• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هستيريا غزوة حلب...والمعركة المصيرية لأدوات العدوان على سورية ؟! .
                          • الكاتب : هشام الهبيشان .

هستيريا غزوة حلب...والمعركة المصيرية لأدوات العدوان على سورية ؟!

لا يمكن لأي متابع  أن ينكر حجم الأهمية الاستراتيجية لمحافظة حلب عسكريآ المتموضعة بموقعها الاستراتيجي بشمال سورية فهي تشكل أهمية استراتيجية بخريطة العمليات العسكرية السورية، وتحتل أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق وسط سورية وشرق وشمال وشمال غرب وشمال شرق سورية، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية التركية شمالآ من جهة ريفها الشمالي والشمالي الشرقي تحديدآ، وصولاً للمناطق المرتبطة بالجانب الحدودي التركي من جهة محافظة ادلب شمال غرب سورية إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بوسط وشمال سورية ، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة حلب بخريطة المعارك بالشمال والشمال الغربي والشمال الشرقي حتى شرق ووسط سورية بشكل عام .
 
 
 
هذه المحافظة الأستراتيجية تسيطر الجماعات الراديكالية على اجزاء منها  تقدر بـ 43%وخصوصآ بعض مناطق أريافها وخصوصآ الشمالية منها وببعض مناطق المدينة وأحيائها وخصوصآ الشرقية منها ،وهنا لايخفى حجم الدعم التركي والسعودي والامريكي لهذه المجاميع المسلحة الراديكالية بعموم مناطق هذه المحافظة ،الدولة السورية بدورها تحافظ على مساحة تزيد على 38% من عموم مناطق المحافظة،وتسعى بشكل مستمر لأستراد المناطق الخاضعة لسيطرة المجاميع المسلحة بعموم مناطق المحافظة،والمساحات الباقية من المحافظة تتوزع خرائط السيطرة عليها بين الاكراد وجماعات وميلشيات مسلحة هدفها حماية مناطقها فقط .
 
 
 
 
 مدينة حلب بدورها مازالت وبمساحات واسعة منها تحت سيطرة الدولة وخصوصآ بمناطق واحياء مدينة حلب الشرقية والشمالية الغربية والجنوبية إلى حد ما ، هذه المدينة بالفترة الأخيرة تعرضت لمجموعة غزوات من قبل هذه المجاميع الراديكالية وداعميها بهدف أسقاط المدينة أستكمالآ لمخطط أسقاط الشمال السوري كأمتداد لما جرى بمحافظة أدلب مؤخرآ،ولكن معظم هذه المحاولات فشلت وأسقطت بمقابل صمود الجيش العربي السوري مدعومآ بأهالي مدينة حلب أمام هذه الغزوات المتلاحقة مما أدى لفشل معظمها ان لم تكن جميعها ،مؤخرآ  أعلنت ثلاثة عشر ميليشيا راديكالية متواجدة في محافظة  حلب، عن تشكيل غرفة عمليات "أنصار الشريعة"، والهادفة كما تتدعي إلى توحيد جهود كافة الفصائل من أجل أسقاط مدينة حلب، وريفها بالكامل، من تحت سيطرة الدولة السورية والجيش العربي السوري .
 
 
 
 
العملية بالطبع أعلنت عن نفسها فور أنطلاقها ، آلاف المسلحين الراديكاليين مدججون بعشرات الأطنان من الأسلحة الفتاكة كانوا هم النواة الرئيسية المحضرة لـ«غزوة مدينة  حلب» وما يتبعها، وبدورها الأجهزة الاستخباراتية وعلى رأسها الاستخبارات التركية – السعودية ، جهزت الأرضية والدعم العسكري لهذه المجاميع الراديكالية لتتحرك بهذا الدعم العسكري والتسليحي واللوجستي بهدف إسقاط  الاحياء الشرقية من المدينة كهدف رئيسي واساسي، استكمالاً لمخطط إسقاط المنطقة الشمالية بعد سلسلة الأنتكاسات التي تعرض لها الجيش العربي السوري بمدينة ادلب وبمناطق محددة بريفها وخصوصآ ببلدة جسر الشغور الأستراتيجية بالفترة الأخيرة، القيادة العسكرية السورية أيضاً استشعرت خطورة ما هو آت ويستهدف محافظة حلب كجزء من مشروع أكبر يستهدف المنطقة الشمالية ككل، والتي تعول عليها  أنقرة والرياض كهدف أول يتيح لهم الوصول إلى مسار عسكري يضمن على الأقل تعديل مسار التوازنات العسكرية على الأرض السورية.
 
