• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قوة بيدق الصبر واتفاق ليلة القدر .
                          • الكاتب : عبد الكريم صالح المحسن .

قوة بيدق الصبر واتفاق ليلة القدر

منذ أكثر من أسبوعين وأنا أتابع مقالات الرأي العالمية والكتاب الأكاديميين وكبار السياسيين على مستوى العالم بشكل مكثف حول موضوع الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الامريكية ومعها الصين وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا بالإضافة الى ألمانيا من جانب والجمهورية الإسلامية الايرانيه من جانب آخر، لم أجد فيما وجدت من تحليلات وأراء سوى أن الشرق الأوسط على أعتاب تغيير كبير بدأت ملامحه تتوضح وأن الاتفاق شاملاَ أي صفقة واحدة وهو أمر ليس بالبسيط خصوصاَ وان المفاوضات استمرت 12 عاماَ ،مفاوضات شاقه أظهرت مدى صبر ودهاء الجانب الإيراني بشكل جلي وهم صناع السجاد اليدوي الحرفة التي تحتاج الى صبر وجلد كبيرين وهم من اوجد لعبة الشطرنج في العالم أي أنهم الأذكياء الصبورين ،وقد اثبتوا خلال هذه المفاوضات أنهم كذلك ،هذه الصفقة أثبتت في البداية أن زعماء العالم وبالرغم من تشرذمهم وانقسامهم حول العديد من القضايا مثل الصراع في أوكرانيا والنزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي إلا انه لازال باستطاعتهم الجلوس على مائدة المفاوضات معاَ لحل مشكله مشتركة. كان دائماَ يخالج تفكيري ماهو البديل عن الاتفاق اذا لم يتم التوصل اليه لم أجد غير الحرب بديلاَ عنه ،أمريكا ومجموعة الخمسة لاتريد الحرب في الشرق الأوسط خصوصاَ و أنها تنسحب منه انسحاباَ تدريجي فهي تبحث عن أماكن أخرى لتكون ساحتها المستقبلية (جنوب شرق آسيا وأفريقيا) فهي ليست بحاجة الى نفط الخليج اكتفت ذاتياَ ،لقد انقلبت معادلات الشرق الأوسط بشكل ضخم وكبير حيث نقلت إيران من دولة مارقة أو دولة فاشلة Failed Stateحسب التوصيف الأمريكي الى دولة إقليمية Regional State لها ثقلها على مستوى الإقليم والعالم ، المفاوضات الإيرانية الامريكية ليست أطول من مفاوضات السلطة الفلسطينية مع كيان الاحتلال والتي انطلقت في العام 1979 وعلقت في العام 2013 دون أي تحقق أي هدف او نتيجة استمرت 24 عاماَ وهي كمن يجري وراء سراب نتيجة الضعف والتهاون العربي الذي فرط ويفرط بحقوقه ومصالحه على الدوام . 
كريستوفر هيلChristopher R.Hill  مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشرق آسيا وسفير أمريكا في العراق وكوريا ومقدونيا وبولندا وهو المفاوض في اتفاقيات دايتون للسلام وكبير المفاوضين مع كوريا الشمالية 2005-2009 وألان  يشغل منصب عميد كلية كوريل للدراسات الدولية في جامعة دنيفر في مقال له تحت عنوان (حان وقت الواقعية في الشرق الأوسطA Time for Middle East Relism) كتبها بتاريخ 28 نيسان/ابريل 2015 يقول فيها: هناك القليل من الأدلة التي قد تشير إلى أن العقوبات نجحت في تحقيق أي شيء لإبطاء برنامج إيران النووي. وعلاوة على ذلك، في الكثير من الحالات، ربما يكون التأثير الأوضح للعقوبات هو إهلاك الطبقة المتوسطة وإضعاف الأقل قوة وليس تحفيز قادة إيران وحملهم على السعي إلى عقد صفقة. والآن، تُفرَض