• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العيد مع الماما أحلى ! .
                          • الكاتب : فوزي صادق .

العيد مع الماما أحلى !

كل عام وأنتم بخير بحلول عيد الفطر المبارك ، وأجمل حديث بالعيد سيكون عن أعز إنسان . 
" ماما " الكلمة الوحيدة والفريدة التي ينطق بها ويستخدمها كل سكان المعمورة . فهي مرتبطة ومتعلقة بالإنسان و لا تحتاج إلى ترجمة ، فعندما تصرخ بقوة " ماما "  داخل أي سوق مكتظ بالعالم ، سيعرفون في الحال إنك تنادي أمك. 
ماما بإطالة تطبيق الشفتين قليلاً على بعضهما أثناء النطق ، ومصحوبة بزفير خفيف إلى أعلى من داخل جوف القلب ، ينتج عنها تنفيس للضغط الداخلي ، وموسيقى جسدية تتبعها دغدغة في أعلى لاهة الفم يهتز قليلاً معها الرأس ، ونغنغة بالأنف ،ُترسل بواسطة الأعصاب إلى الدماغ فتُترجم ، فتنتج عن العملية إشارات تخبر و تعلن جميع أجهزة الجسم بوجود الراحة والطمأنينة والأمان فتهدأ نفس الإنسان .
الأم عند العرب تعني الفؤاد ، وعند الأسيويون الدفء ، وعند البابليون السعادة  ، وعند الفراعنة الدم ، وعند الأفارقة النوم ، وعند الصينيون الحنان ، وعند الهنود الحمر الأرض ، وعند شوقي مدرسة الإنسانية.
لماذا تحمل الأم طفلها على يدها اليسرى ؟ يبكي الطفل الصغير فتسرع إليه الأم وتحمله وما أن تضمه إلى صدرها حتى يسكت عن ، يقول العلماء:  لأن صوت قلب الأم هو أول صوت سمعه الطفل قبل أن يولد ، فطوال فترة الحمل والطفل داخل الرحم يكون دائماً بالقرب من نبضات قلب الأم ، فالسائل " الأمنيوسي " الذي يحيط به وهو داخل الرحم يحمل إليه بانتظام هذه الدقات ، هنا يجب أن نقف قليلاً أمام هذه الظروف التي يعيش قيها الجنين وهو يسمع بانتظام دقات قلب الأم  ، وعلى هذا فإن ارتباط سماع الصوت القادم من قلب الأم مع الإحساس بالراحة يجعل الطفل في اشتياق دائم لسماع هذا الصوت الذي يذكره بفترة راحة ممتعة قضاها في بطن أمه . لذا عندما تحمل الأم طفلها وتقربه من قلبها فإنها تذكره بالماضي الجميل ، وتعطيه الإحساس بالراحة والدفء والاطمئنان . 
ما أجمله وأروعه من أحساس وأنت مع الماما أيام العيد ، والأكل معها من طبق واحد ، وإذا أردت مشاهدة أجمل مشهد في حياتك ، أنظر لعينيها وهي تأكل ، ستفرح وستبكي معاً ! وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا .
 
فوزي صادق / إعلامي وروائي  @fawzisadeq



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64741
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29