• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القرد في عين أمه .. برضه قرد .
                          • الكاتب : نافز علوان .

القرد في عين أمه .. برضه قرد

المراقب لأحوالنا العربية، ونحن في خضم مطالباتنا بالحريات والعدالة، يكتشف المراقب أننا لا نملك ذرة من العدالة ولا حتى الديموقراطية.   لا نراعي المصلحة العامة في كل تصرفاتنا ولو لا قدر الله واستلم أي منا منصباً – و يا دواهي دقي وطبلي - لو كان هذا المنصب منصب رئيس أو رئيس وزارة والله لفعلنا وارتكبنا جرائم أفظع عشرات المرات مما يرتكبه رؤسائنا وملوكنا ورؤساء وزاراتنا الحاليين.   سنرى ساعتها الدنيا والأمور من وجهة نظرنا ومن عيون رؤوسنا ويستحيل ساعتها أن نكون على خطاء وفجأة نصبح أعلم من مدرسين الجامعات ومن الأطباء ورجال القانون ومن جميع فلاسفة الأرض مجتمعين، لماذا؟ لأننا الرئيس ولم نكن لنصبح الرئيس لولا أننا نملك ما لا يملكه الشعب المليء بالأغبياء هذا.   هكذا حال الدنيا.   أو بمعنى أصح هكذا هي حال الدنيا لدينا نحن العرب.   يخرج رئيس جديد علينا فإذا بنا نخترق حواجز الصوت بهتافاتنا له وتمجيد فكره وعبقريته والتي لم نعرفها إلا منذ يومين أو ثلاثة فقط، أي منذ توليه الحكم، ولكن منصبه فجأة وبقدرة قادر خلق منصبه الذي استلمه منذ يومين فقط، خلق منه عبقرياً ونابغةً وفلته زمانه في الحكم والحكومات۔  
 
كل المناصب التي اعتلاها قادة العالم العربي الجدد في مصر وفي تونس وليبيا وقطر وفي القريب العاجل في المملكة العربية السعودية والإمارات، كل هؤلاء الذين اعتلوا مناصب الحكم بعد ان أطاح الشعب بسلفهم، من أين أتوا بالخبرات اللازمة والكافية والمؤهلة لهم لأن يحكموا شعباً ويقوموا بإدارة دولة؟  كيف لعسكري على سبيل المثال أن يعرف معنى أن يكون رئيساً لدولة؟  كيف لبقية هؤلاء أن يعرفوا كيفية تسيير وتدبير أحوال الملايين من تلك الشعوب العربية التواقة لعهد جديد وحلم جديد وحياة جديدة؟  فجأة أصبح العسكري رجل دولة من الطراز الأول وأصبح امام المسجد خليفة الله في أرضه وحجة إسلامية في إدارة وقيادة الدول وأصبح زعيم الحزب الذي كان يتسول رزقه بين يدي الرئيس السابق أصبح اليوم هو خير خلف لأسواء سلف۔
 
نريد ان نكون كالغرب وأن تتعاقب علينا الحكومات بعمليات سلمية متحضرة وسلسة، ولكن كيف هذا ونحن أنفسنا لسنا بمتحضرين ولسنا بسلسين؟  المدير لدينا يتصرف في دائرته وكأنه الله سبحانه قد جلس على كرسي الإدارة هذا، وهذا حال المدير، أما الوزير فأنت أمام خالق جديد، يخلق للصعلوك ابنه او الصعلوكة ابنته منصباً بقدرته هذا الخالق الجديد، عفواً أقصد هذا الوزير الجديد، ويتحول أقاربه فجأةً إلى قطعان من حملة شهادات الماجيستير والدكتوراه ويملاء بهم دهاليز ومكاتب وزارته وكما ذكرنا لكم في يوم وليلية تعج وزارته بخلق جديد بقدرته جل وعلا الوزير الجديد.   وأما إذا ذهبت بنظرك إلى من يعتلي منصب الرئاسة أو الحكم فأنت في كون جديد يتحكم به إلاه تخضع له بقية الآلهة.   بشر جدد يسبحون ويمجدون اسم هذا الرئيس الجديد، بشر وكأنهم ولدوا من جديد، ما عرفوا سواه مخلصين له الدين راجين جنته متقين شر جهنم التي سيلقى فيها كل كافر به. 
 
أين نحن من تعاقب الحكومات علينا وأين نحن من العدالة الاجتماعية وأين نحن من أن يحترم كل منا آدمية الآخر، أين نحن من كل هذا؟ نحن ديكتاتوريون حتى في مواقعنا الصغيرة وحتى تلك المواقع التي لا ترى بالعين المجردة، ديكتاتوريون فيها لا نعطي الفرص خشية من أن يأتي من أعطيناه الفرصة ويحتل منصب الديكتاتور الذي نعتليه اليوم.   تعلمنا معنى فقدان الأمن والأمان، الكل خائف على منصبه، لأننا لا يوجد لدينا شبكة أمان تحمي المنتهي عهده وزمانه من أن يكون فريسة للفقر والإهانة.   نحن ندوس على السابق والماضي في كل مكان وزمان، كيف لا ونحن دسنا على ماضينا كعرب ونسينا حضاراتنا وأصبحنا تابعين لاهثين وراء مخلفات الغرب نملك كل مخلفات هذا الغرب، من أسلحة وتكنلوجيا وعلوم نحسب أننا قد لحقنا بالركب وإذا بنا أبعد ما نكون عن اللحاق به وهو هناك بعيد المدى، فننكسر ونعيد النظر خاسرين ولكي نعوض ضعفنا وعقمنا ننظر إلى من حولنا من القردة ونقول ..والله ما فيش زيك يا قرد يا مسمسم انته. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63787
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28