• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يعيش خميني العرب .
                          • الكاتب : صالح الطائي .

يعيش خميني العرب

 من الكتب التي عثرت عليها بمواقع الوهابيين الالكترونية كتاب عنوانه (خميني العرب حسن نصر الله والرافضة الشيعة؛ الشر الذي اقترب) للدكتور سيد بن حسين العفاني، والكتاب بحجم (668) صفحة، ومن نوع تلك الكتب التي تجترئ على الله، وتقتبس كلام الشيطان لتتهم به الشيعة، لدرجة أن هذا الدكتور سيد العفاني؛ الذي أصاب دماغه العفن، اتهم الشيعة بأنهم يقولون بوحدة الوجود، ووحدة الوجود، كما في صيد الفوائد، مذهب فلسفي يرى أن الله والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الله هو الوجود الحق، ويعتبرون الله صورة هذا العالم المخلوق، أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجود قائم بذاته. وهذا المذهب الفلسفي ليس من ابتداع المسلمين، ولا مقصورا وحدهم، فهو من مخلفات الفلسفة الأفلاطونية القديمة، وموجود في الفكرين اليهودي والمسيحي قبل أن يوجد في الفكر الإسلامي، وكان الفهلويون ـ حكماء إيران القدماء ـ يقولون بوحدة الوجود.
ومن أشهر المنادين به والداعين إليه: ابن عربي، وابن الفارض، وابن سبعين، والتلمساني، وهؤلاء جميعهم ليسو شيعة رافضة.!
نعم هناك مباحث وجودية في الفكر الشيعي جاءت آثارها على لسان السهروردي وملا صدرا اللذان أكدا أن الوجود حقيقة واحدة مشككة يرجع ما به الامتياز إلى ما به الاشتراك، أي أنها ذات مراتب متعددة في عين وحدتها، والوجود، وإن كان ذا حقيقة واحدة إلا أن له مراتب متعددة، فوجود الواجب بذاته أعلى وأتم وأقوى من وجود الواجب بغيره، ووجود العلة أقوى من وجدود المعلول وهكذا.
لكن على العموم أرى أن أكثر القائلين بهذه النظرية هم الفلاسفة من المتصوفة عادة، ومعهم العرفاء، فالعارف لشدة تعلقه بالحق تعالى وشدة عشقه له لا يرى غير معشوقه ومحبوبه في هذا العالم.

أهم ما في عالم التناقض الغريب؛ الذي صنعه الرجل الذي أكل العفن دماغه، أنه بعد أن ملأ كتابه هراء ودجلا وكذبا وتدليسا وتحريفا وعداء لأي محاولة تقريب بين المذاهب الإسلامية، نسى الصبغة التخريبية للكتاب وهدفه السياسي المفضوح، والنية من وراء كتابته؛ وهي الحصول على أموال الدعم الوهابي، فالتفت إلى الله سبحانه يريد أن يخدعه كما خدع البشر، مدعيا أنه وضع هذا الكتاب لمرضاته، فقال: "اللهم إنك تعلم أنا سطرنا هذا ذبا عن دينك ابتغاء وجهك، نبتغي الأجر منك وحدك، فضع له القبول في الأرض، وبيض به وجهي يوم لقائك، واجعلني في أول زمرة السابقين لقرع أبواب الجنان"





أما من جانبي فلا أدري لماذا شعرت بسعادة غامرة لا توصف حينما عثرت على هذا الكتاب، ربما هو الشعور بلذة إمكانية تحقيق حلم بالانتصار؛ بعد أن شاهدت بأم عيني، وعايشت وسمعت وقرأت أن (خميني العجم) ـ لو صح التعبير ـ أحدث نقلة ثورية في العالم الإسلامي كله، حققت انتصارا لم نكن نتوقعه حتى في الحلم، وأن ما يقوم به السيد حسن نصر الله اليوم يكاد يوازي ذلك المسعى، ولذا أطلقوا عليه لقب (خميني العرب)، لأن جماجمهم لن تتحمل طرق ثورتين.
ليقولوا عنه ما يقولون، فقد أثلجوا صدورنا بهذه التسمية وأحيوا في نفوسنا روح ثورة جديدة نترقبها بأمل؛ بعد أن قتل يأسُ الانتظار كل أمل فينا.!
فقط أذكرهم بوهمهم فهم لا يدرون أن للشيعة في كل بلدة من بلدات العالم الإسلامي خميني معروف أو مجهول، مشخص أو مخفي، حر أو خلف القضبان، ولكنه بكل تأكيد نسخة طبق الأصل عن الخميني الأول (قدس سره) ولابد لثورته من أن تستعر نارها تمهيدا لولي الأمر (عجل الله فرجه)
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63486
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29