• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دولة الطوائف، الممهدة لبناء الشرق الأوسط الجديد .
                          • الكاتب : قاسم خشان الركابي .

دولة الطوائف، الممهدة لبناء الشرق الأوسط الجديد

ووصلوا إلى أبعد منطقة في القطاع الشمالي من حدود العراق، حيث التقوا هناك ببعض أبناء ملتهم الذين يدعون أنهم من بقايا السبي الآشوري الأول، وفي نفس الوقت أخذوا في إعادة بناء وترميم المزارات التي تخصهم في تلك المنطقة، وخاصة مزار النبي ناحوم في قصبة القوش التي تبعد عن مدينة الموصل حوالي 50كم، وأخذوا ينظمون الزيارات لذلك المقام بعد أن تم تطويره والعناية به، وكما تحرك اليهود نحو الشمال فإنهم تحركوا إلى الوسط والجنوب من العراق، وأول شيء قاموا به صيانة مزاراتهم ، وخاصة ذوالكفل والنبي يوشع، ولا أدل على ما تمتع به يهود العراق في تلك المدة (أواسط القرن السابع عشر فما فوق) أكبر من أن أحد أثريائهم قد ساعد الجند العثمانيين ومدهم بالمال الوفير في قتالهم مع الفرس، حيث شن الشاه كريم خان حربه، وكان ذلك في العام (1190هـ/1776م)، وكان اسم هذا اليهودي الخواجة يعقوب.
وكذلك في عهد المماليك فإن الأمور الحياتية ليهود العراق كانت قد سارت سيراً جيداً خاصة في زمن الوالي داود باشا بالرغم من حدوث بعض الأزمات المالية لكبار تجارهم، ومنهم: الخواجة داود ساسون.
وفي بداية القرن الثامن عشر الميلادي أصاب اليهود ما أصاب غيرهم من سكان بغداد حيث أصيبوا بموجة من موجات مرض الهيضة، فأخذ الموت يحصد بهم حصداً لا يفرق بين شيخ وشاب، ولما كان يوم السابع والعشرين من شهر نيسان تهدم قسم من سور المدينة في الجانب الشمالي الغربي، ودخلت المياه محلة اليهود وهدمت نحو 220 بيتاً.
وظلت أحوال يهود العراق متقلبة على هذه الشاكلة حتى جاء السلطان عبد المجيد سنة 1856م، وأصدر مرسوماً تضمنت بعض فقراته نصوصاً في حقوق الطوائف غير المسلمة، وفي مقدمتها: اليهود والنصارى، علماً أن عدد يهود العراق كان أكثر بكثير من عدد نصارى العراق، وخاصة في مدينة بغداد أثناء مدة الحكم العثماني، وفي زمن السلطان عبد المجيد نفسه أخذت تباشير انتشار العلم والمعرفة والثقافة بين صفوف أبناء الطائفة اليهودية، وذلك من خلال تأسيس مدرسة الاتحاد التي تعد النواة الأولى لانتشار المدارس اليهودية في العراق. 
وفي عهد الوالي مدحت باشا عاش يهود العراق عيشاً رغيداً، وذلك في العام 1868م، حيث بث بين المواطنين كافة روح العدالة والمساواة والحرية، وبذلك اتسعت الأعمال التجارية عندهم وتحسنت أمورهم الاجتماعية، وتطورت محاكمهم الروحانية، وبدأت انتخابات اللجان المشرفة على الشؤون الدينية وغير الدينية من ثقافية وصحية، وخاصة لجان تأسيس المستشفيات وفي مقدمة أولئك (مستشفى مير إلياس).
ولما افتتح مجلس المبعوثين سنة 1876م انتخب من بغداد النائب مناحيم دانيال عضواً فيه ممثلاً للطائفة اليهودية في العراق بينما لم ينتخب عضو مسيحي لنفس الغرض، وهذا ما يؤيد أن كثافة اليهود السكانية في بغداد كانت أكبر من كثافة النصارى، ومن الولاة العثمانيين الذي يذكرهم اليهود بطيب الذكر المشير رجب باشا الذي كان أصلاً قائداً للجيش، إذ في عهده انتشرت الحرية وأظهر من التساهل والحلم في إدارة شؤون الولاية وكل سكانها مما يؤيد كونه غير منحاز في أحكامه وكل تصرفاته الإدارية.
ولعل الوالي ناظم باشا كان أكثر الولاة العثمانيين في بغداد عطفاً على اليهود ومحبةًً لهم وتيسيراً لأمورهم، وعندما وصل بغداد تم إعفاؤه من منصبه فحزنت الطائفة اليهودية على ذلك، والتمست من الباب العالي أن يعيد النظر في إجرائه، ولكن ذلك لم ينفذ.