المفاوضات العالية المخاطر مع إيران حول برنامجها النووي فرضاً على تعقيدات القضايا العربية. وقد اتُهِمَت إدارة أوباما بالرغبة الشديدة في إبرام هذا الاتفاق وعدم القدرة عن الابتعاد. ولكن إذا كان هذا الاتهام صحيحا، فإنه لا يرجع إلى رغبة أوباما الشديدة في الوفاء بالتعهد الذي بذله في حملته الانتخابية عام 2008 بالتفاوض مع أعداء أميركا وإيجاد أرضية مشتركة معهم ويرى الكثيرون من الأميركيين أن المواجهة مع إيران صراع ثنائي أشبه بتكرار للمحادثات النووية مع الاتحاد السوفييتي. ومن بعض الجوانب، يعكس إصرار مجلس الشيوخ الأميركي على القيام بدور في الموافقة على الاتفاق النووي شكلاً من أشكال عقلية العودة إلى المستقبل: فإذا كانت اتفاقيات مثل (SALT) و(START) معاهدات ملزمة قانوناً بين دولتين، فلابد أن يكون الاتفاق مع إيران كذلك. ولكن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه مع إيران متعدد الأطراف، إذ يشارك فيه كل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا. ويتلخص جزء من وظيفة أوباما في ضمان تفهم الشعب الأميركي لحقيقة مفادها أن مصير الاتفاق ليس بيد الولايات المتحدة وحدها، وما نطلق عليه وصف أطراف المحادثات ليست الدول الوحيدة التي لديها مصلحة كبيرة في النتائج . والحقيقة الواضحة جداَ أن الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى بناء أطار استراتيجي بديل في المنطقة على هيئة شراكة متجددة مع إيران ،فهي التي رفضت أن تحارب إيران نيابة عن إسرائيل بالتأكيد قد رسمت الإطار الاستراتيجي الذي يخدم مصالحها في المنطقة من جانب ومن جانب آخر أبعاد التوترات وشبح الحروب في الشرق الأوسط وخصوصاَ منطقة الخليج، وهنا أود أن أشير الى أن الحرب الحقيقية هي مع تنظيم القاعدة وداعش وليس إيران فهم مقتنعون أن الانتصار في هذه الحرب لن يتم مالم يكون هناك تعاون مع إيران.
فولكر بيرتيسVolker Perthes  رئيس مجلس الاداره ومدير مؤسسة العلوم السياسية في  المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين في مقال له تحت عنوان (مابعد الصفقةAfter The Iran Deal ) بتاريخ 14 تموز/يوليو 2015م يقول فيها : ومن ناحية أخرى، يساعد الإعفاء من العقوبات، جنباً إلى جنب عودة الشركات الدولية تدريجيا، في دفع عجلة الاقتصاد الإيراني المعتل. والانفتاح المتزايد على أوروبا، وعلى الولايات المتحدة ،إيران وهي القوة الاقتصادية الإقليمية الكبيرة ذات الصوت الذي بات مسموعاَ في العالم سوف تكون قوى إقليمية لايستهان بها على جميع الأصعدة.
اتفاق ليلة القدر كان نجاحاَ دبلوماسيا وسياسياَ ضخماَ على المستوى العالمي لإيران وللمجتمع الدولي فالمفاوضات الشاقة الطويلة والتي هي ربما أطول مفاوضات في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية وأطول مفاوضات شهدها العالم منذ مفاوضات فرساي عقب الحرب العالمية الأولى لم تذهب جهودها إدراج الريح بل حققت نتائج ضخمة وكبيرة على المستوى الإقليمي والعالمي الرئيس الأمريكي اوباما الحاصل على جائزة نوبل للسلام اراد أن يدخل التاريخ كصانع للسلام فقد انتهج نهجاَ تصالحياَ مع كوبا وأنهى الحصار معها وألان يصالح إيران وسيرفع الحصار عنها . 
