• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيد الخوئي .... وتلامذته .. .
                          • الكاتب : باقر جميل .

السيد الخوئي .... وتلامذته ..

واقعا لتخجل الاقلام لذكرك يا ابا القاسم ، وترتجف الانامل بوصفك يا سيد الطائفة .
السيد ابو القاسم الخوئي ، اسم مر على اسماعنا منذ ان كنا صغارا لا نعرف شيئا ، فقد كان الاباء والامهات يلهجون بذكره مقرونا بالسيد محسن الحكيم (قدس الله سرهم) ، لما يحملانه من غزارة في العلم والفضل والتقى .
العلماء سيرتهم كأهل البيت عليهم السلام ، فالذي يتحرى عن زمانهم وعن الاحداث التي تدور في حياتهم ، وعن طريقة التعامل مع معطيات الاحداث ، لوجد ان كل عالم بعصره يختلف عن غيره ، وهنا لا اقصد من الجانب العلمي ، فان الجانب العلمي يكون هو المفتاح الاول وبعدها اشياء تختلف عنه ، وقد تكون ان المرجعية كانت متقاربة بين السيد الخوئي والسيد الخميني في وقته الا ان الفارق قد يكون بمقدار قليل جدا ، لكن الاهم في الامر هو كيفية ادارة المرجعية في اتصالها مع الواقع العام ، وكيفية احتواء الناس بافضل طريقة ، مع حفظ النفس وحفظ اتباع اهل البيت ، وعدم المواجهة مع العدو قدر الامكان ان كانت النهاية غير صحيحة .
اذا كما ذكرنا ان المرجعية هي تنصيب من الله وبرعاية صاحب الامر ، تحتاج الى تدبر وتصرف لا يندم عليه قدر الامكان من خلال اعطائها لقراراتها ، ولعل ابرز ما واجه السيد الخوئي في عصره ، ليس الانتفاضة الشعبانية ، ولا الحرب العراقية الإيرانية ، بل اعتقد ان العنوان الاصعب هو (انضمام رجال الدين في الاحزاب السياسية والانتماء السياسي ، وايضا كما اجاب هو بانهم اهون الشرين ، اي اقل الناس ضررا ، وليس معناه لاوجود للضرر) والذي كان ( السيد محمد باقر الصدر والشيخ علي الكوراني ) اهم المنضوين تحت هذا الاسم ، لكن فجأة نرى ان السيد الخوئي والسيد الحكيم قد بينوا خطابا واضحا وصريحا بعدم وجود رجل دين او مرجع في العمل السياسي الخالص ، ولنفس الاسباب التي ذكرها الشيخ الفياض( دام ظله )لاحقا ، وما كان من تلميذ السيد الخوئي البار والمفكر (السيد محمد باقر الصدر) إلا الامتثال والطاعة ايضا .(*)
هذا العنوان الأبرز كما اعتقد في مسيرة السيد الخوئي ، فكان امام اتجاه خطير من صناعة حزب تتبناه المرجعية الدينية ، وبما انها تمثل خط الامامة ، ولا تستطيع ان تضمن سلامة ونزاهة السياسيين فانها لن تتورط في ان تكون شريكة في ظلم الناس واخذ حقوقهم من قبل الذي ايدوهم ، (قد يقول البعض لماذا الشيخ النجفي دام ظله دعم جهة ما من السياسيين ؟ مع عدم ضمانه من نزاهتهم ؟ وهذا جوابه ، ان الشيخ لم يعين شخصا بحد ذاته ، وترك اختيار السياسي للناس فهي التي يجب ان تتحرى وترى من هو مناسب ونزيه .) .
ولذى نرى الان ان التلميذ الاخر والذي كان مدخرا من قبل الله تعالى لنا ، نراه ينتهج نفس الخطوات التي من شأنها ان تبقي ماء وجه المرجعية العامة ونيابة الامام موجودا ، ويبقى وجهها ناصع البياض كما هو حال ائمتنا عليهم السلام ، فكم من ناعق نعق عليها بان تتحرك في زمن الفتن وان تكون بمستوى الاعداء من الخسة والنذالة ، والعمل على ما يقومون به من جرائم لوقفها والرد عليها بالمثل ، لكن بقى صوت المرجعية صامدا وقويا امام الجميع ، لانه وضع سيرة الامام الحسن امام ناظرية ، وجاء بقضية التحكيم وخلافاتها بجنبه ، واستثمر من سيد الشهداء وقت الثورة ومتى القيام بها ، فالامام الحسين قد سكت عن حقه لمدة(10) سنوات ومعاوية يسب الامام علي على المنابر يوميا ، الى ان حانت الفرصة الحقيقة ، والى ان وصل الامر لاتخاذ موقف حقيقي وصريح ، لم يهن ولم يتهاون ، مع علمه بانه لو بقي جالسا لعابوا عليه قعوده ، ولو قام بنهضة ، ايضا للاموه على ما فعل بنفسه ، لكن بما ان الهدف والغاية واضحان وشريفان ، اذا لا مبالات في الاصوات النكرة والنشاز ، وهذا ما تجسد بالفعل في فتوى الجهاد الكفائي ، فسكوت السيد لم يقبل به الكثير من الناس ، وفتواه الان ايضا لم تقبله الكثير من الناس ، فلم يعبأ بهم لا في السابق ولا في الحاضر ، لانه يسير وفق معطيات لابد من الحذر منها والتاكد من عدم التراجع عند اصدار أي كلمة تخرج من فمه المبارك .
_________
( * ) يفضل مراجعة كتاب (الى طالب العلم) للشيخ علي الكوراني .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62905
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29