ويذكر أنه عندما سال مستشار الإمبراطور الألماني فون هنلوهه (Von Hohenlohe) هرتزل في عام 1898 عن حدود المنطقة التي يريد اليهود الحصول عليها، وهل تتجه شمالاً باتجاه بيروت أم أنها تتجاوز أكثر من ذلك، أجابه هرتزل بقوله: (( سوف نطالب بما نحتاج إليه ؛ كلما ازداد عدد المهاجرين، ازدادت حاجتنا للأرض)). وعندما سافر هرتزل إلى اسطنبول لكي يقابل السلطان عبد الحميد الثاني وبصحبته صديقه بودنهايمر في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 1898، كتب هرتزل في يومياته :(( المساحة من نهر مصر إلى الفرات. لا بد من فترة انتقالية لتثبيت مؤسساتنا يكون فيها الحكم يهودياً…وما إن تصل نسبة السكان من اليهود إلى الثلثين ، حتى تفرض الإرادة اليهودية نفسها سياسياً)). 
وفي هذه الزيارة طلب هرتزل من السلطان العثماني الإقليم الممتد من نهر الفرات إلى الحدود المصرية، وذلك من اجل إقامة مستعمرات
أن إسرائيل توسع تغلغلها في العراق في ظل الاحتلال الأمريكي وتبحث عن حصة في غنيمة النفط العراقي, كاشفةً عن أن شركة إسرائيلية فازت بعقدين للاستثمار في مجال التنقيب عن النفط الخام في العراق, ومضيفةً أن شركة "سرسل" الإسرائيلية حصلت من خلال شركة عراقية على عقدين للاستثمار في هذا المجال، وأوضحت الصحيفة أن الشركة ومقرها في تل أبيب ولديها فرع ثان في فرنسا حصلت على العقدين تحت عباءة شركة عراقية تدعى "أميرة بكس" يقودها ويشرف عليها مسؤولون في شركة الاستكشافات النفطية التابعة لوزارة النفط وهي تنتظر الفوز بعقد ثالث, وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بعد أشهر من احتلال العراق: إن العراقيين أنفسهم معنيون بمشاركة الإسرائيليين في "الكعكة العراقية" في إشارة إلى العملاء المتعاونين معها ومع قوات الاحتلال الأمريكي
وقد كشف التقارير الإعلامية عن قيام المحامي الصهيوني (مارك زال) المقرب من حزب الليكود الحاكم بالسيطرة على كافة الاستثمارات الدولية في العراق وعين مستشاراً لأكبر شركة عراقية مملوكة لتصدير المنتجات الإسرائيلة للعراق بعد أن يتم وضع ماركات لشركات وهمية، وكشفت صحيفة (أشكام) التركية عن تقارير تشير إلى قيام إسرائيل بشراء قطع أراضي غنية بالبترول في مدينه الموصل وهذه الصفقة تقع ضمن الأراضي الخصبة الممتدة بين الموصل ودهوك وهي مخصصة لزراعة القمح بكميات هائلة .. لقد منحت قوات الاحتلال الأمريكي تراخيص تتيح لإسرائيل امتلاك مناطق البترول في كركوك, فقد باشرت المخابرات الإسرائيلية باستغلال مواقف قوات الاحتلال بإصدار موافقات أو تراخيص لشركات إسرائيلية وهمية لشراء الأراضي العراقية بشكل سري خاصة في( كركوك) وضواحيها وشمال وغرب العراق بمساحه تقدر بـ ( 250) هكتار، وتم تحويلها إلى قواعد استخباراتية تابعة للموساد والقيام بنصب أجهزة تكنولوجية متطورة جداً شمال العراق بالتعاون مع الأكراد وقوات الاحتلال على الحدود مع تركيا وسوريا للتجسس وجمع المعلومات عن سوريا وتركيا ودول الجوار، مما أثار حفيظة تركيا وجعلها تتحرك بسرعة نحو المناطق الكردية لتصفية حساباتها مع المتمردين    ( البي كي كي ) أولاً؛ ومن ثم معالجه الأمر داخل       العراق الذي يطمح إلى الاستقلال وإنشاء أخطر كيان يهدد أمن وسلامة الدول المجاورة للعراق خصوصاً سوريا وتركيا وإيران والتوسع على حساب هذه الدول لتحقيق الحلم الاسرائيلى بقيام
بما يسمى ( دولة (   )    الحرة)..
