أقليم كوردستان أقليم  البرزاني؟!
أرى أن الظروف الدولية والأقليمية الأخيرة التي أستجدت  ستبقي الحلم الكوردي مؤجلا  في الوقت الحاضر!.
الأكراد في كلا الحالتين رابحين! فهم باقين ومرتبطين بالعراق بالأسم فقط! ولكن من الناحية العملية هم منفصلين!، وحتى أرتباطهم الشكلي هذا هو لأبتزاز الحكومة المركزية الضعيفة في بغداد ماليا وسياسيا وحصد مايمكن  حصده منها من فوائد!.
 
السؤال الأهم: هو ماذا ستفعل الحكومة المركزية في بغداد والتي تعتبر من أضعف الحكومات التي أدارة العراق بعد الأحتلال الأمريكي! تجاه حكومة اقليم البرزاني! على ضوء المتغيرات الأخيرة التي حدثت على الساحة الأقليمية والدولية؟ وهل ستستطيع أستغلال هذا المتغيرالأقليمي والدولي للحد من الطموح الكوردي  والذي أحتمى بعباءة الفدرالية الكاذبة منذ سقوط النظام السابق من أجل تحقيق غايته الكبرى  بأنشاء وطن الأكراد!!.
اخيرا نقول أن المنطقة  العربية والساحة الأقليمية مقبلة على أحداث كثيرة وكبيرة لننتظر ونرى؟

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/07/30 .

السلام عليكم .
من الناحية العملية الانفصال موجود .والاقليم بحكم المستقل .وما يوجد بين الاقليم والمركز من صله .هي تعاون بين جاريين .
معاملة الطلاق وضعت تحت تصرف المحكمة للبت فيها .وما يؤخر اتخاذ القرار النهائي هي مجرد شكليات لم يتم التفاهم حولها من الثروة النفطية والمناطق المتنازع عليها ..يد خارجية تتحكم في رسم السياسات .تمدد داعش في المناطق الشمالية وتهديده لااربيل اوقف مؤقت الاجراءات حتى تتوفر اجواء مناسبة .ومستقره .الاقليم وجد في حكومة المركز بقرة حلوب .له اراد استغلال ماتدر عليه لترتيب وضعه .الاخطر من كل هذا هو توزير وزير كردي لمنصب حساس ومهم في الدوله .هو المالية .وهو تعين خطير جدا .لم ينتبه اصحاب الشان له .،الاقليم يمضي قدما في معاملة طلاقه الخلعي والى الابد من العراق .وقبل الاعلان يريد حسم ملف حصته في ثروة وارض العراق ..وهي مسالة وقت ليس الا











  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=65031
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19