• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأمام علي وعصرنا الحالي .
                          • الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي .

الأمام علي وعصرنا الحالي

يتساءل البعض, لماذا كل عام نستذكر علي بن أبي طالب (ع), والرجل استشهد قبل ألف وأربعمائة سنة؟ لماذا نبحث في شخصيته, بل نتوسع في الاستذكار, فنقرا شخصيات أعدائه,  كمعاوية, ومواقفه السلبية من الأمام علي, والماسي التي سببها معاوية للأمة, فلماذا لا نتخلى عن الموضوع؟ خصوصا أن حاضرنا مشحون بالأمور, التي تستوجب أن نلتفت لها, ونترك النظر في الماضي؟ 
هذا الكلام يدفعنا إلى مجاراة السائلين, فنقول فما فائدة استذكار الرسول الخاتم (ص), وهو مر عليه نفس الفترة الزمنية, أو لماذا القران ينزل آيات تتحدث عن الماضين, كقصص الأنبياء, والإحداث التاريخية الماضية, بل ما أهمية أبي لهب لعصرنا الحالي والقران يذكره؟
الجواب: أننا لسنا نبحث عن شخوص ماتت وانتهت, بل نبحث عن رموز للحق والباطل, فشخصيات الحق تضيء لنا دربنا في الحاضر, شخصيات تمثل منهج وسلوك نستفيد منه في حاضرنا, حيث نستلهم منها خريطة للسير المستقبلي, وشخوص الباطل نحاول أن نفهمها, لكي نأخذ الموعظة, ولا نكون بنفس مصيرها الأسود.
الليلة نستذكر منهج الحق, والذي يمثله الأمام علي, حيث حكم لكي ينشر العدل, ولم يسعى للخلافة بل الخلافة أتت له, فكانت سنوات حكمه, تجربة فريدة في التاريخ الإنساني, لنشر العدل وتثبيت المبادئ الإنسانية, ومن جهة أخرى نستذكر منهج معاوية الدموي, وسعيه للتسلط على الناس بالقوة, ونحاول إن نفهم العوامل التي نفخت في شخصية معاوية, لتصعد به إلى مكان المثال الأكمل, لفئة كبيرة وغير واعية من الأمة.
علي موقفه المبدئي أوصله للشهادة, فكان رافضا لأي مساومة على حساب الحق, وكان يرفض المكر والخداع والمهادنة , كأسلوب للسياسة, وطالبه الكثيرون إن ينتهج منهج معاوية, في السياسة, لأنه الانجح, لكنه رفض والتزم منهجه, منهج الساعي لنشر العدل والمساواة, والتوزيع العادل للثروة, وحفظ الحقوق, وهذا المنهج يرفع وعي الأمة, ويرتقي بها, وهو يشابه في عصرنا الأنظمة الراقية, التي ارتفعت بالإنسان.
أما منهج معاوية, المنهج الاستبدادي, باستخدام وسائل القمع والترهيب, أو الترغيب أحيانا, والساعي لتجهيل الأمة, وإغراقها في دوامة الخوف والقلق, مع حصر الملك بالسلطة الحاكمة, وتغييب الأمة عن حقها, هذا الأسلوب يشابه في عصرنا الأنظمة الاستبدادية, والتي سحقت الإنسان, ودمرت الحاضر, والتي نراها تنفخ بالون معاوية, وترفعه إلى مكان القداسة, لأنه مثالهم المفضل. 
وختام المقالة بكلمات للأمام علي, فقال : (( حين سكت أهل الحق عن الباطل, توهم أهل الباطل أنهم على حق).



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64115
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19