إن الإستراتجية الإسرائيلية تعمل على تحقيق أهدافها في العراق من خلال توصيل النفط الخام والماء من العراق إلى إسرائيل لحل مشكلة الطاقة وقلة المياه ، وتوطين أكبر عدد ممكن من الفلسطينين في غرب العراق، ولقد أوكلت هذه المهمة إلى الخبير الإستراتيجي الجنرال الصهيوني ( نورمان حيزك)، وتعول إسرائيل كثيراً على استغلال القواعد الأمريكية الواقعة في المناطق الغربية من العراق قرب الحدود السورية مثل قاعدة الوليد والقادسية والبغدادي والاستفادة من التماس المباشر لها مع سوريا..
وكانت الشركات الأمنية الإسرائيلية (المرتزقة) تمارس دورها في التحقيق والتعذيب المهين للأسرى والمعتقلين العراقيين بالتعاون مع شركه تيتان الأمنية في معسكر كوربر سيئ الصيت قرب مطار     الدولي ومعسكر     وسط العاصمة     ومعسكر السي سي القديم في قاعدة الحبانية غرب بغداد في حين أن عناصر الموساد الذين شاركوا بالتوغل في عمق المناطق الغربية كانوا يتعمدون إظهار نجمه داود التي وشمت على أذرعهم ويرفعون بفخر العلم الصهيوني على مدرعات القوات التي تداهم القرى والمدن في المناطق الغربية 
لقد أظهرت التقارير التي صدرت في العراق صوراً وتفاصيل عن حقيقة تدخل الموساد الإسرائيلي في شؤون العراق الداخلية، وكيف شارك بصياغة فقرات وبنود الدستور العراقي الجديد الذي صفقت له إسرائيل كثيراً وباركته الدكاكين السياسيون العاملون تحت مظلة الاحتلال الأمريكي الصهيوني في العراق..
في أيلول/ سبتمبر 2004 زار عضو البرلمان العراقي سابقا علناً إسرائيل وقال مبرراً لنفسه (لا أدرى لماذا هذه الضجة فلست أنا الوحيد الذي زار إسرائيل فالكثير من أعضاء الحكومة زاروها حتى      واستبدلوها بالجينز وتمت زيارتهم بسلام)؟!!
إن 80% من عمليات تفجير وحرق الأسواق والجامعات والمدارس والمراكز الحيوية وتدمير المشاريع الخدمية وشلل الاقتصاد العراقي، وانعدام الأمن وتدمير المساجد ودور العبادة وعمليات القتل والخطف والتهجير، وقتل وتصفيه الأساتذة والأطباء والعلماء لاجتثاث العقل العراقي وقتل القادة والطيارين العسكريين تنفذ من قبل الموساد الإسرائيلي بالتعاون مع شركات المرتزقة وقادة عصابات فرق الموت الطائفية المدعومة من القوى الخارجية والتي تتطابق سياستها مع سياسة الموساد الاسرائيلي وتعمل بوتيرة واحدة على تشويه صورة المقاومة الوطنية في العراق وإشعال نار الفتنه الطائفية والحرب الأهلية وتقسيم العراق لتحقيق أحلام إسرائيل في السيطرة على كل ثرواته ومقدراته 
لقد وقع احد المخولين مع الاحتلال الثالثة على اتفاقيه إقامة علاقات( مثالية) على حد تعبيره مع إسرائيل وفتحت أول قنصلية ... في ...ضمن المنطقة ()الواقعة تحت حماية مشددة بمباركة من سياسيي العراق المتعاملين مع الاحتلال، وتقوم القنصلية ...بتوفير الحماية والدعم للأعداد الكبيرة من عناصر الموساد الإسرائيلي ورعاية شؤونهم ..ومن الشركات الصهيونية التي وجدت طريقها للتغلغل في     خلال وبعد الاحتلال شركة ( بلنسكي لان) ومقرها الرئيس في    ( وشركه توزيع الزيوت والبترول) وهم منفذو جدار العزل العنصري في فلسطين والعراق الجديد حيث تعاقدوا لتطويق أكثر من 50 خمسين مدينة في (   ) وبناء سجون كبيرة على غرار محاجر الهنود الحمر في أمريكا والمخيمات البائسة في فلسطين المحتلة، ويذكر أن أول مكتب للموساد دشن في مطار(    )الدولي، واتخذت فرقة صهيونية عسكرية كبيرة مع معداتها من( نادي    ) الموقع الرئاسي الكبير في حي     القريب من مطار (   )الدولي مقرها السري الذي يطل على مدرج المطار ويشرف على قاعة كبار الزوار ويقدر عدد القوة ( 2400) عنصر من الموساد الإسرائيلي تدعى سرية ( مقتل ) أكبر تشكيلات الموساد وتتوزع مكاتب الموساد في     في ( فندق   ) الواقع في قلب العاصمة مقابل قصر المؤتمرات ومقر البرلمان العراقي الجديد، وفي ( فندق    ) وسط العاصمة في شارع السعدون المطل على القصر الجمهوري، ولقد اتخذت بعض العناصر من فندق( إيكال ) الواقع في ساحة     حي     مقراً مؤقتاً لها في بداية الغزو سرعان ما كشف أمرها واضطرت إدارة الفندق إلى التوقف عن العمل فوراً والموقع الأكثر خطورة يقع في فندق      نوفتيل والأبنية المجاورة للفندق في وسط العاصمة ساحة     وقد أحيطت المنطقة كلها بسياج كونكريتي، وتشغل جزءاً من( نادي    ) الواقع على شاطئ دجلة مقابل منطقة الدورة التابع للجنة الأولمبية العراقية وتمتد مكاتب الموساد إلى منطقة عرصات     موقع المساكن الرئاسية لمجلس الوزراء السابق، وفي مدينه المنصور شارع الأميرات المجاور للقصر الصيني الموقع الرئاسي الذي كان يشغل من قبل نجل الرئيس ( عدي صدام حسين) وسيطرت عليه العصابات المسلحة بعد الغزو ونشرت جريدة ( الشاهد المستقل الأسبوعية) الصادرة في     تقريراً مفصلاً عن افتتاح مكتب لجريدة ( يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية في فندق       في      
ومن أخطر مراكز الموساد في العراق أيضاً المركز الواقع في معسكر الهضبة الغربية أهم و أكبر المعسكرات الجوية التابع للجيش العراقي السابق المحصنة بسلسلة من التلال الطبيعية وتحيطها من الجنوب بحيرة الحبانية ويقع ضمن الهضبة أكبر مطار عسكري يستخدم لتحرك عناصر الموساد داخل وخارج العراق بحرية مطلقة توفرها قوات الاحتلال الأمريكي هذا ماعدا مقرات الموساد في معسكر السي سي في قاعدة      القديمة كما تنتشر مقرات الموساد في المناطق الغربية من العراق داخل القواعد العسكرية التابعة للجيش الأمريكي في الرمادي كقاعدة ( عين الأسد) وبعض المواقع الرئاسية في المدينة المطلة على شاطئ نهر الفرات العائدة للرئيس صدام وقاعدة الوليد الجوية، وقاعدة القادسية والبغدادية قرب الحدود السورية، ولقد أجهزت المقاومة العراقية على عدد من آليات الدفع الرباعي المصفحة التي تستخدم من قبل عناصر الموساد، واستولت على العديد من الوثائق والأجهزة التي تؤكد حقيقة انتشار الموساد داخل كل القواعد العسكرية الأمريكية في العراق 
لم تخف الإدارة الأمريكية منذ البداية أن أولى أهداف غزو العراق واحتلاله كان المحافظة على أمن إسرائيل، فقبل أيام من الغزو كشف عن هذا الهدف مهندس الغزو الأمريكي على العراق، ورأس المتشددين اليمينيين في الإدارة الأمريكي اليهودي / ريتشارد بيرل/ الملقب بـ (أمير الظلام)، في برنامج لتيم روسيرت والمعروف بـ(Meet the Press) والذي بثته شبكة NBC ، في لقاء صحفي في 23 شباط 2003، وكان بيرل وقتها يشغل منصب رئيس مجلس تخطيط السياسة الدفاعية، والمستشار الأول للبنتاغون، ومؤسس المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي.
سأل المذيع ريتشارد بيرل: (هل يمكنك طمأنة المشاهدين الأمريكيين في كل أنحاء البلاد بأن مواجهة صدام حسين وإزالته هو لمصالح الأمن القومي؟ وهل لهذا الموضوع علاقة بإسرائيل؟).
أجاب ريتشارد بيرل: (حسناً الجواب أولاً هو نعم، منا من يعتقد بأننا سنقوم بهذا العمل إذا لم ينزع صدام حسين أسلحته ـ وأنا أشك أن يفعل ذلك ـ وأنا أعتقد أنه ليس هناك من خطأ عندما تكون إسرائيل محاطة بدول غير ديمقراطية، وفي الحقيقة لو كان العالم كله ديمقراطياً، فسنعيش في نظام أمن عالمي أكثر أمناً، لأن الديمقراطيين لا يشنون الحروب). 
