• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السلوك الاعلامي .
                          • الكاتب : احمد جبار غرب .

السلوك الاعلامي

ينبغي التوقف قليلا للمراجعة وإيضاح بعض المفاهيم  الأمور المرتبطة بالتداول الإعلامي في الواقع السياسي العراقي والتعاطي معها بشكل موضوعي وحيادي لأنها سلاح ذو حدين يجب اخذ الحذر عند التعامل معها ودرأ مخاطرها فحرية التعبير الإعلامي أو حرية الصحافة تأخذ منحا مختلف في طريقة تفسيرها وتؤلها وحسب الأهداف التي وجدت من اجلها فبعض الأنظمة لا تقر حرية التعبير والرأي بشكل فردي وإنما أعطيت ضمن نطاق جماعات محددة تتحكم باليات الإنتاج وتهيمن على مقدرات الشعوب  والمصالح العليا للدولة وهذا الفهم المكرس في نطاق واسع من المجتمعات الشرقية والأوربية إبان المد الروسي (السوفيتي)آنذاك والأنظمة البراجماتية (إيران مثلا)لم يعد قائما بعد إن لفضته الشعوب والدول لعدم تماشيه مع روح العصر وحركة الوعي المتسارعة في حين يكون فهم الحرية في الديمقراطيات الغربية مباح للجميع ووفق مبادئ وقيم راسخة لا يمكن التطاول عليها من قبل أي جهة كانت وفي واقعنا العراقي اختلطت كل الأوراق لقصر التجربة الديمقراطية أولا ولاتها ولدت بعملية قيصرية كادت تودي بالأمة كلها بسبب الحسابات الخاطئة والمتشوقة لاحتضان هذا الوليد ولاتها قامت دون إرادة كلية لتفرض واقع محتوم على كل أطياف الشعب العراقي وصحيح أيضا إن التركة الثقيلة من المعانات والحروب كانت صعبة وقاسية على المجتمع العراقي بحيث هيأت أرضا وان كانت رخوة لإنتاج واقع جديد  وغير مألوف بكل تناقضاته وصراعاته  وعليه لجب احترام المهنية في العمل الإعلامي انطلاقا من هذه المسلمات وتجنب الوقوع في الهفوات غير المحسوبة بإتقان ويجب التأني والحرص على طريقة التناول والمعالجة والتوقيت المناسب لوجود من يتربص بالصحفيين والعملية الإعلامية عموما ويعتبره فضل منه وليس استحقاقا دستوريا اقره الشعب وتتويج لنضال العراقيين وتضحياتهم .إن استغلال أي خطأ غير مقصود  إن وجد فعلا وهذا افتراض لان الصحفي العراقي لديه كل الأدوات التي تمكنه من أداء رسالته بوعي وحكمة ومهنية خالصة واعتبار ذلك مثلبة تثار حولها زوبعة لا تنتهي ذلك أمر مرفوض رفضا مطلقا كذلك ينبغي على الصحفي احترام المهنة وعدم جعلهااداة للدعاية  والتشهير بدون مسوغ شرعي واعتباري ويجب التخلص من الشهرة السوداء التي يسعى إليها البعض عن طريق افتعال التشاكسات مع هذا الطرف وذاك لمركب نقص في الشخصية أو قصور في الفهم أو الرؤية المسبقة للحدث دون تمحيص أو استدراك وعلى حساب المثل النيرة والمفاهيم النبيلة (الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان)وحسن النية لدى المتلقي وتفاعله مع ما يطرحه الإعلامي في واقع متاح فيه حيز واسع للتعبير عن الرأي بكل ثقة واحترام ..كذلك علينا التخلص من النقابية الضيقة الأفق التي تؤطر اغلب علاقاتنا للأسف الشديد ولكن إن يتصدى الصحفي لمسألة ما قطعا  يكون لديه عمق وسند ارتكاز للدفاع عن أطروحاته المهنية ومواقفه الموضوعية اتجاه مختلف القضايا  وهذا أمر مفروغ منه فمن حق الصحفي إن يقول كلمة الحق وان يشهر بالممارسة الواقعة باعتبارها فعل جرمي قبيح تنطوي تحت مضلته كل خبايا الرذيلة السياسية وبعيدا عن المسميات لأنها انتهاك لحرمات العراقيين وهذا واجبه كمهني وكمراقب وضمير للشعب ثانيا  وان السرقات النخبوية الواعية اخطر من السرقات الأمية العامة لأنه لايمكن معالجتها وبالتالي يصبح تأشيرها واجب مقدس بل إن عدم التصدي لها تعتبر خيانة للوطن والواجب ومن هذا المنطلق وتعزيزا وفاضا على المكاسب التي تحققت للصحافة العراقية ومناخ الحرية المكفول دستوريا ينبغي تشجيع الأقلام الحرة وعدم وئدها وإقامة المتاريس إمام تطلعاتها والبعض مازال يعوم بازدواجية الرؤى والاستنتاجات ويفهم أي إشارة إعلامية ناقدة في أية قضية كانت على أنها اتهام مباشر للجهة المتحقق معها بدون التعاطي مع الحيثيات والأسباب والدوافع والنتائج المترتبة على ذلك فهل ياترى ذلك يعني التصاقنا المشيمي بنظرية المؤامرة أم قصور في الوعي الشخصي الذاتي والفهم الساذج لحرية التعبير .ونحن نعلم إن لدى الصحفي من الوعي الوطني والإحساس بالمسؤولية الكبرى بما يجعله بعيدا عن أية شبهات  أو حلقة تفسر على انه جزء من حالة معينة(الدعاية الانتخابية)لهذا الطرف أو ذاك لأنه ولد من رحم المعاناة ولا يعني الدخول غير المباشر في عملية التصارع السياسي وبالتأكيد تسعى كل الكتل والتيارات السياسية عبر مختلف الوسائل من استغلال كل ما يعرض القوى المناوئة لها للتشكيك والحط من سمعتها حتى وان كانت بطريقة هزيلة .ولماذا يضل البعض يعاني من عقدة النقد والإصلاح وانه فوق مستوى الشبهات وارتكاب الأخطاء ؟قفي أية قضية استوجبت التراشق الإعلامي طالما الاتجاه الأخر يمثل النخبة الواعية المثقفة وبإحساس غريزي نابع من عقدة الظلم الفردي الافتراضي وصحيح إن بعض المؤسسات الإعلامية تدعم بعض الصحفيين ولا تتخلى عنهم في أحلك الضر وف لأنهم ضمير شعب وتطلعات وكن يسعى إلى الرقي والرفعة في الطريق نحو المستقبل المنشود




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=6301
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29