• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا الارهاب هو الاسهام الوحيد للعرب والمسلمين في الحضارة المعاصرة؟ .
                          • الكاتب : انغير بوبكر .

لماذا الارهاب هو الاسهام الوحيد للعرب والمسلمين في الحضارة المعاصرة؟

 أصبحت الحروب والدماء والفتن و الانفجارات والاغتيالات اختصاصا عربيا اسلاميا في هذا العصر المأزوم  ، الإرهاب الذي يعشعش في ممارسات واذهان العرب والمسلمين ويؤدي يوميا  إلى مقتل الابرياء وسفك انهار من الدماء  في  الكويت وتونس والجزائر وسوريا والعراق والسعودية واليمن والبحرين ولبنان وغيرها من الدول العربية ،وامتدت نيرانه الحقودة لتفسد بأيادي عربية دائما ، فرحة الحضارة الغربية بمكتسباتها الحضارية الكبرى من حرية وتحرر وديموقراطية  اصبحت صناعة عربية اسلامية خالصة قابلة للتصدير في اي وقت الى العوالم الاخرى.   التنظيمات الإرهابية في البلدان العربية  تتنافس لإلحاق الاذى بمواطنيها  وتتسابق نحو تدمير الشجر والحجر فيها ولا تفرق بين صبي ولا امرأة  ولا شيخ ولا طفل ، البلدان العربية  بخلاصة اصبحت مرتعا للتخلف والفساد والارهاب  والقتل على المذهب والهوية ، واصبح من المستحيل فهم  وتصور  بشاعة الجرائم المرتكبة في حق الابرياء من قبل الجماعات الارهابية ، والتي لا يمكن لاي دين ان يبررها او يعفو عن مرتكبيها . فهل يمكن تبرير تفجير مسجد او كنيسة او مصنع  من قبل البرابر الجدد ؟ الا تتحمل ثقافتنا وتفكيرنا واسلامنا المزور او الاسلام المأسور على حد قول المرحوم الصادق نيهوم جزءا كبيرا من المسؤولية ؟ الا يجب تطهير تعليمنا وتخليصه من الخرافة والقتل واحتقار الامم والاديان الاخرى ؟ الا يجب ادخال دراسة الاديان المقارن الى المدارس والمعاهد والكليات  العربية والاسلامية  بشكل مستعجل ؟ الا يجب فصل الدين عن السياسة والفكر والثقافة  والمجتمع وجعله امرا شخصيا فرديا في اطار حرية المعتقد ؟ ، ثمة اسئلة لا يمكن ان نرجئها ونغفلها لمناقشة احتكار الارهاب من طرف العرب والمسلمين في العصر الراهن ، فالبحث عن الحقيقة وتناول الظواهر لا يكون الا باعمال العقل  الذي بدوره لا يرتقي الا بالسؤال  .ففي ارض العرب والمسلمين فقط  يتقاتل الناس سنة 2015 عن قضايا ومشاكل وصراعات سياسية تعود الى عدة قرون الى الوراء ، اي ان الماضي ما يزال يحكم حاضرنا ويوجهه ويحتم مستقبله. فعلى مواقع التواصل الاجتماعي نكتة بليغة  عن حال سيطرة الماضي على الحاضر والمستقبل في البلدان العربية الاسلامية    :في بريطانيا استقبلت قناة بريطانية شخصين من العرب والمسلمين لمناقشة موضوع اسلامي ما ، فتخاصم الضيفان اثناء البرنامج وضرب احدهما الاخر بكاس ماء على وجهه  مما ادى الى اصابته بجروح بليغة في الراس  ، فبادر المجروح الى رفع دعوة قضائية ضد خصمه في احدى محاكم بريطانيا   ولما تقابلا امام قاضي التحقيق سألهما عن السبب في الخصومة المؤدية الى القضية المرفوعة في القضاء ، فرد احدهم بان محاوره سب معاوية بن ابي سفيان  اثناء البرنامج ورفض الاعتذار  اما الرجل الثاني فقال للقاضي بان محاوره هو الذي سبق  بسب الحسين بن علي ولم يحترم موقع آل البيت وحرمتهم ، واحقاقا للحق