اذاَ ظريف والفريق الإيراني المفاوض يكسر الطوق والحصار الاقتصادي المفروض على شعبه بعد سنوات مريرة وثقيلة من العزلة والعقوبات والحصار أقسى من سنين عزلة ( غابرييل غارسيا ماركيز )في روايته (مائة عام من العزلة) وأطول من عزلة البابليون بقيادة الملك المعروف نبوخذ نصر لمدينة صور الكنعانية في لبنان ، حيث دام حصاره للمدينة ولهم مدة ثلاثة عشر سنة وبالرغم من أن ايران بقت وحيدة معزولة عن العالم تمكّنت من فرض نفسها كند وخصم عنيد يرغم الغرب على استخدام لغة أخرى غير الصواريخ العابرة للقارات والطائرات الموجهة عن بعد، وكيري يحقق إنجازًا دبلوماسيًا أخيرًا ويبعد شبح السلاح النووي الإيراني عن الغرب المعادلة ربما تبدوا متوازنة لكن مراجعة سريعة للعقوبات التي فرضت على إيران من المجموعة الأممية ومن أمريكا ومن الاتحاد الأوربي (العقوبات الأممية فقد فرض مجلس الأمن الدولي أربع مجموعات من العقوبات ضد إيران في ديسمبر/كانون الأول 2006، ومارس/آذار 2007، ومارس/آذار 2008 ويونيو/حزيران 2010. تغطي المجموعة الأولى المواد النووية الحساسة وتجمد أصول أفراد وشركات إيرانية ذات علاقة بالبرنامج النووي. وتتضمن المجموعة الثانية أسلحة جديدة وعقوبات مالية. وقامت بتوسيع تجميد الأصول لتشمل 28 من الأفراد والشركات الجديدة التي لها صلة بـ/أو تدعم العمل النووي الحساس أو تطوير الصواريخ العابرة للقارات. وزادت المجموعة الثالثة في العام 2008 القيود المالية والقيود على السفر للأفراد والشركات، ووسعت دائرة الحظر الجزئي على الاتجار في مواد لها استخدامات مدنية وعسكرية معا لتغطي جميع المبيعات لمثل هذه التقنيات إلى إيران. ودعا قرار لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 9 يونيو/ حزيران 2010 إلى تدابير ضد بنوك إيرانية جديدة في الخارج إذا اشتبه في أن لديها علاقة بالبرنامج النووي أو برنامج الصواريخ. ووسع قرار مجلس الأمن المذكور حظر مبيعات الأسلحة ضد طهران، وأضاف إلى القائمة السوداء ثلاث شركات تسيطر عليها الخطوط البحرية بجمهورية إيران الإسلامية و15 شركة تتبع لقوات الحرس الثوري الإيراني. ودعا القرار إلى إنشاء نظام للرقابة على الشحنات. اما العقوبات الامريكيه فقد فرضت العقوبات الأميركية الأولى عقب اقتحام الطلاب الإيرانيين سفارة الولايات المتحدة في طهران واحتجازهم دبلوماسيين رهائن عام 1979. ومنعت بموجب هذه العقوبات دخول الصادرات الإيرانية إلى أميركا باستثناء الهدايا الصغيرة ومواد المعلومات والأغذية وبعض أنواع السجاد. وفي 1995 أصدر الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أوامر تنفيذية تمنع الشركات الأميركية من الاستثمار في النفط والغاز الإيرانيين والاتجار مع إيران. وفي العام نفسه أقر الكونغرس قانونا يجعل الحكومة الأميركية تفرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تستثمر في قطاع الطاقة الإيراني بأكثر من 20 مليون دولار في السنة. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2007 فرضت واشنطن عقوبات على ثلاثة بنوك إيرانية وأطلقت عبارة "ناشر أسلحة الدمار الشامل" على الحرس الثوري الإيراني. ومنذ ذلك الوقت أضافت وزارة الخزانة المالية العديد من المصارف الإيرانية الأخرى إلى قائمتها السوداء. وحددت وزارة الخزانة الأميركية نحو 20 شركة بترولية وبترو كيميائية على أنها واقعة تحت سيطرة الحكومة الإيرانية، الأمر الذي يجعلها غير مؤهلة للتعامل مع قطاع الأعمال الأميركي. وفي 24 يونيو/حزيران 2010 أقر الكونغرس الأميركي عقوبات جديدة من طرف واحد بهدف الضغط على قطاعي الطاقة والمصارف