• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الوجه الاخر للسويد (المجتمع) .
                          • الكاتب : عقاب العلي .

الوجه الاخر للسويد (المجتمع)

من المهم ان نتعرف على المجتمع في السويد قبل الخوض بالامور الاخرى كالقوانين و الادارة السياسية و طريقة الحكم و اسلوبه , لان الكثير من المقيمين يستميتون بالدفاع عن السويد و يثيرهم اي انتقاد لها مع العلم انهم بمناسبة و من دون مناسبة يشرشحون بلدهم الاصلي و ينشرون غسيلهم القذر و بدون اي تردد , و عندما تحرجهم بالادلة و الوثائق و هم يعرفون صحة ما تقول حول النظام العنصري في السويد عندها يحاولون التملص بادوات معروفة و من اشهرها على سبيل المثال عندما يبدأ بالمقارنة بين الوضع في السويد و بين الوضع في بلده , فياتي على سبيل المثال المواطن العراقي ليقول لك في العراق كذا و كذا و عندما لجأ الى ايران كان وضع المخيمات و الاستقبال كذا و في سوريا كنا في وضع سئ و طبعا يزيد عليها البهارات من الطعن و المبالغة دون العروج وضع الحرب في ايران كدولة في حالة حرب مع العراق و الاعداد الكبيرة من المهجرين تحتاج الى سيطرة و كنترول , و البلد في حالة حصار و مصادرة اموال عن طريق القرصنة الدولية بقيادة الولايات المتحدة , و كذلك بالنسبة الى سوريا و اقتصادها الضعيف و مع ذلك قالت للكل تفضلوا فانتم في بلدكم حالكم حال غيركم , فلا ايران و لا سوريا حصلت على دعم من الامم المتحدة لا ماديا و لا معنويا , كل هذا لا احد يتحدث به , فمقارنة من هذا النوع ظلم بينما يجب ان نقارن اولا بين السويدي و العراقي على سبيل المثال باعتباري عراقي و اقرب الى الموضوع , و كما قلت في المقدة سابقا بانني دائما اتحدث في العموميات يعني ما هو ظاهر للعيان و لا يحتاج الى مكبرة لنراه ..
انا اذكر عندما كان يُعلن عن منع تجول في العراق كان الكبار يخرجون ليعرفوا ما الذي يحصل او ليقفوا في اول (راس) الشارع و يتبادلوا الاحاديث المتنوعة و نحن الصغار كنا نضع اربع حجارات في الشارع و نلعب كرة قدم و لا كأن هناك منع تجول الا اذا قلنا توقف مرور السيارت و خلو الشوارع منها .. بينما لو طلبت الحكومة السويدية من الشعب بعدم الخروج الى الشارع فستجد السويدي سيبقى في بيته و ان مات جوعا ! و ربما يتصل بالجهات المختصة ليسألها ان كان بامكانه ان يخرج الى البالكون ام لا !!! السويدي لا يثق الا بما هو سويدي , حتى الاخبار لا يسمعها الا من خلال الاعلام السويدي و لا يناقش اذا كان هذا الخبر صادقا ام كاذبا , بينما كان العراقي لا يستمع الا الى المونت كارلوا و البي بي سي بل و حتى الاذاعة العربية التي تبثها اسرائيل .. قد ياتي من يقول نعم لان جماعتنا يكذبون و صناعاتنا سيئة و و و الكثير من الاعذار و ربما الكثير منها صحيح و ان كان ليس مبررا لزعزعة الروح الوطنية و الانتماء الى بلد على الاقل نفتخر به امام الاخرين و ان لا نكشف عيوبه . كانت هذه المقدمة برأي ضرورية ..
المجتمع في السويد على مستويات مختلفة و درجات عدة , و سيكون كلامي عن البشر من البالغين و الا فالكلب اجلكم الله هو الطفل في مقدمة هذا التسلسل الاجتماعي , كما ساتحدث عن البشر بشكل عام لان المراءة اكثر دلالا من الرجل في المجتمع و ان كان هناك مطالبة بمساواتها مع الرجل من ناحية العمل ..
استطيع ان اقسم المجتمع عمليا الى ثلاث اقسام و تحت كل قسم تقسيمات :
القسم الاول هو السويدي اسما و رسما و ما يُصطلح عليه في السويد ب (سفينسون) و ارجو ان تتذكروا هذا المصطلح لانه سيتكرر كثيرا ..
القسم الثاني هو المتبنى و رسمه غير سويدي و يحمل في الغالب اسما سويديا .و صاحب الشهرة كان يكون فنانا كمطرب مثلا او رياضيا حيث يستفاد البلد منهم اعلاميا و دعائيا و لهذين الصنفين بالتاكيد مدة صلاحية ربما غير محددة . و الموالي لسيفنسون كان تكون زوجته سفينسون او زوجها سفينسون , و ايضا لهذا النوع صلاحية محددة بالوضع ..
القسم الثالث هم البقية الباقية من سكان المملكة السويدية و مستوياتهم تتحدد حسب طاعتهم و ولائهم و ممن اتوا بدايةً من دول اوربا , غربية ام شرقية و خلفيتهم الدينية و العرقية و قابلياتهم و درجات السمع و الطاعة ..
القسم الاول فمستوياته معروفة لديهم فالسيد سفينسون يعرف هذه اللعبة و تربى عليها و يعرف قوانينها كما و يعرف حدوده و لا يتجاوزها و الا سيواجه ما لم يحلم به و سيُطرد من الجنة كما طُرد ابليس ..