وللمحاكمة العادلة امر قاضي التحقيق النيابة العامة لاحضار الشهود والاسماء الواردة في محضر الاستماع التمهيدي  اي معاوية والحسين بن علي،  لكن النيابة العامة فشلت في احضار الشهود لانهم بكل بساطة كانوا  يعيشون في قرون غابرة ولا امكانية فعلية للاستماع اليهم ،فكلهم  من الموتى منذ قرون ، آنذاك أمر قاضي التحقيق بناءا على مذكرة النيابة العامة ،عرض العربيان المتخاصمان على أنظار اختصاصي في العلوم النفسية  والعقلية بدل عرضهما على المحكمة لانهما تقاتلا في البرنامج مستندين على شهود موتى منذ قرون و على قضايا تاريخية خلافية عمرها الالاف السنين..  
هذه النكتة الصغيرة ولكن المعبرة تحيلنا الى واقع العرب والمسلمين المحكومين من القبور ومن الموتى .
يقول الدكتور شاكر النابلسي في كتابه المعنون اسئلة الحمقى في السياسة والاسلام السياسي ص 13 :" لو كان لدى العرب  مرآة مجلوة ليروا فيها صورتهم اليوم ، وامتلكوا  الشجاعة الكافية للنظر  في هذه المرآة  لاصابهم  الفزع والفجيعة ، وانتابهم  الهول لقبح   صورة وجههم  في هذه المرآة .انها صورة اننا اصبحنا اكثر الامم ارهابا  وسفكا للدماء  في العالم  في هذا الزمان  من التاريخ ، الذي  توصلت فيه الامم الى حل مشاكلها المختلفة بالحوار واللجوء  الى الديبلوماسية ، وعقد  الندوات  ومخاطبة عقل العالم ورأيه العام ومثقفيه وفكره بدلا من تهديده بسفك دمه اذا لم يستجب  لهذا الطلب او ذاك ، آخدين بالاعتبار ان سائر مطالب الارهابيين  سواء الذين  يرهبون العرب والمسلمين  او الذين يرهبون  الغرب هي مطالب  طفولية سخيفة  لا تمت  الى ارض الواقع بصلة ، ولا يستطيع عاقل في الشرق  او في الغرب ان يأخذ بها  او يقيم لها اعتبار.
انها صورة  اننا اصبحنا امة بلا عقل "
الاحداث الارهابية التي تجتاح المنطقة العربية والاسلامية تسائلنا جميعا وتحتاج منا تغيير الامور بعد تفسيرها ، فالبداية لا بد ان  التعليم والتربية هما المدخل بلية استراتيجية تصحيحية للوضع ، فتعميم التعليم ودمقرطته اي التعليم النوعي والكمي والمتساو بين جميع افراد المجتمع الواحد لا ان يسير التعليم بوتيرتين متوازيتين منفصلتين بين طبقات المجتمع الواحد  كما هو الحال اليوم التعليم يجب ان يكون  في متناول الجميع نساءا ورجالا ، فقراء وميسورين ، فمعدلات الامية الابجدية مخيفة في العالم العربي والاسلامي _وهنا يمكن الاطلاع على تقرير التنمية الانسانية العربية لسنة 2013 لتجد الاعداد الهائلة من الاميين في العالم العربي_  ، واعادة الاعتبار للفسلفة  ووتعميمها كمادة تشجع على النقاش والحوار وتفتح العقل والوجدان على العوالم الاخرى وتمنع التزمت والاستبداد بالرأي  ، عندما همشت انظمتنا الفلسفة وقتلت السياسة سابقا للحيلولة دون تغول وتوغل اليسار في شرايين المجتمع ، انتشر الارهاب والفكر الظلامي ، واصبح يهدد الجميع  ، الفلسفة والفكر العلمي النقدي وتاريخ الاديان المقارن   هم السبيل الامثل لخلق تلميذ وطالب نافع لنفسه ولمجتمعه ، تلميذ مبدع وخلاق   لا يرى في الاخر المختلف عنه عدو يجب التربص به ،  اما فرض ايات واحاديث  القتل والكراهية على المتعلمين واعتبار المسيحيين اهل ذمة  واليهود قردة  واعتبار خالد بن الوليد او عمرو بن العاص قدوة والغنائم والسبايا انتصارات على الكفار ونكاح الايماء فضيلة واغتصاب السبايا والاسيرات رجولة  ،  فلم ينتج هذا الفكر  سوى تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية والحبل على الجرار.
