• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أدراك الأول في أرشاد الثاني .
                          • الكاتب : كريم حسن كريم السماوي .

أدراك الأول في أرشاد الثاني

إن الحسن له مناط خاص في توظيف آثاره وألتماس الفكر له أستطراداً وهذا لايعيه الممكن إلا من خلال وضوح صفاته وأستدلال في معانيه الثابتة للوصول إلى مسالك المنزلة والوغول في درجات النزاهة التواقة إلى معرفة الأقتضاء الوجداني
حيث أن طلب الشيء من الذات لايتقوم إلا بفهم الأنتماء اليه وأخضاع إلى الأحتواء الذي يستند الموجود ويعتمد عليه الطرف الآخر الذي هو هيول للوجود الأول الذي أقترن به الثاني من جانب أتباع السبب الذي هو من فيوضات الأثر التصوري.
بيد أن هذا يعتبر أعتقاداً لدى الطرف الذي أتحد وجوده بحداثة الفصل والجنس أي أثبات وجود العقل عند الفصل وأنتفائه عند الجنس والأمثلة متافرة في أثبات ذلك المعين بنفسه لابالأضافة الممكنة عندما تتعلق ببعض الدلالات العقلية أوالوضعية
بينما إذا كان فعل الحسن موصولاً لنفسك إلى غيرك فأنه يتقوم في نفسك أبتداءً وإلا لم يك حسناً في منظور العقل حيث أنه يقوم سلوك نفسك من نفسك ثم أقترانه عند غيرك
بيد أن الغير مرآة نفسه لدى غيره إذا جهل العارض وكتم السبب وخاصة من لاحظ ذلك الأثر ( المعنوي -المادي ) عليه قبل حصوله في غيره من الممكنات الذي هو في طريقه اليه إن أتبع سلوك فهم الأثر وأحتوائه
طالما أن التفكر في الشيء الحسن هو مدعاة إلى الطمأنينة ومن دواعي سرور النفس وأستقرار جموحها نحو نيل الأستسقاء الذي تطلبه النفس بعد الحرمان
إن هذا الأطراء يظهر حصوله ضمن أدراك المرء ولوكان ذلك بمحض مبدأ القوة ولكنه سلوك حقيقي في فهم الموجود الذي أحتل مسافة واسعة في زهو الذات وتقبل العقل لماهيته من أجل أن ينال المتمثل به حسنه سوى أكان ذلك النيل حاصلاً في الفكر أن يلمسه كهيول واقعي لذلك الذي يصوره ولوكان له أضداد عند معرفته ولكن ذلك يتمثل في سماعة عند الخاصة ثم يدركه العامة أن أقتضت الضرورة لمعرفته
لكن سلوك الحسن يسير في طريق الأمتثال اليه ثم منه اليه وليس له لأنه قد تخلل مبدأ الفعل بعد أختزاله حيزاً خاصاً لوجوده . أما إذا رجعنا إلى أقتضاء مبدأ القوة فسوف نجد أن الفكر في سبيله إلى المعرفة وأن لم تدرك كامل التفصيل الموخاة عند معرفة الموجودات
من المعروف أن الفكر هو الأداة العقلية في تمحيص الأشياء قبل معرفتها وظهورها للعيان بقيد حصول القوة في الفكر الذي هو يشحذ أدراك بعض الأشياء ولوكانت في مختزل وجودها الخاص
قد يسأل البعض لماذا نلاحظ أن الأفتقار هو أغنى من الأستغناء لنفسه ولكن الممكن لايدرك هذه الحقيقة
هنا إمارة بسيطة يدركها الكل وهو أن الأفتقار إلى الشيء هو غنى بحد ذاته لتقومه بوجود الواجد وأن أفتقر اليه لكن أسبابه توحي بالغنى بمجرد الأقتران به من حيث الأفتقار اليه
ومن ناحية أخرى أن الأفتقار إلى الشيء يسبق حصول ذلك ثم الحرمان منه وأن كان من أقتضاء معانيه الأساسية بلحاظ الصفة المشتركة بين الفكر وحصول ماهيتة
أحياناً فقدان الشيء يدل على حصولة فعلاً وهو بلحاظ القوى وأن كان من مقضيات السلوك لذلك أفتقر اليه منه لأنه يريد حصوله عند الغير لتمثيله في يده بصورة معنوية
إذن المفتقر إلى الشيء هو حصول بعد الأفتقار اليه وقد ثبت ذلك عند غيره بعد أستمالة الذات له وأستحالته عند الآخر لأنه في حالة غنى في تصوره ولكنه فقير في حقيقة الأمر لوأستقرأنا قاعدة الألزام من صفات الأشياء
لذلك عمل الفعل الحسن عند غيرك لنفسك له أثر عميق في النفس ويكون من أسبابه الحصول على التوفيق والذي يجلب حسن السلوك ويعتبر الطرف الآخر مهم ومن مقومات تزكية العمل الذي أنيط به المرء في غيره لذاته
هنا المرء إن أصابها الوهن فأنه لايتماد عليه لأنه يستند على آثار ذلك العمل الحسن عن طريق غيره من نفسه الذي توخاه ومن طبيعة المرء يريد الشيء لكنه لايفتقر عنه بل اليه بماهو حاصلاً عليه في طلبه وحيز غيره قادرٌ على أدراكه لأنه يتمثل في حصول الشيء عدم أنتفائه عن ذلك الأفتقار الذي هو حصول بعد وجود قوة وأمتلاكه بعد العدم بلحاظ مبدأ الفعل
لكن لوأستطردنا ماهية المحمول من حيث الحالة الأقتضائية هنا يجب على الساعي أن يفكر في أفتقار موجوداً في ذاته لنفسه وأبتداءً منه لسائله على الرغم من أنه في طريقه اليه والحصول عليه يعتبر من الأدراك بعد فقدانه لأن الطالب إذا أنتفى الأفتقار وأراد الحصول دونه فأنه قد سلب وجوده قبل نيله وهذا من حيث الغنى بالأفتقار والفقر بالأستغناء
في نهاية المضوع ومدى أحتوائه على الأسباب المؤدية لى نيل المراد أي أن المرء بمجرد الأفتقار إلى الشيء هو حصول ذلك الممكن بعد إنتفاء وجوده لذلك نجد الفقر غنى ضمن وضوح القدمات في طريقها على الحصول بعد محض العدم وفقاره اليه
وأخيراً أن الحصول سابق العدم فعلاً بعد أنتفاء وجوده قوة بمعنى آخر الغنى وجوداً وأن كان مفتقراً اليه فعلاً بلحاظ مبدأ القوة وهنا تمخضت ماهية الوجود لحقيقة ذلك الشيء الذي سيحصل بعد الأستناد

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=63280
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28