كما أعلن السناتور الأمريكي / أرنست هولغنز / عن أن هدف الغزو هو تأمين أمن إسرائيل، حين قال أمام أعضاء الكونغرس في أيار 2004 إن الهدف من احتلال العراق من أجل حماية إسرائيل وأمنها، وأن الغزو الأمريكي تم تحت ضغط اللوبي اليهودي، وقال: (لا أحد يرغب في الوقوف والتصريح بما يجري، وبالضغوط التي تحدث لمؤازرة إسرائيل وسياستها.).
وإذا تتبعنا أسماء بعض قادة جيش الاحتلال الأمريكي ندرك مدى التغلغل الصهيوني المخطط له مسبقاً في العراق حيث أنَّ من قاد قوات الاحتلال الأمريكي للعراق كان الجنرال / تومي فرانكز/ وهو يهودي متعصب، من عائلة يهودية روسية مهاجرة إلى الولايات المتحدة، وشغل قبل قيادته لقوات الغزو منصب قائد قوات المنطقة الوسطى.
من أهم ما قام به فرانكز في أثناء الاحتلال؛ تدمير القوة العراقية العسكرية التي كانت تشكل أهم تهديد عسكري للكيان الصهيوني، وتدمير كل المنشآت العسكرية التي بناها العراق عبر قرن من الزمن ونهبها، وأسهمت قواته في تغطية نهب متحف بغداد والمشاركة فيه، وتبين لكل العاملين في حقل التاريخ في العالم، أن أهم هدف لهذا النهب سرقة لوحة فنية أثرية تظهر اليهود في حالة الذل والهزيمة أمام الملك العراقي بختنصر. وقد كشفت مصادر استخباراتية غربية، أن هذه اللوحة نقلت مباشرة إلى الكيان الصهيوني. كما اعترف رئيس الوزراء في 3/7/2008 بأن ما يقارب / 300 / وثيقة تاريخية يهودية سرقت من المتاحف العراقية وصلت إلى الكيان الصهيوني بواسطة القادة العسكريين والمدنيين الأمريكيين.
ويذكر أن من قاد مجزرة الفلوجة؛ كان الجنرال الأمريكي اليهودي / ريتشارد أف ناتونسكي/، وهو صهيوني متعصب ينتمي إلى عائلة يهودية مهاجرة من أوكرانيا، ونقلت وسائل الإعلام كيف أفرغ حقده على العراق ومقاومته بتدمير وحشي لمعظم أحياء الفلوجة ومساجدها وبشرها وحيواناتها ومزارعها، وهو القائل: (الفلوجة سرطان، المسلمون يستخدمون المساجد والمدارس ككمائن يهاجمون من خلالها جنود المارينز الأمريكيين) غيرهم الكثير..
وكشفت تقارير صحفية أن الموساد شارك في تعذيب الأسرى العراقيين داخل سجون الاحتلال والسلطة العميلة بغية جمع معلومات من المسؤولين العراقيين السابقين في الملفات الحساسة كافة في المنطقة، فتم استجواب رجال المخابرات العراقية السابقين ممن كانوا يعملون في دوائر الشؤون الإسرائيلية، بغية معرفة الأسرار التي يملكونها عن المنظمات الفلسطينية والعملاء في الداخل والخطط وغيرها، ومعرفة أسرار السلاح العراقي، وخاصة المشروع النووي العراقي والعاملين فيه من علماء وفنيين.
وذكرت المسؤولة السابقة عن سجن (أبو غريب) الجنرال المتقاعدة الأمريكية / جانيت كاربنسكي / في مقابلة لها في تموز 2004 مع راديو BBC بأنها التقت في سجن (أبو غريب) مع إسرائيلي يقوم بعمليات استجواب السجناء. وأعادت ذلك في مقابلة لها مع صحيفة The Signal بأنها صدمت بوجود محقق إسرائيلي في سجن (أبو غريب)، واعتبرته غير عادي.
وبينت بعض الوثائق أن الموساد كان وراء أخبار كاذبة للقوات الأمريكية عن وجود عناصر لمقاومة عراقية، حتى تقوم بضرب عشوائي لقرى وأحياء في المدن العراقية، ومثال على ذلك ما سمي بعملية الماتادور (مصارع الثيران) التي وقعت في أيار 2005، حين هاجمت القوات الأمريكية مدينة القائم العراقية التي تقع قرب الحدود السورية، واستمر الهجوم / 11/ يوماً، قتل فيه / 125 / عراقياً غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ولم تجد كما أوحت إليها الموساد رجال القاعدة، فكافة المعتقلين لم يكن لهم علاقة بتنظيم القاعدة، ولم يجدوا سوى كمية قليلة من الأسلحة، وراح ضحية هذه الأكذوبة العديد من القوات الأمريكية المهاجمة.
