• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : والد الشهيد مصطفى الصبيحاوي لـ «الحقيقة»: دم مصطفى لن يضيع وفي العراق أسود تثأر له .
                          • الكاتب : عماد الناصري .

والد الشهيد مصطفى الصبيحاوي لـ «الحقيقة»: دم مصطفى لن يضيع وفي العراق أسود تثأر له

 والد الشهيد مصطفى الصبيحاوي لـ «الحقيقة»:  دم مصطفى لن يضيع وفي العراق أسود تثأر له
في قطاع 75 بمدينة الصدر، يقع بيت الشهادة، والإباء، والكبرياء العراقي الشامخ .. أقصد بيت الشهيد البطل مصطفى الصبيحاوي، الفارس الذي أراد القتلة الداعشيون أن يجعلوه (فرجة) لأهل الفلوجة، فحدث العكس، وجعلهم بشموخه الفذ أضحوكة، ومسخرة، ومحط احتقار العراقيين والعالم كله. فقد وقف الشهيد مصطفى مثل الأسد في تلك السيارة المكشوفة. وبدلاً من أن يذلوه (حاشا ذلك)، فقد أذلهم بوقفته وجرأته ونظراته الجسورة، نحو تلك القرود التي كانت تتراقص فرحاً على طرفي الشارع!ولم تنجح عملية إعدامه- وهو الأسير والجريح- في إخافة الجنود العراقيين، أو إعاقة زحف جحافل الحشد الشعبي المقدس، بل حدث العكس، فقد زادهم إعدامه بتلك الطريقة الإجرامية شحنة عاطفية مضافة، وأمدتهم بطاقة وطنية عراقية هائلة.. بحيث بات الثأر لدم الشهيد مصطفى الصبيحاوي مطلباً وطنياً وشعبياً لا بد من تحقيقه.. جريدة (الحقيقة)، ذهبت الى ذلك البيت الشريف، الذي أنجب هذا البطل، والتقت بعائلته الكريمة، حيث نقلنا للأسرة الكريمة تحيات (وعزاء) الزملاء في الجريدة..
 
