• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كنز الذهب..والحشد الشعبي .
                          • الكاتب : د . بهجت عبد الرضا .

كنز الذهب..والحشد الشعبي

(يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب) وفي بعض الروايات جبل من ذهب. هذا حديث نبوي شريف طالما قرأناه أو تردد في أسماعنا في معرض الحديث عن علامات عصر الظهور للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وأنا لست من المتخصصين في مجال علوم الحديث ولكن من باب التفكر والتأمل في الموروث الديني راودتني في الفترة القريبة الماضية بعد احتلال داعش لمناطق من أرضنا وتشكيل الحشد الشعبي المبارك راودتني فكرة بخصوص المعنى المقصود من كنز الذهب أو جبل الذهب في هذا الحديث وهو أن الحشد الشعبي قد يكون هو كنز الذهب أو على الأقل هو واحد من المصاديق التي تنطبق عليها صفة كنز الذهب باعتبار أن أثمن ماتخرجه الأوطان هو الإنسان المجاهد المستعد للتضحية من أجل وطنه ومواطنيه وبكافة انتماءاتهم وأعراقهم فمهما كانت الأرض تحوي من كنوز فإنها ليست أغلى قيمة من الإنسان الحر الغيور الشريف المجاهد وهي صفات يتصف بها عموما أفراد الحشد الشعبي. وقد وجدت بالصدفة أن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس الله نفسه قد طرح هذا المعنى من بين عدة أطروحات لتفسير معنى هذا الحديث وذلك في موسوعته الشهيرة (موسوعة الإمام المهدي) ضمن الجزء الثاني والمسمى (تاريخ الغيبة الكبرى) حيث يقول فيها مانصُّهُ:
(ويكون معنى انحسار الفرات عن الذهب ، اتضاح الحق بمقدار كبير وزيادة مخلصيه ومؤيديه ، في عصر الفتن والانحراف ... فيتصدى لهم جماعة من المنحرفين والكافرين ، فيقاتلهم المؤمنون دفاعاً عن أنفسهم فيكثر القتلى حتى يمكن أن يقال : على وجه المبالغة : أنه لم يبق من الناس المتحاربين ، إلا واحداً من المئة). وأنا أضيف ان الحشد الشعبي هو أغلى من الذهب وكل كنوز العالم، فمن مثل هؤلاء المضحين الذين تركوا عوائلهم وأرزاقهم والتزاماتهم الاجتماعية ووظائفهم ووووو وذهبوا إلى مناطق بعيدة عن بيوتهم وفي ظروف لاتخفى صعوبتها على أحد من قسوة البيئة وحرارة الجو وقلة الدعم والأدهى من ذلك وجود معارضة من قبل بعض الأطراف لوجودهم ومنها وللأسف الشديد (ولا أقول العجب) بعض المستفيدين من وجودهم أي الناس الذين سيتحررون وتتحرر أراضيهم وأعراضهم بفضل الحشد الشعبي. طوبى للحشد الشعبي كنز العراق وذخره. وخاب وخسر دنيا وآخرة كل من يحاربهم ولو معنوياً. ومن كانت لديه اعتراضات أو ملاحظات وانتقادات على أداء الحشد الشعبي وكان يريد فعلاً النصيحة لهم فليوجهها لقادة الحشد الشعبي بالوسائل الألكترونية المباشرة وليس عبر وسائل الإعلام المنافقة التي تريد هدم معنويات الحشد الشعبي والجيش العراقي وتقوية جبهات الإرهابيين، فالنصيحة في السر أمانة والتشهير في العلن خيانة، والعاقل يفهم.     
 
28 حزيران 2015 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63723
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19