وكشفت الوثائق أن عناصر الموساد هم الذين وضعوا القنبلة الشهيرة في الطائرة المروحية لشركة / بلاك ووتر / الأمنية، واتهمت بها المقاومة العراقية. وهم الذين قاموا بقطع رؤوس السائقين الأمريكيين والمترجمين اليابانيين لتشويه صورة المقاومة العراقية لدى الرأي العام العالمي.
وتعمل في العراق مجموعة كبيرة من شركات المرتزقة الصهيونية ومنها شركة صهيونية تدعى / DoD / تعيث فساداً في العراق، تعاقدت معها قيادة الاحتلال، ويقدر أعداد عناصرها بـ/ 20/ ألفاً. وبيّن العقد أن مهام تلك الشركة تفكيك المتفجرات.
كشفت الأحداث أن هذه الشركة وراء تأجيج المشاعر الطائفية، فقد ألقي القبض على خمسة عشر من مرتزقة هذه الشركة في أيار 2005، وهم يقومون بزرع العبوات المفخخة في الطرق بهدف إشعال حرب طائفية بين العراقيين.
كما كشفت العديد من الصحف الغربية بالصور ما تقوم به الشركتان الأمنيتان الإسرائيليتان / Introp / و/ Colosseum / بتدريب مليشيات لاستخدامها للتصدي للمقاومة العراقية المناهضة للاحتلال الأنكلو ـ الأمريكي ـ الصهيوني للعراق، وبنى مرتزقة الشركتين في الشمال العديد من المنشآت العسكرية لصالح المليشيات والموساد الصهيوني.
كما كان للمرتزقة الصهاينة الدور الهام في التهيئة اللوجستية والأمنية والعسكرية لتدمير العراق واحتلاله من خلال وجودهم في الشمال منذ عام 1991، وبعد فرض الحظر الجوي على النظام العراقي بالاستطلاع الجوي لما يجري في الشمال، وفرض الحصار على العراق. ونقلت شركة / Tsahal / الصهيونية مرتزقتها من الضباط بعد الحظر الجوي إلى الشمال عن طريق مطار جيبوتي للتمويه؛ لإنشاء مواقع للمرتزقة الصهاينة لاحتلال العراق وتدميره.
بعد استكمال الاحتلال الأمريكي للعراق عزز الصهاينة وجودهم العسكري في صيف عام 2004، في معسكرات       بإرسال مئات العسكريين الصهاينة، حيث يقومون بتدريب       لتكوين جيش      .
وقد أثار هذا الوجود الصهيوني في شمال العراق تركيا، مما دفع وزير خارجيتها السابق، ورئيس جمهوريتها الحالي عبد الله غول إلى أن يصرح في 26 حزيران 2004 للصحف قائلاً: (قامت تركيا بإبلاغ إسرائيل قلقها بشأن التقارير التي تحدثت عن تحركات إسرائيلية شمال العراق، وتؤكد أنقرة أنها لا تقبل بأي تحرك يؤدي إلى تجزئة العراق، لأن ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة).
فهناك شعور تركي بالخطر من فصل الشمال العراقي لأنه سيشكل تهديداً للدولة التركية في حال إعلان الكيان الكردي، والطلب بضم جنوبها الشرقي الذي يضم غالبية كردية إليه.
وأكدت الحكومة التركية على وحدة أرض العراق للصحيفة      (همشهري) في 1 آب / أوغست 2004 حيث قال : (تؤكد تركيا موقفها بضرورة بقاء العراق موحداً، وهي تحذر من العواقب الوخيمة للتغلغل الإسرائيلي في شمال العراق، ولن تقف تركيا مكتوفة الأيدي تجاه هذا الخطر الذي سيخلق مشكلات جديدة في المنطقة).
وكتبت الصحيفة الإيرانية: (مع ازدياد الحملات على العراقيين، أصبح وجود القوات الصهيونية ملموساً، واتسع نطاق عملياتها، فشاركت في العمليات العسكرية في تلعفر، وسامراء، والفلوجة).
وصرح ضابط من      ، لوكالة (مهر) الإيرانية، بأن حضور الكوماندوس الإسرائيلي قد ازداد بعد مشاركة طيارين إسرائيليين مع قوات الاحتلال، وأضاف الضابط العراقي أن قوات الاحتلال الأمريكية تستفيد من خبرات أولئك الكوماندوس في تعاملهم مع الشعب الفلسطيني.