المستوى الاعلى لمجموعة سفينسون هي طبقة قد لا يعرفها الكثير , هي طبقة العائلات المتنفذة اجتماعيا و ماديا و قد تعمدت بتقديم اجتماعيا على ماديا فليس كل من اصبح غنيا يستطيع ان يخترق هذه الطبقة , فمثلا انا شخصيا لم اقرأ شيئا او الحظ نشاطا يُكتب عن اغنى رجل في العالم و هو انغمار صاحب مصانع و محلات الادوات المنزلية و الاثاث (اكيا) في المجلة الخاصة بنقل اخبار هذه الطبقة و في بعض الاحيان يطعموها باخبار المشاهير و من المستوى الثاني , لان انغمار و ان كان سويديا و لكنه من طبقة اجتماعية بسيطة و قد كوّن نفسه بنفسه بعد ان بدأ حياته بقرض من البنك ..اذا فالطبقة الاجتماعية هي التي تتحكم بهذا القسم و تكون العلاقات فيما بينهم و يجتمعون في السفرات و رحلات و مواسم الصيد و بمناسبات اجتماعية اخرى ..ثم تاتي طبقة كبار رجال الدولة و موظفيها سواء ان كان مازال على راس وظيفته ام اصبح متقاعدا فلا يوجد فرق يُذكر بين الحالتين , فامورهم سلسة جدا . ثم ناتي الى المستويين الاخيرين و هما بقية الموظفين و المتقاعدين و منهم من اصبح مدمنا على الكحول او المخدرات و ربما اصبح بلا مؤى , هذين المستويين باستمرار تقريبا لديهم مسؤلا يوضح لهم الطريق و يسهل معاملاتهم اذا اصطدمت بحاجز و يفهمه الروتين و مستحقاته و كيف يحصل على المساعدات و ماذا يعمل اذا قرب موعد تقاعده او كيف يتصرف اذا تمرض او اصابه حادث اثناء العمل و كل ما له و عليه , و كذلك المستوى الاخير يتم مساعدته و الاشراف على معيشته كمريض او مدمن .. و كل هذه المساعدات و التسهيلات لهذن المستووين الاخيرين وفقا لمدى طاعة الشخص للمسؤل و النظام .. هنا الثواب و العقاب شبه فوري ..
القسم الثاني فهؤلاء يرتبط وضعهم بالطاعة تخرج عن النظام تعامل كاجنبي من ناحية الاهمال و قد يصل الامر عند ارتكاب عمل اجرامي لا يمكن التستر عليه حينها سيذكر الاعلام بان هذا الشخص متبنى و ليس من عنصر سفينسون الملائكي و انما هو زرع شيطاني او جاء الى السويد مع اهله و كان طفلا او ولدته امه في السويد و هكذا يجب ان يُذكروا الجميع بان هذا الكائن ليس من صنف سفينسون الملائكي الاصلي .. تنتهي شهرته كمطرب عندها لا يذكره احد او انتهى كلاعب او كرياضي يصبح منسيا , عكس سفينسون الذي يُعمل له تمثالا و ربما متحفا ليتذكره الجميع جيلا بعد جيل ..
يستفاد النظام من هذا القسم من المواطنين بالدرجة الاولى اعلاميا سواء ان كان فنانا او رياضيا و كذلك ليقولوا للعالم بان السويد ليس بلدا عنصريا و الكل متساون و لا فرق بين سفنسون و غيره , فتجدهم بالوانهم و اعراقهم المختلفة في دوائر الدولة و البرلمان و الوزارات و كان العالم هنا ورديا , طبعا ليس كل غير سفينسون نراه في وزارة او في البرلمان هو من هذا القسم , بالتاكيد لا و لكن الكل عبد مطيع , حيث لا مجال لغير ذلك وسنتحدث عن هذا الامر ان شاء الله ..
القسم الثالث و هم الذين هاجروا الى السويد و من بلدان و ثقافات مختلفة و لاسباب مختلفة ايضا ..منهم من جاء من اجل المادة و هم كثر و ربما الاغلب حيث يختلفون ثقافيا و يجتمعون حول الهدف و الكثير من البيوت هدمت و عوائل تفسخت و ابناء و بناة سقطوا بسبب المادة و بسبب اخر و هو الحرية التي لا يفهمها احد فهما صحيحا و التي خلقت ازدواجية بالشخصية الشرقية بالذات و العراقية على الخصوص , حيث يريد ان يكون شرقيا و عراقيا في بيته و بين اولاده و امام زوجته و حرا و منفتحا و (حضاريا) و اوربيا خارج بيته ..و منهم من جاء لحبه لاوربا و يريد بل و يستميت ليصبح اوربيا و حلم حياته بان يكون في جيبه جواز سفر اوربي يتباهى به , حيث بمناسبة و بغير مناسبة لا يتحدث معك الا باللغة الاجنبية و لا يجالس في الغالب الا للاجانب , و لا يتذلل الا للاجنبي بينما مع ابن بلده فستجده نافخا صدره و مهددا على اقل شئ و يصبح ديك (هراتي) مصارعة و عراك ..طبعا هنا اتعملت مصطلح الاجنبي واصفا به ابن البلد اي السويدي او الفرنسي و هكذا ..و هناك و هم القلة جدا من اجبرهم الوضع السياسي و ان كان اكثر الناس و خصوصا العراقيون يدعون بانهم سياسيون و مناضلون و مجاهدون و لو استمعنا الى القص التي يرويها هؤلاء لتعجب منها حتى مخرجي الافلام الهندية التي تبدأ بمعجزة و تنتهي بمعجزة كونية ...
حاولت ان اختصر بشان المجتمه السويدي و كذلك ما يخص المهاجرين الى السويد كي لا اجرح احدا او مواطنا من اي بلد كان و ان كان الموضوع بقصصه ان يكون مادة مسلية جدا ..و الى مواضيع اخرى حول (الوجه الاخر للسويد)



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63794
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19