الإيرانيين. وفرض قانون يونيو/حزيران عقوبات على الشركات التي تزود إيران بمنتجات بترولية متطورة تبلغ قيمتها أكثر من خمسة ملايين دولار في العام. كما أنه حرم فعليا البنوك الخارجية من الوصول إلى النظام المالي الأميركي إذا قامت هذه البنوك بالتعامل تجاريا مع البنوك الإيرانية أو قوات الحرس وفي مايو/أيار 2011 أعلنت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ضد شركة بي دي في إس أي الفنزويلية البترولية المملوكة للدولة وست شركات بترولية صغيرة أخرى وشركات نقل بحري لتعاملها تجاريا مع إيران منتهكة الحظر الأميركي الأمر الذي أثار غضب حكومة هوغو شافيز. وفي يونيو/حزيران 2011 أعلنت واشنطن عقوبات جديدة ضد قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج للمقاومة وقوات إعمال القانون الإيراني وقائدها إسماعيل أحمدي مقدم. وتم بموجب هذه العقوبات تجميد أي أصول تؤول للمستهدفين وتحظر تعامل كل الأميركيين أفرادا أو شركات من التعامل مع الجهات المذكورة. وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 وصفت واشنطن إيران بأنها "منطقة رئيسية لغسل الأموال"، وهي خطوة كان الهدف منها إقناع البنوك غير الأميركية من التعامل مع إيران. كما قامت الولايات المتحدة بوضع 11 جهة متهمة بمساعدة إيران فيما يتصل ببرنامجها النووي على قائمتها السوداء ووسعت عقوباتها لتستهدف شركات تساعد إيران في صناعتها النفطية والبتروكيميائية. وفي 31 ديسمبر/كانون الأول 2011 أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما قانون تمويل الدفاع الذي يفرض عقوبات على المؤسسات المالية التي تتعامل مع البنك المركزي الإيراني الذي يُعد القناة الرئيسة لعوائد النفط. وبموجب هذا القانون ستستبعد المؤسسات التي تطولها العقوبات من الأسواق المالية الأميركية. وفي 13 يناير/كانون الثاني فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد مؤسسة( ذوهاي زهنرونغ) الصينية للتجارة في الطاقة المملوكة للدولة التي وصفتها واشنطن بأنها أكبر مزوّد لإيران بالمنتجات البترولية. كما حظرت شركتا كو أويل بي تي إي السنغافورية وفال أويل كمباني ليمتد الأماراتية. الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة استخدمت العقوبات التجارية والاقتصادية والمالية وسيلة رئيسة ضد إيران، كما استخدمت مجلس الأمن الدولي في التضييق والضغط على طهران" اما عقوبات الاتحاد الأوروبي فهي بدأت في 12 أغسطس/آب 2010 شدد الاتحاد الأوروبي عقوباته على طهران، إذ قرر حظر إقامة أعمال مشتركة مع شركات إيرانية تعمل في مجال صناعتي النفط والغاز الطبيعي وأي فرع أو منشأة تقع تحت إدارة هذه الشركات. وتمنع جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي تقديم التأمين وإعادة التأمين لحكومة إيران. وتُحظر واردات وصادرات الأسلحة والمعدات التي يمكن أن تسهم في تخصيب اليورانيوم أو يمكن أن يكون لها "استخدام مزدوج". وتمنع العقوبات بيع أو توريد أو نقل معدات الطاقة والتكنولوجيا المستخدمة من قبل إيران لتكرير الغاز الطبيعي وتسيله، والتنقيب عنه وإنتاجه. ويتوقع الاتحاد الأوروبي أن يزداد تأثير العقوبات بمرور الزمن نظرا إلى أن قطع الغيار الموجودة سيصيبها الإهلاك ولن تعوض. وفي مايو/أيار 2011 وسّع وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتحاد بشكل كبير العقوبات وأضافوا مائة جهة جديدة إلى قائمة تشمل شركات وأفرادا، بما فيها جهات تملكها وتديرها الخطوط البحرية للجمهورية الإسلامية. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2011 فرض الاتحاد عقوبات على 29 شخصا في توسيع جديد للقائمة مستهدفا أفرادا ذوي صلة بانتهاكات حقوق الإنسان ليصل العدد الإجمالي إلى 61 شخصا. وفي الأول من ديسمبر/كانون الأول 2011 أضاف الاتحاد الأوروبي 180 فردا وجهة من إيران إلى قائمة عقوبات سوداء تفرض تجميدا على الأصول وكذلك حظرا على سفر من لهم صلة بالبرنامج النووي. وفي 23 يناير/كانون الثاني 2012 فرض الاتحاد حظرا فوريا على جميع العقود الجديدة لاستيراد وشراء ونقل البترول الإيراني الخام ومنتجات البترول مع سماح للدول الأعضاء التي لديها عقود سارية لشراء البترول ومنتجات البترول إلى الأول من يوليو/تموز المقبل. كما ان الاتحاد وافق أيضا على تجميد أصول البنك المركزي الإيراني وحظر الاتجار في الذهب والمعادن النفيسة الأخرى مع البنك والمؤسسات الحكومية الإيرانية الأخرى)، بعد هذه المراجعة نلاحظ كم هو هول كبير تلك العقوبات لكن المحير كيف استطاعت إيران بعد كل هذا أن تحافظ على ثباتها وتقدمها المعرفي والعلمي وإدامة عجلة الاستمرار والتقدم، فعلا وبحق انه انتصار حقيقي للدبلوماسية الإيرانية العملاقة فالأقوياء والمنتصرين وحدهم من يكتب التاريخ أما الضعفاء والمتخاذلين سالكي سياسة (عض الأصابع) فهؤلاء مكانهم معروف وحتى الآن لم يفهموا الدرس لازالوا يتغطرسون ويكابرون أضاعوا مليارات من اجل كسب رضى الغرب بشتى الطرق حتى الانقلاب على أبناء عمومتهم وأبناء دينهم وجلدتهم من اجل إرضاء الأجنبي، فهذه الأنظمة العربية لاتستطيع حماية نفسها والدفاع عن مصالحها فكيف يمكن للرئيس أوباما أن يخوض حربا بالنيابة عن تلك الأنظمة الدينصورية التي فشلت في كل شي ولم تنجح إلا في قتل وترويع أبناء جلدتهم ،فالحكمة تقول أن عليهم أن يمدوا يد التعاون مع إيران وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما وتشكيل تكامل كقوة إقليمية في المنطقة قبل فوات الأوان، لكن لا اعتقد أنهم قادرون فلن يتمكنوا من التخلي عن الآنا والذات الشخصية والتكابر الفارغ ، وهنا سأذكر قصة قصيرة وجدت من المناسب أن أقصها عليكم ففي أواخر القرن التاسع عشر وحين كان رجل أوربا المريض(الإمبراطورية العثمانية) يعيش أخر أيامه كتب دبلوماسي تركي في أوربا الى وزارة الخارجية في اسطنبول )أن الأمم الاوربيه تستعد لوليمة كبرى ومالم نتحرك نحن سريعاَ،لنكون على لائحة الضيوف سنصبح على لائحة الطعام.)، الم يحين الوقت لتفهم هذه الأنظمة أن العالم متغير وقد تغير فعلاَ، الم يفهموا آن الغرب قد تخلى عنهم مع أول امتحان وعليهم أن يعتمدوا على أنفسهم ويفتحوا صفحة واسعة من التعاون مع إيران من اجل السلام ومن اجل بلدانهم وتقدمها هناك الكثير من المشتركات مع إيران لابد للعرب أن يستغلوها من اجل تشكيل قوة إقليمية كبيرة  ولتترك هذا الهذيان الطائفي الذي لايغني ولا يسمن فالكل يعرف أن تذرع السعودية بأنّ هدفها من (عاصفة الحزم) وغيرها هو منع التمدّد الفارسي الشيعي،  هذا ليس صحيحاً، فقد تحالفت مع الشاه الإيراني السابق محمد رضا بهلوي وكان أوثق حلفائها، كذلك تحالفت مع الإمام يحيى الشيعي ضدّ عبدالله السلال السني في حرب اليمن في الستينات ،الهدف واضح جداَ أنها تريد أن تكون زعيماَ إقليميا في المنطقة وتحت أي مسمى لكن اعتقد أن هذا صعب المنال في ظل هذه الظروف ألا في حاله واحدة هو التعاون من بقية اللاعبين في المنطقة وعلى رأسهم إيران لتشكيل كيان إقليمي ضخم وكبير يزيل كل التوترات وينهي حالة الاحتدام والتوتر في منطقتنا بعيداَ عن كل المؤثرات الخارجية فلابد من أن تنظر لمصالحها قبل مصالح القوى الخارجية أتمنى أن يستمعوا الى صوت العقل ويعوا أين وصلوا .       