وقال الضابط العراقي: (إن الكوماندوس الإسرائيلي اتخذوا مواقع لهم في مطار بغداد وجنوب الفلوجة، وفي اثنين من القصور الرئاسية، وتعرض أحدهما لهجوم بالقذائف). 
وتحدثت تقارير صحفية عن النشاطات الواسعة للشركات والمنظمات اليهودية في العراق، خاصة في شمال البلاد، وعن محاولات الشركات اليهودية شراء أراض عراقية بأسعار عالية، وأن الشركات الأمنية والتجارية الإسرائيلية حققت أرباحاً كبيرة في السوق العراقية، وأضافت أن إسرائيل تستعد لإدخال مجموعات أمنية متخصصة في المراكز العراقية الحساسة.
وتحدثت التقارير عن النشاط السري الخطير الذي تقوم به المخابرات الصهيونية (الموساد) في تفكيك العراق، وتدمير بناه المادية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية؛ حتى لا تقوم للعراق قائمة.
 
ونشرت تقارير عن النشاطات السرية للموساد في العراق بعد أن تم إعداد تقرير بلغ الأربعين صفحة أعدته الموساد لرئيس الوزراء السابق آرييل شارون عن الخطط الجهنمية التي يعدها الموساد للعراق. 
لا يختلف اثنان في أن المستفيد الأول من الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق هو الكيان الصهيوني، ومن هنا كان حماس غلاة اليهود في الإدارة الأمريكية، وأبرزهم: ريتشارد بيرل ( كبير مستشاري وزارة الدفاع الأمريكية)، و(نائبا وزير الدفاع) جون وولفوفيتز، ودوغلاس فيت للتخطيط للحرب ، وصياغة أهدافها، وتسخير إمكانات الولايات المتحدة لشنها تمهيداً للسيطرة التامة على العراق واحتلاله، وذلك لإخراجه من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما حصل فعلاً بعد أن كان العراق يضع إسرائيل في مقدمة أعدائه والعدو الأول والأخطر للأمة، وشارك في كل حروب فلسطين، وقاوم كل مشاريع الاستسلام والتطبيع، ورفض إبرام أي اتفاق مع إسرائيل بما في ذلك هدنة 1949م.
وهكذا كانت إسرائيل ومنذ اللحظات الأولى للغزو الأنكلو ـ أمريكي للعراق متواجدة بمستشاريها وخبرائها العسكريين وأجهزتها الأمنية كالموساد، والشاباك، والشين بيت، لغرض دعم وإسناد المؤسسات العسكرية الأمريكية، وتثبيت احتلالها للعراق، وبسط هيمنتها على المدن العراقية، والمساعدة على تدمير المنشآت العسكرية والمدنية العراقية على نحو معد ومخطط له.
وقد أشارت معلومات كثيرة نشرتها صحف أمريكية وبريطانية إلى مشاركة وحدات عسكرية إسرائيلية في سير المعارك، وقالت بعض هذه المصادر: إن ثمة وحدتين عسكريتين إسرائيليتين اجتازتا الحدود وتعملان في غرب العراق، ولهذا لم يكن غريباً أن يدعو مجلس حاخامات المستوطنات إلى إقامة الصلوات من أجل سلامة جنود الاحتلال الذين يحاربون في العراق ، وقد شارك السفيران الأمريكي والبريطاني في تل أبيب في تلك الصلاة.
وفي نظرة سريعة إلى الوراء قبل سقوط النظام فيبغداد على أيدي قوات التحالف عمدت إسرائيل إلى استغلال كل الفرص والوسائل التي من شأنها بناء نواة للتجسس في داخل بغداد للإسراع في إنجاز هذا السقوط ، فقد استغلت أجهزة مخابراتها مدة الحصار التي عانى منه العراق خلال 12 عاماً، ووضع المئات من الشباب العراقيين الذين كانوا موجودين خارج العراق لتورط العديد من منهم وتوقعهم ضحية الشراك التي نصبتها المخابرات الإسرائيلية لهم تحت دوافع ومغريات مادية كثيرة.
