• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : فَتْوى بِحَجْمِ الوَطَن .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

فَتْوى بِحَجْمِ الوَطَن

 عندما يتعرّض الوطن لخطرٍ عظيم وتتهدَّدُهُ التحدّيات الجسام لا ينبغي لاحدٍ ان يوفّر شيئاً للدفاع عنه.
 وتقف المرجعية الدينية العليا في مثل هذه الحالة على رأس كل المتصدين.
 كان ذلك في العام ١٩١٤ وفي العام ١٩٢٠ وفي العام ١٩٤٠ وفي العام ٢٠١٤، عندما تعرّض العراق الجديد لأشرس واخطر عدوٍ عرفه العراقيون بل والعالم واقصد به الارهاب الأعمى باسم الدين.
 انّه مشروعٌ لتدمير كل شيء، ولذلك جاء التحدي شاملاً في كلّ شيء وفي كلّ الأبعاد اعتمد فتوى الجهاد الكفائي التي استوعبت التحدي بكل جوانبه بعد ان كاد الانهيار يبدو على البلاد ليحتلّ الارهابيون مدناً اخرى، إثْرَ الانهيار النفسي الذي اصاب القوات المسلحة جراء الفشل المتكرّر الذي اصيبت به القيادة العسكرية وقتها، وعلى رأسها القائد العام السابق للقوات المسلحة، وزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير الأمن الوطني!، فكانت النتيجة ان تمدّدت الفقاعة واستوطنت في محافظات بالكامل وعلى رأسها نينوى عندما استولى الارهابيون على مدينة الموصل الحدباء.
 ولقد جاءت الاستجابة للفتوى هي الاخرى بحجم الفتوى التي جاءت بحجم الوطن الذي يستوعب الهدف بكل سعته ومدياته.
 ولذلك فليس بمستغربٍ ابداً ان يضحي العراقيون بقادتهم الميدانيبن من ابناء الحشد الشعبي البطل والمجاهد، ففي تاريخ الشعوب تأتي التضحية، عادةً، بحجم الهدف، فاذا كان الهدف هو حماية البلاد والعباد والدين والعِرض والنّاموس والشرف، فكيف لا نتصوّر حجم التضحية الا ان تكون كبيرة وكبيرة جداً؟.
 امّا الذين لازالوا يُصَوِّبون سهامَهم المسمومة، الطائفية والعنصريّة، في صدر الحَشْدِ وظهره، ممن يُسمَّون بالسياسيين، فهولاء ارهابيون حتى اذا لم يحملوا السلاح ويقفوا كتفاً بكتف مع الارهابيين يقاتلون اهلنا في المناطق والمدن المغتصبة، يعتدون على اعراضِهم وشرفهِم ويدمّرون المدنيّة والتاريخ والحضارة وكل شيء.
 دقّق في هويّاتهم، فلن تجد منهم أحداً نبسَ ببنت شَفةٍ معترضاً ومُديناً ورافضاً ومستنكراً لأيّ جريمةٍ من جرائم الارهابيين التي ارتكبوها بحق اهله في المناطق المغتصبة، منذ ان اغتصبَ الارهابيون الموصل الحدباء ولحدِّ هذه اللحظة! فلقد تلفّعوا دوماً بشعار (نارُ الارهابيّين ولا جنّة الصفويّين)!!!.
 لو كان في جباههم قطرة حياء او ذرّة غيرة للبسوا زي الجهاد والقتال والمقاومة وحضروا في جبهات الحرب المقدسة على الارهاب، يقفون في الصفوف الأمامية وخلفهم قوّات الجيش والحشد الشعبي والبيشمرگة، ولكن؛ ماذا عسانا انْ نخاطب مَنْ فقد قطرة الشّرف والغيرة التي يتستّر بها امثالهم هرباً من المسؤولية؟!.
 بماذا يمكن ان نُخاطب من سلّم عِرضهُ وشرفهُ ونساءهُ للارهابيين وجلس هو في هذه العاصمة او تلك منظراً وخطيباً ومهدداً ومتوعداً ومتهماً وطاعناً؟!.
 انّها لغةُ مَنْ لا شرفَ لَهُ، انّها لغةُ من لا غيرَةَ لَهُ، انّها لغةُ مَنْ لا لغةَ لَهُ!.
 لو انّهم كانوا قد حضروا في الصفوف الأماميّة من ساحة الحرب ضد الارهاب دفاعاً عن شرفِهم وعِرضهم وناموسهم لما احتجنا الى ان نُرسلَ شبابنا، وجُلُّهم بعُمرِ الورود يحلمونَ بمستقبلهم كما يحلم ايَّ شابٍّ بمستقبلهِ، وشيوخنا الى ساحات الحرب لتلتهمهم نيرانها! من أَجلِ ماذا؟ أوليسَ من اجلِ حماية عِرض وشرف وناموس هؤلاء وامثالهم؟ ثم يكافئونهم بمثل هذه التهم والافتراءات؟ الا؛
 تـبـاً لكم أيّتها الجـماعة وترحاً، أحينَ استصـرخـتمونا والهين، فأصرخـناكم موجفين، سللتُـم علينا سيفاً لنا في أيمانكم، وحـششتُم عـلينا ناراً اقـتـدحـناها على عدوّنا وعدوّكم، فـأصـبـحتم ألباً لأعدائكم علـى أوليـائكـم، بــغـيرِ عـدلٍ أفـشــوه فيكم، ولا أملَ أصـبـح لكُم فيهم، فهلاّ لَكُمُ الويلات، تركتمونا والسيف مشيم والجأشُ طامٍ والرأي لما يُستصحــف، ولكـن أسـرعـتـم إليـهـا كطـيرة الدبــأ، وتـداعيتم عليها كتهافـتِ الفَراش، ثـمّ نـقـضـتـموها، فـسـحـقاً لكـم يا عـبـيد الامّة، وشـذّاذ الأحزاب، ونبَذَة الكـتـاب، ومـحـرّفـي الكلِم، وعـصـبةَ الإثـم، ونفثـَةَ الشـيطـان، ومطفئي السُّـنن، ويْحـَكم أهؤلاء تـعـضُـدون؟ وعنّا تتخـاذلون؟!! أجـلْ واللّه غـدرٌ فيكـم قـديـم، و شـجـت عـليه اصـولكـم، وتآزرت فـروعكم. فكنـتم أخـبثَ ثمرٍ شــجٍ للنـاظـر، وأكـلةٍ للغـاصـب.
 كما خاطب السبط الشهيد الامام الحسين بن علي عليهما السلام اجدادهم في عاشوراء في كربلاء عام ٦١ للهجرة.
 ويُعيدُ التاريخُ نَفْسَهُ!.
 *ملخص الحديث الذي أدليت به اليوم عبر الهاتف لقناة (الثقلين) الفضائية.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64724
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18