 
 
القيادة العسكرية السورية حضّرت بدورها لهذه المعركة الكبرى بمدينة حلب واحيائها الشرقية تحديدآ منذ زمن ، وتعاملت بحرفية وحنكة مع معظم الغزوات السابقة التي تم صدها واسقاطها بالتضحيات الجسام ،معركة مدينة حلب هي معركة  «مصيرية» بكل معنى الكلمة، نظراً إلى المكانة الأستراتيجية للمدينة وللمحافظة بشكل عام بخارطة العمليات العسكرية ، وقد نجح الجيش العربي السوري بوقت سابق بأسقاط أهداف "غرفة عمليات فتح حلب "والتي تم تشكيلها من قبل ستة وثلاثين ميليشيا راديكالية مسلحة ، تتقدمهم "أحرار الشام"، و "الجبهة الشامية"،ولم تنجح هذه الجماعات المدعومة من أنقرة والرياض بتحقيق أي انجاز على الأرض ،والسبب بذلك يعود إلى الحرفية والحنكة التي تعامل بها الجيش العربي السوري مع موجات الغزوة التي قادتها هذه المجاميع المسلحة بوقت سابق . 
 
 
 
ومع فشل "غرفة عمليات فتح حلب "عن تحقيق أي أنتصار فعلي على ارض الواقع ،ضغطت أنقرة والرياض بأتجاه تشكيل قوة أكبر واكثر تسليحآ لقيادة عمليات محافظة حلب كبديل عن "غرفة عمليات فتح حلب "،وهذا ما انتج غرفة عمليات"أنصار الشريعة"،والتي تقودها مجموعة من الأنغماسيين الشيشان والافغان التابعين لجبهة النصرة والمزودين بالالاف من الصواريخ وكميات كبيرة من العتاد ،كافية لمعركة قد تستمر لبضعة أيام على الاقل ،وقد بدأت العملية بأستهدف مبنى البحوث العلمية المتموضع بمنطقة حلب الجديدة والذي يعتبر نقطة مركزية من النقاط والمواقع العسكرية التابعة للجيش العربي السوري وقد أستهدف الموقع بالمئات من القذائف الصاروخية ومدافع جهنم ومجموعة كبيرة من العمليات الانغماسية،مما ساهم بتراجع الوحدة العسكرية المتواجدة بالموقع"تراجع تكتيكي وليس أنسحاب لأعادة قرأة طبيعة المعركة والتكيف معها وأستيعاب الضربة الأولى لها "،وهذا ما أثمر عن عملية عكسية فجر السبت نجح من خلالها الجيش العربي السوري بأستعادة بعض المناطق المحدودة التي خسرها يوم الجمعة والعملية مستمرة بمحيط البحوث العلمية  ،مع العلم ان الغزوة مازالت مستمرة وبنفس زخمها الناري والقتالي والمستمرة منذ 48ساعة تقريبآ ،والجيش العربي السوري يتصدى لها بحرفية سواء اكانت بمحيط البحوث العلمية او بمحيط  تجمع مباني جمعية الزهراء ،مع توقعات تشير إلى أن الغزوة  قد تستمر وفق زخمها الحالي إلى 48ساعة أخرى على الأقل،نظرآ لحجم التسليح الهائل وكثافة عدد المقاتلين للمجاميع المسلحة الغازية المدعومة من أنقرة والرياض .
 
 
 
ختامآ ،فالجيش العربي السوري ووحداته القتالية مازالت تتصدى بحرفية وبتضحيات جسام لموجات هذه الغزوة ،مع عدم أنكار خطورة وحجم هذه الغزوة ،ومع ذلك هناك مؤشرات على ان الجيش العربي السوري قد أستوعب الموجة الأكثر قوة وانغماسية من موجات هذه الغزوة ،وهو ما يسمح له الان بالمبادرة من جديد والقيام بعمليات عكسية مسنودآ بسلاح الجو ضد هذه المجاميع الغازية ،ومع ذلك سننتظر الـ72ساعة القادمة للحكم بشكل فعلي على تطورات فصول وموجات هذه الغزوة التي تستهدف مدينة حلب من جديد ،والتي ستبنى وسيكون  لها وعليها بحال حسمها لصالح الجيش العربي السوري تطورات مهمة على مختلف الساحات العسكرية والسياسية الخاصة بالحرب على سورية ....
 
 
*كاتب وناشط سياسي- الاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63941
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19