الرئيس الأمريكي في مقابلة مع مجلة (بلومبيرغ نيوز) تأكيد هذا التغيير بقوله :على شركاء الولايات المتحدة من السنّة (وهم الحلفاء التقليديين) في منطقة الشرق الأوسط قبول التغيير المقبل في علاقة الولايات المتحدة مع إيران، ما دأبت على قوله لشركائنا في المنطقة هو انه علينا أن نتجاوب، وان نتكيف، مع التغيير وأضاف (التغيير مخيف دائما). بالتأكيد أن التغيير لا يخيف الولايات المتحدة وإنما الدول الكلاسيكية ذات التفكير النمطي الواحد، والتي تنظر الى الأمر كما عبر عنه أوباما "لطالما كان هناك راحة بال أن الولايات المتحدة مرتاحة للوضع القائم وللاصطفافات الموجودة، وأنها على عداء عنيد مع إيران"، لكن ليس بعد اليوم، فالتغيير أصبح حتمياً بالنسبة للولايات المتحدة. وهنا استحضر قول توماس جيفرسون أحد الإباء المؤسسين للولايات المتحدة "أتمنى أن نزداد حكمة كلما عظمت قوتنا، وذلك لنعلم أننا كلما استخدمنا القوة بصورة أقل أصبحنا أعظم".
إسرائيل التي تعيش الآن مرارة الاتفاق والرعب الكبير الذي بات واضحاَ على رئيس الوزراء الاسرائلي نتنياهو وهو يعيش اكبر حالات الهستيرية حين ألقى كلمته أنها بحق كلمة المهزوم الذليل والسبب واضح جدا لان كيان الاحتلال كيان واهن وغير أصيل (إن اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) الكاتب الإسرائيلي( بوعز بسموت) يقول (كان يكفي رؤية الوجه الضاحك لوزير الخارجية الإيراني ظريف على شرفة الفندق الذي تجري فيه المحادثات في فيينا من أجل معرفة من الذي انتصر هناك). لم يوفر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطابه أمس، التعابير التقليدية التي ينعت بها الاتفاق النووي الإيراني، فقد وصفه بـ (لاتفاق السيئ)، و(الخطأ التاريخي)، و(مقامرة على المصير الجماعي للعالم)، و(مس بأمن إسرائيل). لكن في ميزان الربح والخسارة لا يمكن لكيان الاحتلال أن يخرج صفر اليدين كل هذا من اجل أن يطلب تعويض استرضاء من أمريكا التي تعرف من أين تأتي له بها طبيعي من خزائن النيام – نومه أهل الكهف – الذين لا ادري متى يستفيقوا. خسر نتنياهو معركته الشخصية مع الإدارة الأمريكية، وخاصة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فبعد محاولات كثيرة للتأثير على الإدارة الأمريكية فيما يخص الملف النووي الإيراني، خرج نتنياهو صفر اليدين من صراع "الأنا" مع أوباما، وعمّق أزمة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية مجاناً، كما قال المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل: إن "أوباما سينتظر نتنياهو بالبيت الأبيض مع دفتر شيكات ورزمة تعويضات أمنية كريمة؛ ثمناً للاتفاق مع إيران". كما يرى مراقبون أن نتنياهو سوف يستغل شباك الفرص المفتوح ليطالب بصفقات استثنائية لضمان تفوقها الكمي والنوعي على الجيوش العربية بالمنطقة، خاصة على دول الخليج، وهو ما أصبح يطالب به الاحتلال بعد قمة كامب ديفيد الأخيرة، والآن سنحت الفرصة لتنفيذه. تعرض نتنياهو لحملة من السخرية من الداخل الإسرائيلي وددت أن اختم بها مقالي هذا، فبحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق، (عاموس يدلين)، فقد وصف الموقف الإسرائيلي من الاتفاق بأنه "هستيريا مبالغ فيها"، وأن الحكومة الإسرائيلية أصيبت "بنوبات ذعر" ليس لها داع، على الرغم من أن الاتفاق سيئ.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64451
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28