• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سياسيوا الصدفة والأقدار! .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

سياسيوا الصدفة والأقدار!

المعروف عن عالم السياسة هو أنه عالم غريب وعجيب دائم التغيير لا توجد فيه أية ثوابت، وفيه من المتناقضات الشيء الكبير والكثير!.
لا مباديء فيه، تحكمه وتديره المصالح فقط لا غير، ووفقا لتلك المصالح يمكن أن يكون صديق الأمس ألد أعداء اليوم، وعدو الأمس يمكن أن يكون رفيق الدرب الجديد!.( لاحظ تغير علاقة أمريكا مع السعودية وأيران خير مثال على ذلك!!)
عالم السياسة الكبير الهائج المائج كأنه بحر مخيف ومرعب لا يدخله ولا يخوض غماره  ألا نوعية من الرجال لهم ميزاتهم الشخصية والفكرية ولديهم قدرات ذهنية وعقلية  لا تجدها عند الآخرين.
وفي عالم السياسة قلة قليلة من رجالاته من ظلوا على مبادئهم وأخلاقياتهم وقد دفعوا حياتهم ثمن تمسكهم بتلك المباديء.
في عراق ما بعد التغيير أصبحت السياسة مهنة الذي لا مهنة له! فكل من هب ودب أصبح سياسيا!، فالسارق والأنتهازي والمنافق والمزور والكذاب والقاتل، أصبح الكثير منهم من رجالات السياسة في العراق، ولهذا يطلق الشعب عليهم بسياسي الصدفة والقدر!!.
ولم نجد من سياسي العراق اليوم وقادة أحزابه من تمسك بمبادئه الفكرية والسياسية والأخلاقية أيام النضال السلبي!، فقد أنقلبوا رأسا على عقب بعد أن صاروا في سدة الحكم!!.
فبريق السلطة ومباهج الحياة أسقطت عنهم كل الأقنعة، وأظهرتهم على حقيقتهم المشوهة أمام الشعب وحتى أمام مريدهم وأتباعهم وشيعهم في كل ما كانوا يدعون له ويوعدون به الشعب!!.
فحبهم للسلطة وشهوتها  أوضح للشعب بأنهم  لم يكونوا أصلا أصحاب رسالة فكرية وأهداف ونضالات وطنية كما كنا نسمع عنهم وكما كانوا يقولون ويصرحون به!، فلا يوجد في قواميسهم السياسية، مفردة الوطن أولا ومصلحة الشعب فوق كل المصالح، فالكل تعمل وفق مبدأ (أنا أولا وأولا أنا!) وليذهب الآخرون الى الجحيم!.
ومن مهازل العملية السياسية في العراق وشخوصها والذين لعبوا فيها ورقصوا (الجوبي!!) على دماء الشعب هنا وغنوا على دماره هناك، بأن أحدهم عندما يفشل ويخسر مكانه سواء في الحكومة أو البرلمان أو يخسر منصب وزاري، سرعان ما يلبس قناع الزهد والشرف والأمانة والنزاهة والوطنية ومحبة الشعب في أية حوار أو لقاء في الفضائيات أو في أية وسيلة أعلامية أخرى! ويبدأ بنقد العملية السياسية والحكومة والبرلمان، وحتى قادة الأحزاب السياسية متهما أياهم بشتى الأتهامات، وهو الذي كان يضع صورته  بجنب صورة رئيس الحزب والكتلة التي ترشحه قبل الأنتخابات!!.
والسؤال لهؤلاء ولغيرهم من السياسيين، لماذا توجهون سهام النقد للحكومة والأحزاب السياسية عندما تكونون خارج الحكومة؟ أو عندما تفشلون بالحصول على مقعد في البرلمان أو عندما يقيلوكم من مناصبكم الوزارية أو أي منصب حكومي آخر؟ ولماذا لم نسمع عنكم أية نقد للحكومة ولكل العملية السياسية عندما تكونون أعضاء في البرلمان، أو عندما تكونون في أي منصي حكومي أو وزاري؟
وأذا كنتم بهذا المستوى الذي تدعون من الشرف والنزاهة والصدق والأمانة والوطنية ومخافة الله، من الذي أجبركم على البقاء في حكومة يعرف الجميع ولم يعد ذلك بخاف على أحد بأنها تتشكل على أساس المحاصصة الطائفية والقومية بعيدا عن أي معايير وطنية أو أية معيار للكفاءة؟
ولأن التاريخ الشخصي والأجتماعي لغالبية السياسيين الذين ظهروا على المسرح السياسي العراقي  هو معروف من قبل الشعب العراقي، وماذا كانوا يعملون في الخارج قبل سقوط النظام السابق!! لذا يحاول الكثير منهم أن يوصل رسالة الى الناس بأنه كان بن خير ودلال!!، وبأنه عندما دخل العملية السياسية دخلها وهو في قمة الثراء!!!.
حتى أن أحدهم قال عن نفسه بأنه كان يمارس (السكيتنك)!! أي( التزلج على الماء) في نهر دجلة منذ صباه!!، وأنه سليل عائلة أمتهنت حرفة (الصياغة) أبا عن جد!!
وآخر يصف نفسه بأنه كان مهندسا ناجحا في دول الخليج! وأن ثروته جمعها بالعمل في  بورصة دبي!!! قبل مجيئه للعراق بعد سقوط النظام السابق، وأنه يعتز بجنسيته العراقية وهي الأولى والأقرب لقلبه وعقله من الجنسية الكندية التي لازال يحتفظ بها!!!.
 والمضحك المبكي في أمر هؤلاء السياسيون هو أنهم يطلقون على أنفسهم وصف (سياسي مستقل) عندما يكون خارج الحكومة أو يطرد من الحزب الذي كان ينتمي أليه!! والأكثر ضحكا هو عندما يختلفون! فيبدأون بتعرية بعضهم البعض!
وفي برنامج (تأشيرة دخول) الذي يعرض من على شاشة فضائية العهد، وبتاريخ 1/7/2015 وبعد أن قال ما قال على الحكومة والأحزاب السياسية من أبشع الكلام وصف ضيف الحلقة والبرنامج  كافة السياسيين بأنهم ( حفاة وفكور!!!!). متناسيا هذا بأنه هو نفسه معروف بالتنقل من هذا الأئتلاف الى ذلك التحالف! وبأنه  عراب الصفقات المهمة، وأنه كان الشخصية الأقرب  لرئيس الحكومة السابق لدهائه وحنكته السياسية!!.
أخيرا نقول: العيب ليس في هؤلاء السياسيين بل العيب في هذا الشعب الساكت الصامت على كل الضيم الذي مر ويمر به و الذي لازال يؤمن بتقديس وتأليه رموزه السياسية، وهو يعلم جيدا بأنهم من كانوا وراء جوعه وفقره ومرضه وتشرده ونزوحه!.( سأل الزعيم الألماني هتلر: من هم أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟ فأجاب: أولائك الذين ساعدوني على أحتلال بلدانهم)!!.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64493
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29