واجدني متفقا مع ما ذهب اليه المفكر التونسي العفيف الاخضر في احدى مقالاته  في جريدة ايلاف بعنوان  الميثاق العقلاني :" وليس مصادفة ان النظريات العلمية ، والافكار التنويرية ، والقيم الانسانية العقلانية والنداءات الى  "السلام الدائم " العابرة للثقافات  كانت نتيجة الاحتكام  الى العقل الكوني ، وصدرت من ذوي العقول السليمة من جميع الامم  والثقافات، والحال ان اشد الحروب  والمجازر فظاعة ، واكثر  المجتمعات انغلاقا واكثر الثقافات عداءا للعقل صنعتها شخصيات فصامية ،سايكوباتية  وبارنوايه  هاذية. من الاسكندر " ذو القرنين " الى بن لادن مرورا بنيرون ،جنكيزخان،نابليون ،هتلر ، ستالين ،بول بوت ، خميني  وصدام وهذا يعني هجوم الجنون في التاريخ  كما اسماه ريمون آرون  خطر داهم  ودائم " .
كيف يمكن اذا مواجهة هذا الخطر الدائم والجنون الدموي المتمركز في المنطقة العربية اذا علمنا ان السعودية لوحدها انفقت 50 بليون دولار لنشر الوهابية في العالم  ؟
الغرب الراسمالي يتحمل مسؤولية تاريخية كبيرة في الوضع الذي وصلنا اليه  وبعيدا عن نظرية المؤامرة والبحث عن الشماعات الخارجية لتحويل وتحوير المسؤوليات، فالغرب سكت عن الاستبداد والظلم والتخلف في بلداننا مقابل مصالحه النفطية والاستراتيجية ، وهذه حقيقة تاريخية مستمرة وبادية للعيان ، الغرب تحالف مع انظمتنا المستبدة والاسلام الراديكالي من اجل محو اليسار هذه حقائق دامغة لا مجال لنظرية المؤامرة فيها، لذلك الغرب وانظمتنا تحصد بعض ما زرعته من الظلم والقمع ونهب الثروات ، لذلك اتفق تماما مع مجمل تحليل الاستاذ عبد الباري عطوان في كتابه القيم الدولة الاسلامية، الجذور  ، التوحش ، المستقبل  وخاصة عندما قال في خاتمة كتابه ص 216 : "لقد حقق التواطؤ  الامريكي-البريطاني  مع الاسلام الراديكالي  في نهاية الامر عكس الهدف  الذي حصل من اجله :فقد ساهم  في تغذية  وتقوية  اكثر ما عرفه   العالم من مظاهر  الاسلام المتشدد _اي تنظيم "الدولة الاسلامية  في العراق والشام "_ وجعل من قيام حكومات علمانية ،ليبرالية او ديموقراطية _التي يقول الغرب انه ينشدها- امرا شبه مستحيل . وكنتيجة لذلك غرقت المنطقة في صراع  عنيف  لا ينتهي على السلطة  وفي دورة لا نهاية لها  من الحروب المذهبية."
ختاما: لن تستطيع الانظمة العربية الخروج من المأزق الحضاري ولن تنعتق الشعوب من الارهاب  الا بعملية جراحية  قيصرية تستعمل فيها الادوات الجراحية التاريخية والنفسية والعلمية يكون هدفها ان  تستأصل  الفساد والاستبداد والامية والتخلف وتنشر اعضاء جديدة قوامها العلم والفلسفة والتاريخ الكوني  وفق منظومة حقوق الانسان. الموضوع طويل ويحتاج الى مقاربات كثيرة لكن هدفنا فقط فتح النقاش الحر واستفزاز واقعنا الراكد.
انغير بوبكر
باحث في العلاقات الدولية
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان
Ounghirboubaker2012@gmail.com
 