 
 دم مصطفى لن يضيع، وفي العراق أسود تثأر له ..
في البد تحدثنا مع والد الشهيد مصطفى، وقلنا له:
* كيف تلقيت والعائلة الكريمة خبر الاستشهاد؟
 فقال:
- ثق يا ولدي لو قلت لك باني تلقيت الخبر شخصياً، وكأني أتلقى نبأ عرسه. وهذا الكلام ليس تبجحاً أو مبالغة قط، إنما هو نابع من ايماني وقناعتي التامة بعدالة القضية التي استشهد من أجلها ولدي، فمصطفى مضى يدافع عن وطنه المقدس، وعن دينه الحنيف الذي يحاول هؤلاء الداعشيون تشويهه، وعن مبادئ الشرف التي أستشهد من أجلها أبو عبد الله الحسين، فالحسين استشهد من أجل الحرية والكرامة، والعدل. وما مصطفى الا واحد من جيش الحسين الأبي، جيش الحرية والحق والمساواة، وأرواحنا جميعاً فداء للعراق، ولراية الحسين الحرة.
 ثم أكمل أبو مصطفى قائلاً:
أنا واثق أن دم مصطفى لن يضيع، مادام في العراق أسود تثأر له. فكل نصر يحققه أخوته من أبطال الجيش، واسود الحشد الشعبي هو بمثابة الثأر لدم ولدي، ولكل دماء الشهداء، سواء في سبايكر، أو في أي ارض عراقية أخرى.. لاسيما وأن ولدي ليس الشهيد الاول الذي ضحى من اجل العراق، ولا  الأخير حتماً، فالعراق بلد المضحين والشهداء الأبرار على طول وعرض التاريخ..
*قلت لأبي مصطفى: وهل كنت على اتصال معه قبل الشهادة؟
فأجاب:
- نعم، لقد كان مصطفى على اتصال مستمر معي، وانا بدوري كنت اقدم له النصائح وأوصيه بالتعاون مع أخوته المقاتلين.. وبالثبات والصمود، فكان يقول لي دائماً: وماذا تظن بولدك يا أبي. فو الله لن أخذل تربيتك، ولا أخون العراق، وتربة العراق.
رسالة من عم الشهيد:
بعد ذلك تحدث عم الشهيد السيد (أبو مرتضى) فقال:
- قبل كل شيء، أشكر جريدة (الحقيقة)، وأشكر كل الإعلاميين الشرفاء الذين نطقوا بكلمة الحق في قضية استشهاد ولدنا مصطفى، ولكن لي رسالة أود أن أوجهها الى ائتلاف (التحالف الوطني)، وأقول لمن فيه: (متى تضعون الدم الشيعي في ضمائركم، فتقيمون له الوزن والاعتبار، وتقتنعون قناعة تامة، أن الدم الشيعي غال، وليس رخيصاً قط.. لذا ارجو منكم ان لا ترخصوا هذا الدم الطهور بسياستكم، ومصالحكم الشخصية الضيقة.. ولا أريد أن أقول أكثر من هذا الكلام، فالحليم تكفيه الإشارة، وهم حليمون، والحمد لله )!!
ويكمل ابو مرتضى عم الشهيد مصطفى رسالته، ويقول: أود أن أتوجه ايضاً برسالة الى شيوخ الانبار والفلوجة، من الذين وقفوا مع الدواعش، وأيدوهم على ذبح ولدنا مصطفى، وهتفوا لهم ضده بكل حقد وغل، وكأن هذا الجندي قادم اليهم من كوكب آخر، وليس من أبناء وطنهم. ودينهم، وعروبتهم.. فأسمحوا لي أن قول لكل هؤلاء: - من أي عالم انتم، ومن اي ملة، ودين، وقومية.. وأي اسلام هذا الذي أنتم فيه، وأية قيم وتقاليد عربية جئتم منها، ولا أعرف هل من الرجولة -وأنتم تتشدقون بالرجولة- أن يذبح بين ايديكم فتى (جريح وأسير وضيف) بينما القتلة خنازير شيشان وافغان؟ وبدلاً من أن (تطموا عاركم)، رحتم يا للأسف تتقافزون أمام إعدامه كالقرود؟!
  اما سياسيو المكون السني – والكلام لم يزل لعم الشهيد – فلن أتحدث معهم بشيء، لانهم (خلاص) كشروا عن انيابهم بما يوضح الصورة، وأفصحوا عن طائفيتهم، وحقدهم الأعمى على المكون الآخر. لذلك لن أقول لهم سوى حسبنا الله ونعم الوكيل)
مناشدة من أسرة الشهيد:
 قلت لوالد الشهيد: هل لديك رسالة؟
فقال: لي طلب أو نداء أوجهه الى الحكومة العراقية بأن تأتي لنا بجثه ولدي مصطفى، كما أطالب بمحاسبة مرتكبي الجريمة.. ولن أريد أكثر من هذا !!
 أما أبو مرتضى عم الشهيد فقال:
اشكر باسم عائلة الشهيد جميع العراقيين الذين وقفوا مع قضية مصطفى، خاصة الشيخ البطل قيس الخزعلي، الذي قال (أنا ولي دم الشهيد مصطفى، وسأجلب جثته مهما كلف الأمر). كما أشكر المجاهد البطل هادي العامري، الذي يقتص كل يوم من المجرمين القتلة. واشكر السيد نوري المالكي على اتصاله بنا، وارسال وفد من مكتبه الخاص، واشكر النائب حنان الفتلاوي على زيارتها لنا، وكذلك معالي وزير النقل باقر جبر، والاعلامي البطل وجيه عباس، وكادر جريدة الحقيقة، خصوصاً القلم الوطني الشريف فالح حسون الدراجي، الذي تضامن معنا بما كتبه عن مصطفى، واشكر كل من كتب حرفاً عن ولدنا مصطفى..).
  ثم قال: (عتبنا على معالي وزير الدفاع، الذي لا أعرف كيف صمتَ عن معاناة جندي عراقي تابع الى وزارته، يمثل به اهالي الفلوجة الجبناء، وهو قاعد لا يرسل لهم طائراته لتلقن دواعشهم درساً في الوفاء للعقيدة العسكرية، والوفاء لدم الشهداء الجنود، وبودي ان اسأل معالي الوزير أيضاً عن اسباب صمته ازاء المشاهد المؤلمة التي تتداولها وسائل الاعلام، ولا اعرف ماذا قال لنفسه وهو يرى بعينه تلك الصور؟ لذا أطالب معالي وزير الدفاع بضرورة جلب جثة الشهيد مصطفى، وهذ أقل واجب يقدمه لجندي من جنوده المضحين لأجل الوطن، وكرامة الوطن ..)!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62579
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28