• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : مراكز فرقة العباس القتالية مصانع للشجاعة.. البصرة إنموذجآ .
                          • الكاتب : فؤاد المازني .

مراكز فرقة العباس القتالية مصانع للشجاعة.. البصرة إنموذجآ

لاشك في أن المتابع لمجمل الاحداث التي وقعت على الساحة العراقية تؤكد رؤيته أن الأوضاع في كافة المجالات لم تشهد إستقرارآ واضحآ في هذا البلد منذ الإطاحة بحكم البعث المقبور بل هناك زيادات مضطردة في التدني والهبوط . ويقف في مقدمتها الوضع الأمني الذي بات يعاني منه الجميع وأصبح الدم العراقي شبه مباح أو يباع بأبخس الأثمان .
ونتيجة لتخبط قادة الأحزاب والمتصدين للمشهد السياسي طيلة السنوات الماضية في قيادة البلد نحو بر الأمان والإستقرار رغم كل التوصيات والتوجيهات والتحذيرات وحتى التهديدات التي أطلقتها المرجعيات الدينية لهؤلاء القادة والسياسيين إلا أنهم كانوا في واد ومعزل عن الإنصياع لها والقبول بها والإلتزام بتوجيهاتها مما حدى بالواقع العراقي الوصول الى منزلق خطير جدآ أدت نتائجه الى ولوغ داعش وقوى الشر والظلام في داخل البلد وهيمنتها على جزء من أرضه وثروته وعاثت فيها الفساد وهتك الحرمات وإستباحة الدم لكل من خالفهم ووقف أمامهم .. 
ولما كانت المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف تعتبر على لسان القاصي والداني والعدو والصديق والموالي والمخالف أنها هي صمام الأمان للأمة ، ولتقاعس وفشل المتصدين السياسيين وإنهيار المنظومة الأمنية أصدرت المرجعية العليا فتواها المباركة في الجهاد الكفائي لردع المعتدي الآثم ودحره وإبادته .
من هنا إنطلقت شرارة للحق أبت إلا أن تستقي مشاعلها من فيض أبا الفضل العباس عليه السلام ذلك المغوار الذي إقترن إسمه بالفضل والإباء ورفرفت رايته لنصرة الحق مهما تكالبت عليه قوى الباطل فبزغت شمس فرقة العباس القتالية التي سابقت الزمن والظرف والتحديات وتأخذ زمام المواجهة ضد داعش منذ بدايتها على قلة العدة والعدد . وماهي إلا فترة قصيرة جدآ حتى أصبحت هذه الفرقة من طلائع الحشد الشعبي وقوته الضاربة .
ومرة أخرى عندما نادت المرجعية أبنائها الغيارى من كل شرائح المجتمع بضرورة التدريب على السلاح والمهارات العسكرية ، بادرت فرقة العباس القتالية بسرعة البرق الخاطف الى فتح مراكز للتدريب في عموم المحافظات وكانت البصرة الفيحاء في طليعتها وتزامن ذلك مع بداية شهر رمضان الكريم حيث تهافتت الجموع البصرية من كافة الأعمار للدخول في هذه المراكز لنيل شرف التلبية للمرجعية وشرف المساهمة في التدريب رغم الصيام وحرارة الصيف اللاهب حتى إكتضت مراكز التدريب بأسماء المتطوعين وكأنهم يسجلون في نزهات ترفيهية أو سفرات سياحية شوقآ منهم للتعبير عن الولاء المطلق لمرجعيتهم ورسالة واضحة المعالم للساسة الفاشلين والى الفاسدين والمفسدين والعابثين بأن الوطنية تجسد بالأفعال لا بالأقوال والشعارات والمنابر الإعلامية والفضائيات . وأصبحت ساحات مراكز التدريب تزخر بالمتطوعين يتلقون تدريباتهم على يد أمهر المدربين العسكريين وتتفجر الطاقات الشبابية في اللياقات البدنية والتمكين من إستخدامات الأسلحة القتالية ومسك الأرض والإستطلاع والقوة المباغتة والهجوم والتصدي .
والملفت للنظر أن هذه المراكز التدريبية إحتوت بين جنباتها الأب والإبن الأخ وأخيه الكبير والصغير الطالب والأستاذ الفقير والغني العاطل والكاسب العامل والمدير  المتزوج والأعزب الأمي وحامل شهادة الماجستير… حتى تجاوزت الأعداد الآلاف ولم تستوعبها المراكز في ذات الوقت مما حدى بالقائمين على تلك المراكز توزيع المتطوعين على وجبات متتالية للتدريب . 
حقآ أنها مراكز لشحذ الهمم وتفجير الطاقات والإبداعات القتالية ومصانع للشجاعة والبسالة تستمد العزيمة والإصرار لمقارعة الباطل من صاحب المسمى العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام…



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64714
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19