• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دوحة علياء ونحيب الشموع! .
                          • الكاتب : امل الياسري .

دوحة علياء ونحيب الشموع!

وليد الكعبة، موسوم بالصباحة والرجاحة، والسماحة والفصاحة، حبل الشرف الأرفع، والنسب الأروع، أبو الأئمة، وحصن الأمة، طيب السجايا، بديع الحكايا، نزيه النوايا، لا يهاب المنايا، صبر عند البلاء، وشكر عند الرخاء، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل على الأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إنه صاحب يوم الغدير، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب الدين. 
قائد وإمام، وولي وخليفة، ووصي، دوحة علياء، من أصلاب شماء، غمر التأريخ بأريجه العبق الفريد، بأجمل ما يكون من مآثر، ومناقب، ومكارم، وحلقت الكتب والدواوين، بأنفس المقطوعات، والقصائد، والدرر، تتجمع حوله الشموع، لتذيب مرارتها وسط يديه الكريمتين، باب مدينة العلم، تأنس النفوس بقربه، واليتامى والثكالى بدفئه، إنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ينبوع غزير المعاني، منهل للبيان، كتب لأزمنة متلاحقة، نهج الإنسان التقي، عندما يعيش في أجواء الحرية العنقاء، فلا يخاف في الحق لومة لائم، طريق عقائدي، أصله ثابت في السماء، وثمره في الأرض، فأبو تراب رجل تكمن الأمة معه في أمان، والعدالة تسعى وراءه، لتستعطي عدلاً من فيض علمه وحكمته، فما معضلة إلا ولها أبو الحسن.
وطن تهوي اليه أفئدة المؤمنين، فتجتمع تحت خيمته كل الطوائف والأديان، عبر الكلمة الصادقة، القادرة على صنع التغيير، إنه منبع من قعر الحياة يمنحنا الأمل، وقوة الإرادة في النهوض، بأمة محمد (عليه الصلاة وعلى أله السلام)، التي عانت الضياع بسبب الضباع، التي ما تركت ثقباً إلا ولوثته، بيد أن الماحق لهم، هو أبو السبطين المرتضى.
إمام همام، حمل على عاتقه مشروع المساكين والمظلومين، حتى تحقق له النصر، في محراب الشهادة، يوم قررت الأمة قتلهن على يد أشقى والاخرين، المرادي عليه اللعنة، وتوقعوا أن الحرية والعدالة، قد ذهبت مع علي عليه السلام، على أن أصحابه رفعوا مشاعل الحق العلوي، في سيل عارم من الإنتصارات، التي سجلت بدماء أركان الهدى، والعروة الوثقى. 
لقد سألت الشموع الصغيرة، سبطيها الحسن والحسين (عليهما السلام))، قائلة: ماذا نحضر لأبينا، حتى يشفى والدنا؟ فلا جواب، وشاعت غيوم سوداء، وأضطربت السماء والأرض وما عليها، وتزاحمت الإوز على باب الدار، موجهة نداءها الى أيتامه، إرجعوا فقد أختار نقيب النجوم المضيئة، علي (عليه السلام) لقاء العلي الأعلى، في أيام القدر العظيمة، هاتفاً: فزت ورب الكعبة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=64066
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29