• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الممرضة التي رفضتني .
                          • الكاتب : حامد سيد رمضان .

الممرضة التي رفضتني

تخرجت من جامعة البصره عام 1972 و تعينت معيدا في الجامعه ولم تكن لي رغبه او هوى للسياسه ابدا و حاولوا في ذلك الزمن كسبي لحزب البعثي فقلت لهم والله لارغبة لي في السياسه ..ورفضوا اعطائي بعثه للدراسه خارج العراق و كان والدي سيد رمضان رجل دين معروفا في البصره ميسور الحال فبعثني على حسابه الخاص الى لندن لدرس الماجستير والدكتوراه . ومضت الايام و تخرجت بدرجة دكتوراه فرجعت لخدمة بلدي العراق. طلبت تعييني في جامعة البصره فعينوني في كلية الحزب لسوء حظي وهي كلية التربيه لتدريس موضوع الكيمياء الطبيه. هنالك تعرفت على استاذ كان معي بنفس الغرفه و كنا نتناقش حول ثورة الامام الخميني و كيف انه غير وجه المنطقه بثورته الرائعه. هذا الاستاذ اسمه سيد حامد سيد خلف احمد و هو الان مدير مكتب السيد رئيس الوزراء نوري المالكي اي انه حي و شاهد على كلامي لمن يشكك به. في احد الايام اختفى سيد حامد احمد من الجامعه كليا و تهامس الناس انهم قبضوا عليه لأنتمائه لحزب الدعوة. وبعد حوالي شهر جاء رجل مخابرات للكليه و طلبني و دهشت فانا لست منتميا لاي حزب او جهة معينه.قابلته فقال لي بالحرف الواحد ( انت مطلوب للشهادة في محكمة الثورة ببغداد عن المتهم حامد احمد) فقلت له (حاضر) و ذهبت للشهاده في ابي غريب في محكمة الموت. ادخلوني الى قاعة المحكمه و هناك رأيت صديقي في قفص الاتهام مدمرا من كثرة التعذيب فتألمت الم الثكلى لفقد وحيدها , وسألني الحاكم بعجرفة البعثيين ( تعرف هذا المجرم) فاجبت (نعم زميل لي من اساتذة الجامعه) فقال لي ( هو متهم بالتخابر مع ايران مارأيك) قلت ( حسب ما اعرف ان هذا الرجل ينتقد نظام الملالي في ايران)..فغضب الحاكم و قال ( شينتقد خوش نظام بايران ميحتاج نقد) فقلت ( والله انا سامعه يقول هؤلاء الملالي مجرمون وان حمامامات الدم في ايران زادت عن حدها و علينا ان نجاهد لوقفها). تعجب القاضي و قال لي (انت اقسمت بكتاب الله فهل تقسم مرة اخرى انه قال هذا الكلام) فقلت نعم واقسمت. تركوني لاذهب وارجع للبصره وبعد اسبوعين رجع سيد حامد احمد لعله في الجامعه و زادت صداقتنا وامتنانه لي و اتمنى له كل الخير في منصبه وان يزيده.
بعد ذلك حاولوا كسبي للحزب فرفضت و نقلوني للقسم الطبي في معهد البصره الفني و هنالك تعذبت كثيرا من محاربتهم لي فاتجهت للبحث العلمي لاتخلص منهم و نشرت عدة بحوثا علميه منها بحوث في ايجاد علاج للسرطان بالطرق البيولوجيه او استعمال نبات عين البزون الموجود بكثرة في البصره لأستخلاص مادة الفنكرستين و الفينا بلاستين من النبات لعلاج السرطان كذلك نشرت بحوثا في ايجاد بدائل عن حقن الانسولين لعلاج مرض البول السكري diabetes mellitus وو جدت ان مادة الفانيديوم تعمل نفس عمل الانسولين ويمكن عملها اقراصا بدلا من الم حقن الانسولين ذو الجزيئات الكبيره التي تؤلم المريض كثيرا. ونشرت اكثر من اربعين بحثا اصيلا في بريطانيا وامريكا.
زاد البعثيون ولابسي الزيتوني اللون الذي بدأت اكرهه كرهي لأبليس في ايذائي و نقلوني الى جامعة الانبار الوليده و هنالك عينوني في كلية التربيه للبنات و زاد عذابي و كانوا يسخرون مني لكوني رافضي كما سمعت من الكثيرين. و بعد خدمه تزيد عن العشرين سنه تناطحت مع العميد لكونه فصل بنات من الجنوب لكونهن لطمن في القسم الداخلي ايام عشره عاشور وقلت له انا لست متدينا لكن هذا هو تراثنا ان نلطم في العشرة ايام هذه والا ماهو تراثنا؟؟. طردوني من الجامعه و قدمت استقالتي و رفضوا اعطائي تقاعدا لكوني اساعد على نشر الخرافات كاللطم واسميها تراثا. ذهبت للامارات العربيه المتحده و شغلني حاكمها الشيخ محمد ال مكتوم باحثا في العلوم الطبيه ووضع حولي حراسه ضابطين الاول اسمه سليمان ( ابو احمد) والثاني اسمه عبيد ومن يشك بكلامي هذا ممكن اعطيه ارقام موبايلات هؤلاء الضباط لكنني طبعا لا استطيع اعطاء رقم موبايل الشيخ محمد. المهم انجزت لهم العديد من البحوث لفائدة مرضاهم حيث يعاني حوالي نصف الشعب من مرض البول السكري..الى ان جاء يوما و تحرر العراق فشكرت الشيخ عام 2006 و قلت له سمو الشيخ انا مشتاق لاهلي و للبصره الحبيبه فاذن لي بالسفر وحين وصلت ذهبت لوزير التعليم العالي الدكتور الفاضل سامي المظفر وهو استاذي في جامعة البصره و قال لي لماذا لاترجع لخدمة بلدك فقلت له لامانع لدي فقال لي اي كلية طب تريد فقلت له الكليه الطبيه التكنولوجيه فاعطاني كتاب لعميدة الكليه وهي ممرضه في ذلك الوقت واتصور اسمها ناديه ( وهي الان ملحقه ثقافيه في سفارة العراق باليمن). ذهبت لها واعطيتها كتاب الوزير فقالت لي غير محتاجين. تألمت كثيرا و نشرت قصتي في احدى الجرائد الشيعيه المشهوره في ذاك الوقت و تعاطف معي الكثيرون. قررت العودة الى لندن و اتصلت تلفونيا باستاذ اعرفه في كلية طب لندن فرحب بي و مرة اخرى احمل حقيبتي ككل عراقي واهاجر بلا عودة . وعرفت ان السيد وزير التعليم العالي دكتور سامي المظفر الرجل العالم اتصل باهلي تلفونيا قائلا لهم ليرجع لي لكن العوده اصبجت مستحيله لارتباطي بعقد مع جامعة لندن و كل منا يملك اختيار مواقفه و لكن من منا يملك اختيار مقاديره؟ 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64149
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19