• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التضليل الاعلامي .
                          • الكاتب : احمد جبار غرب .

التضليل الاعلامي

 يعتبر الاعلام اكثر الاسلحة استخداما في الوقت الراهن لتاثيره المباشر والسريع على مجمل القضايا المعاصرةوعلى الفرد ذاته بحيث يغير كثيرمن المسارات في التفكير والتوجيه وحتى انه شكل عنصرا مساعدافي الزمن القديم في حسم كثير من الصراعات القبلية والغزوات واليوم يستخدم الاعلام وقد تطور العلم الحديث والتكنلوجيا وبات سلاحا رهيبا حتى ربيعنا العربي انتفض بفعل ثورات الفيس بوك التي قام بها الشباب المؤمن بقضيته وكما حدث في تونس ومصر وغيرها من البلدان وقد اتت هذه المحاولات ثمارها وحصل التغيير دون اطلاق رصاصة واحدة وهذا يعني تاثير الاعلام الكبير في التغييرلكن قطعا التضحيات موجودة وقد استخدمته الدول تبعا لاوضاعها السياسية ونظمها الاقتصادية فالانظمة الشمولية تحاول فرض هيمنة شاملة على وسائل الاعلام حتى تتمكن من حسم ادارة اي صراع مستقبلي يحدث بينها وبين الاخر دولا اوافراد وقد لعب الاعلام دورا حيويا في اسقاط مجموعات دولية وانظمة شمولية وكما حدث ابان الحرب الباردة التي اعتمدت على التاثير الاعلامي والحرب النفسية التي قادتها الولايات المتحدة ضد اوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي سابقاوكذلك الدور الذي لعبته اذاعة صوت العرب في التاثير النفسي على المواطنين والراي العام وفي زمن الطاغية المقبور استغل الاعلام استغلالا كبيرا ووظفت له كل الامكانات المادية والبشرية حتى انه كانت تصرف له اموالا خيالية في سبيل ترسيخ قيم ومفاهيم استبدادية وفردية وتحويل اتجاه الراي لصالح السلطة واجهزتها القمعية حتى تحقق مراميها في البقاء والتسلط ونهب الثروات وتلك احدى الغايات التي ابتكرها الفيلسوف الايطالي ميكيافيللي الذي برر الوصول الى الهدف باستخدام شتى الاساليب المشروعة وغير المشروعة (الغاية تبررالوسيلة وهذا ما استفاد منه النظام المقبور وعمل على تطوير هكذا اساليب بل هو ابدع فيها تبعا لعقليته الشريرة في اخضاع المجتمع والشعب لجبروته وكان له ما اراد بفعل السلطة الاعلامية العظمى التي امتلك ناصيتها وعند اول استلامه للسلطة استخدم الكذب والافتراء فاقدم على اعدم مجاميع من الشخصيات والاساتذة والسياسين بدعوى التامر على (الثورةوساقهم للاعدام ونفذه في ساحة التحرير امعانا في نشر الرعب والخوف بالناس وعموم الشعب ثم اعدم مجاميع اخرى بحجة التجسس لجهات خارجية وهو دائما يستخدم الاساليب التي تكون مبررة اجتماعياومقبولة سلوكيا وتبعا للحيز الزماني وهنا يستخدم اسلوب الترويع النفسي من خلال الثصوراولقطات الاعدام وعلى اجهزة التلفازوبشكل مباشروكما حدث في 1972في ساحة التحرير ثم تفتقت ذهنيته المنحرفة باستخدام الرياضة كوسيلة لجذب الاهتمام واشغال الناس لاهداف سياسية معروفة وكما حدث عندما استدعى المصارع عدنان القيسي الذي كان يعيش في اوربا واقامة نزالات استعراضية الغرض منها اشغال الناس حتى تتمكن السلطة من تحقيق اهدافها بملاحقة القوى السياسية الناشطة انذاك حتى اصبحت ظاهرة عدنان القيسي شذوذا وانحرافا لتوغلها في كل مفاصل حياتنا وبعدها ايضا ابتكر النظام صورة المجرم الذي ارعب الناس والذي يقتل بالة حادة وكانت صورة ابو طبر تلك الشخصية التي خلقها النظام لارهاب الشعب والايغال في دمويته وتحقيق ماربه
 
وقد استمر هذا الحال حتى ابتكر اساليب خبيثة جديدة تتوافق ومنطقه الشرير وتذكرون من كان يعيش في تلك الحقبة كيف ان البلدية طرحت مشروعا للقضاء على القطط السائبة فوضعت مبلغا لكل قطة يمسكها الفرد بما يوازي خمسة دولارات لكي تدفع الناس لملاحقة القطط وبالتالي التخلص منها حيث تفترض تلك المسألة لكن الغاية كانت ابعد من ذلك هو جعل الموضوع عاما وشاغلا لكل الناس بحيث يغيب اي تفكير مضاد يراد به التشكيك بالنظام وسياسته لكن تلك الاساليب رغم خباثتها لم تخدع كثير من المواطنين الذين يمتلكون الوعي والنضج ومتسلحين بالمعرفة والثقافة العامة واستمر النظام في ممارساته تلك حتى بعد ان اطيح به ولاخر لحظة اصر الصحاف وهو احد الركائز الاعلامية في النظام ا الابواق بشكل ادق عل النصر المظفر وهزيمة العلوج رغم ان الدبابات الاميركية قد عبرت جسر الجمهورية وهو بذلك يضاهي ماكان يفعله غوبلز وزيراعلام المانيا زمن هتلر الذي يقول اكذب واكذب حتى يصدقك الناس .. واليوم نعيش المأساة ذاتها رغم ان البلد خضع للتغير بعملية قيصرية بفعل سياسة الحكومة الطائفية التي تقول شيئا وتفعل نقيضه هي دائما تتكلم عن الديمقراطية والحرية لكنها تحاول ضربها من خلال ممارسات مفضوحة باغلاق الابواب رغم حالة الانفتاح الديموقراطي التي تخيم على البلد والان نشهد في الاعلام حملة شعواء لاعدام مجرمين قتلة ارتكبو جرائم يندى لها الجبين وتقشعر لها الابدان وهذا حق يؤيده ويقره كل طلائع الشعب العراقي لكن الغريب ان يترافق هذا التوجه مع حملة ضد الاحتجاجات والتظاهرات التي يقوم بها مواطنين من اجل تحسين مستوى الخدمات والقضاء على الفساد المستشري في كل اركان المؤسسات الحكومية وتلك كلمة حق يراد بها باطل. القانون لايجتزء والعدالة واحدة والقضاء يكفل للجميع المساواة والحرية والحكومة تحاول التضليل الاعلامي ضد المواطنين بمختلف الاساليب المقيتة والسيئة من اجل كبح جماح الثائرين من اجل عموم الشعب والتاريخ لن يرحم من يخون الامانة والقسم بعد ان وضعته الضروف في واجهة الحدث والمسؤولية وان غدا لناضره قريب 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6485
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19