Terrorism triumph: attributed by Muslim and Arab to the modern civilization
 
Nearly everyone is talking about wars, bloodshed, explosions and massacres that lead per day to kill of innocents and shed rivers of blood in (Kuwait, Tunisia, Algeria, and Syria…) the world over. Terrorism has seemingly become Arabic forte .but, are Muslims involved?  It has been ostensibly an imperishable pursuit by Muslims so as to spoil the western civilization and its distinctive aspects of liberty, freedom and democracy. Yet, the latter became Arabic manufacturing par excellence that retained much of its readiness to export at any time. 
The terrorist organizations were competing to perpetrate monstrous killing among people and stones as well. They did not differentiate between child or woman or even adult. In a nutshell, the Arabic countries were turned into pasture of backwardness, corruption and terrorism. So, it seemed being unpardonable to justify much injustices under any version or at any circumstance such as killing and devastation that no confessions could prove right anymore.
How could we provide adequate evidence to certify true bombing churches or mosques or even factories by new barbarians?  Did our culture, our sterile thinking and our falsify Islam hold enough responsibilities about those endless massacres? To do so, it is worth time to wash out those leftover items that had dominated our education and our religion as murdering, superstition and misjudging other faiths and nations, too. 
It is a high time to change our curriculum by trying new studies programs which deals with religion belief comparatively.  Isn’t it?
Why did not we separate religion from politics and made it a personal matter? Because, people should feel free to choose what fit their personal intention.
The current era is living proof that there were still so many questions that could not be delayed or bypassed to converse the monopoly of terror by Arab and Muslim. The quest for truth contained within such inherited issues that were dating back for centuries. So why have still they paid allegiance to? Oddly, the past still govern Arab present and addressed their future, too. In this way, for better dealing with the phenomena, it was recommended to find out what is amiss and what needs to be done to get out from this plight with lesser losses.
 It existed an eloquent joke which quickly passed through social network. The latest was able at some extent to depict clearly how the past control over the present and also the future of the Islamic countries. 
A British channel had received two Arabic Muslims to converse an Islamic subject. During the program one of them had hit another with a cup of water causing him a grave injure on his head. The injured man decided to bring suit against his opponent. When, the judge investigated the two interlocutors; every one of them stated that his converser had insulted either Muawiyah or Hussein Ben Ali during the program and had refused to apologize for that. The public prosecutor ordered to bring the two witnesses whose names has been mentioned in the authentic minute. But he failed to bring the two informants because they were simply living in the outmoded centuries and was impossible to listen to them anymore. The public prosecutor ordered a psychological check up to both of two adversaries to gauge their mental capacities rather than submission to the court. 
This expressive humor reflects why Arab and Muslims who make a mountain out of a molehill over graves and dead haven’t gone anywhere in development. Let bygones be bygones, aren’t a high time to do so? 
The terrorist events were rapidly moving over the Arab countries .one may remain astonished to grasp what amiss and what needed to be changed. Isn’t a blow to teaching? Inasmuch, the education is the one of the entrance that must be remedied by trying new corrective strategy and must have been accessible either to men or women, poor or rich.  At any rate that could be served helpful in the short term. Since, the illiteracy rate has pierced its through and that was illustrated by the Arab Human Development Report for the year 2013.that’s why utmost efforts should be done as reconsideration of the philosophy. Since, the latest sponsored and encourage the peaceful dialogue and create an amicable channel of understanding and coexistence. Apathy on the part of the philosophy is undeniably a sign of the devaluation of its importance.
 It is also worth mentioning that what matters most was to bring up useful pupil for themselves and for their communities as well, a creative student who didn’t see others as enemy rather than imposing Ahadith and saying that were full of murder and hatred as considering the Christians Ahle Dema (non-Muslim must be under the protection of Muslim) and taking Khalid Bin Al Waleed or Amer iben al-Aass as role models in confiscating right of others. So the past was returning to take effect again and that could emanate the producing of al-Qaida or the organization of the Islamic state. Without forgetting the west’s double standards that hold greatest responsibilities of what happen; Chief of which is that Arab lives do not matter due its alliance with our authoritarian systems and with radical Islamic. When it has come together to keep silent on tyranny, injustice and underdevelopment in exchanging for oil and strategic interests. Beyond doubt, it was identically an indisputable fact away from the conspiracy theory.  
To sum up, it is a common fact that Arab regimes were gripped by the deadlock civilization and could not get out from it. How could they set free from terrorism?  If they did not perform a deeply surgical ablation that was inextricably bound up with up with historical, psychological and scientific tools so as to fight the abject corruption, the abysmal despotism and backwardness as well. 
 
 
 
 
Translated by: Ali Bounaamt



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64612
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28