• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : معنى ألأسماء التي تعلمها آدم من ربه .
                          • الكاتب : عامر ناصر .

معنى ألأسماء التي تعلمها آدم من ربه

بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)البقرة
 
قيل أن معنى ألأسماء التي تعلمها آدم  من ربه ، هي أسماء الأشياءالمخلوقة ، مثل السماوات وألأرض والجبال وألأودية والنبات والشجر وكل ما يصح عليه إسم شيء وألإنسان والحيوان وغيره ، وفيه تغليب للعقلاء .
ولكن لو نظرنا بتمعن وتدبر في ألآيات الكريمة ، لوجدنا :
1- أن هناك فعلين إستخدمهما  ، وهما :( عَلَّمَ ) و( أَنْبِئْهُمْ )
2- هناك أسماء عرضهم على الملائكة 
3- إستخدام الفعل- عَرَضَ – بصيغة الجمع للعاقل 
4- كلمة – أَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ- وتستعمل للعاقل أيضاً
إذاً ما المقصود من هذه الكلمات أولاً ؟ وبهذا النوع من إلأستخدام ثانيا ؟ً 
 
1- كلمة : عَلَّمَ 
إنه تعليمُ علمٍ ليس من نوع العلم المتداول والمعروف بيننا ، وإنما هو علمٌ بحقيقة تلك ألأشياء وجوهرها ، وإلا ما الفرق بين آدم  والملائكة بعد أن أُنبِئوا بهذه ألأسماء ؟
 
2 – كلمة : أَنْبِئْهُمْ
وهي كلمة تختلف عن كلمة عَلَّمَ ، حيث أن ألإنباء هنا جاء بمعنى ألإخبار عن 
الشيء لا أزيد .
وبهذا يبقى الفضل لِآدم  على الملائكة بمعرفة حقيقة هذه ألأسماء العاقلة وليس أسماؤها فقط .
 
3- كلمة – أَسْمَاءِ - 
فهل هذه ألأسماء هي أسماء كل شيء ؟ من أرض وسماء وبشر وشجر حتى البساط المستخدم للفراش كما قيل ؟ أم هي أسماء لمُسمياتٍ عاقلة ؟ سنرى الحقيقة بعد قليل إنشاء الله تعالى .
4- كلمة- عَرَضَهُمْ – 
وهي كلمة تُستخدم للجمع العاقل ، ولو كانت لمسميات كل ألأشياء التي ذكروها ، لكان ألأولى أن يُقال – عرضها – بدل كلمة عرضهم ، لِأنها تشمل العاقل وغير العاقل ،ولا وجه فيما ذكروا من تغليب العاقل وإستخدام كلمة عرضهم .
 
5- كلمة = هَؤُلَاءِ –
وهي كلمة تُستخدم للعاقل أيضاً ، وإلا لاستخدم كلمة – هذه – بدل هؤلاء . 
 
من كل ما تقدم نعلم أن هناك أسماءا لموجودات أحياء عقلاء ، محجوبين تحت حجاب الغيب ، ولذلك تراه  قد ختم ألآية بقوله : أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ،
إذاً العلم بأسماء هذه المسميات يكشف عن حقائق هذه الموجودات ، ومع ذلك فهي مستورة تحت ستر الغيب ، والعلم بها على ما هي عليه ، كان ممكنا أولاً لموجود أرضي وليس لمَلَك سماوي ، وثانياً له دخل في الخلافة ألإلهية .
 
كما إن كون هذه المسميات ذات حياة وعلم وهي تحت حجاب الغيب ، !! فهذا من مقام إظهار قدرة الله  وإحاطته بكل شيء وعجز الملائكة ونقصهم عن هذا العلم ، وهذا يفيد أن ألأسماء اُمورٌ غائبة عن العالم السماوي وألأرضي ، خارج محيط الكون .
ومن كل ذلك ندرك أن هؤلاء الذين عرضهم الله  على الملائكة ، موجودات عالية محفوظة عند الله  ، محجوبة بحُجُب الغيب ، أنزل الله  كل إسم في العالم بخيرها وبركتها ، وإشتق كل ما في السماوات وألأرض من نورها وبهائها ؟؟؟!!! .
وقد ورد عن الإمام الصادق  أنه قال: (إن الله تبارك و تعالى علم آدم عليه السلام أسماء حجج الله كلها، ثم
عرضهم وهم أرواح على الملائكة فقال: \" انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين \" أنكم
أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم و تقديسكم من آدم: \" قالوا سبحانك لا علم لنا إلا
ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم \" قال الله تبارك وتعالى: \" يا آدم أنبئهم
بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم \" وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره
فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته، ثم غيبهم عن
أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبتهم وقال لهم: \" ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات
والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون \".
ويصدق هذا المعنى الحديث المروي عند الفريقين عن النبي عن جابر بن عبدالله قال : (قلت لرسول الله(صلى الله عليه وآله): أوّل شيء خلق الله تعالى ما هو؟ فقال: نور نبيّك يا جابر، خلقه الله ثمّ خلق منه كلّ خير، ثمّ أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاءالله، ثمّ جعله أقساماً، فخلق العرش من قسم، والكرسيّ من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسيّ من قسم.
وأقام القسم الرابع في مقام الحبّ ما شاء الله، ثمّ جعله أقساماً، فخلق القلم من قسم، واللّوح من قسم، والجنّة من قسم.
وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء الله، ثمّ جعل أجزاء، فخلق الملائكة من جزء، والشمس من جزء، والقمر من جزء.
وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله، ثمّ جعله أجزاء، فخلق العقل من جزء، والعلم والحلم من جزء، والعصمة والتوفيق من جزء.
وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله، ثمّ نظر إليه بعين الهيبة، فرشح ذلك النور وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة، فخلق الله من كلّ قطرة روح نبيّ ورسول ثمّ تنفّست أرواح الأنبياء فخلق من أنفاسها أرواح الأولياء والشُهداء والصالحين.)
 
فللخلقة أسرار ، وهاهم العلماء لا يألون جهداً في البحث عن أسرار الطبيعة وكلما لاح لهم معلوم واحد ، بانت لهم مجاهيل كثيرة ؟؟؟!!! ، وعالم الطبيعة أضيق العوالم وأخسها ، فما ظنك بما وراءه ؟ وهو عالم النور والسعة ؟؟؟!!!.
فهذا هو آدم الملكوت محمد بن عبد الله وهو أول ما خلق الله  وهو نورٌ ومنه خلق كل خير ، فويل لإولئك الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ، يريدون أن يرفعوا أقواما ما كان لها أن ترتفع ، فساووهم برسول الله ؟؟؟!!! ، فقالوا إن أبوي النبي كانوا كفارا ؟؟؟!!!
 
كيف ؟ وأنّا للاناء النجس أن يخرج منه الطُهر المطهر ؟
وأنّا للحنظل أن يعطي عسلا ؟
ولكنها ألأهواء والمذاهب التي ذهبت بهم بعيدا عن جادة الصواب ، إنتصارا للباطل وللشيطان الذي إستولى على قلوبهم ، فأرادوا أن يجعلوا أقزامهم جبالا شامخة ، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) الصف .
 
اللهم صلي على أول خلقك محمد 
وارزقنا شفاعته وإهدناالى سبيله
وعرّفنا حقه ومنزلته إنك أنت السميع العليم 
والحمد لله رب العالمين 
 
 
المصدر:
تفسير الميزان



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64786
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19