وقد تكشف عن هذه الظاهرة انزلاق أعداد من الطلبة والعمال والإعلاميين في هاوية المستنقع الصهيوني، فقد طالعتنا صحيفة" العدالة " المحلية، وعلى لسان أحد رجال الدين البارزين أنه قد يضطر للكشف عن أسماء كثيرة من رجال الإعلام يعملون حالياً في العشرات من الصحف تم تجنيدهم من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي ولهم ارتباطات مشبوهة مع دول أخرى ، وهذا يعني أن أجهزة المخابرات الصهيونية تمكنت فعلاً من تجنيد أعداد كبيرة من العراقيين نتيجة الظروف الصعبة التي كانوا يعانون منها في تلك المدة من الزمن .. 
وقامت الصهيونية وعملاؤها بنشر الرذيلة والدعارة والمخدرات في العراق، حيث برزت ظاهرتان خطيرتان في بغداد والمدن الأخرى، وهما: البغاء والمخدرات، وهذا ما حدا برجال الدين في المساجد إلى التنبيه والتحذير من خطورة تفشي هذه الأمراض الاجتماعية بشكل لم يسبق له مثيل، وكشف تقارير عديدة صدرت عن دوائر صحية في المنظمات المحلية والدولية عن ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات بمرض "الإيدز"، وتعاطي أنواع مختلفة من المخدرات بين العراقيين إلا أن وزارة         تتكتم على هذه التقارير.
؛ لغرض تعزيز الاختراق الأمني والأخلاقي لدول العالم العربي وإيران .. 
وحسب شهود عيان فإن مناطق عديدة من     أصبحت تعج ببيوت .......، مثل:       وغيرها من المناطق الأخرى، وأن منطقة الجادرية المطلة على نهر دجلة أصبحت منطقة معزولة ليلاً لتعاطي المخدرات ولعب القمار .. في الوقت الذي تعهدت فيه بعض القوى السياسية العراقية بطرح موضوعي (   ) على "مجلس الحكم الانتقالي" لاتخاذ تدابير عاجلة وصارمة ضد الجماعات التي تروج لها، فيما يشير مثقفون ورجال فكر ودين عراقيون بأصابع الاتهام إلى بعض رجال الأعمال من العراقيين والعرب والأتراك بالسعي لجني أرباح مالية خيالية من وراء دعم هذه الشبكات إضافة إلى دور قوات الاحتلال وأجهزة الموساد.
ويشير محللون سياسيون إلى أن إسرائيل ترى أن احتلال قوات التحالف للعراق يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمنها القومي، ومن هنا يأتي اهتمام دوائر القرار الصهيوني بالتطورات التي تحدث في العراق لتحقيق هذه المصالح، إضافة إلى الضغط السياسي الذي تمارسه الأقلية اليهودية العراقية في إسرائيل، وهي " أقلية ضخمة " باتجاه استعادة وتفعيل دورها في العراق بعد أن فقدته في إطار الظروف التي رافقت قيام الكيان الصهيوني عام 1948م في فلسطين؛
 من خلال التصريح الذي أدلى به توم فولي مدير دائرة الاستثمار الأجنبي في إدارة الحاكم الأمريكي في العراق " بول برايمر" بأن الأمريكان يرحبون بمشاركة إسرائيلية في عملية إعادة إعمار العراق التي ستكون بمثابة " حصان طروادة الصهيوني " للدخول إلى العراق من جديد
وقد صرح "برايمر " بدوره أن لإسرائيل الحق مثل غيرها بشراء الأراضي والاستثمار في العراق ضمن قانون الاستثمار الجديد.
إضافة إلى ما سبق فإن إسرائيل تسعى في توسيع تغلغلها في العراق عن طريق إقامة العديد من مراكز الدراسات والبحوث الشرق أوسطية في بغداد وغيرها من المدن العراقية الأخرى، وخاصة في المدن الشمالية الواقعة تحت السيطرة (  ) وهي بداية لمحاولات التوغل الإسرائيلي، حيث جرى افتتاح أول مركز لها في بغداد في 1/8 /2003م ، وقد خصص له مبنى كبير في      ، لمزاولة نشاطاتها المشبوهة وهو الحلم القديم الذي كانت تتطلع إليه لتحقيق مآربها .. وبعمل المركز الآن بعد أن تمكن من الحصول على جميع التسهيلات اللازمة من الإدارة الأمريكية في بغداد ومن وزارة الدفاع " البنتاغون " بعد أن وضعت عليه حراسة أمريكية مشددة ، ويتبع هذا المركز مؤسسة إسرائيلية مشهورة تدعى " ميموري "،
 
وهو مركز دراسات الصحافة العربية الذي أنشئ قبل خمس سنوات في واشنطن، وله فروع منتشرة في لندن وبرلين والقدس الغربية، حيث يتولى " ظاهرياً " متابعة الصحافة العربية الصادرة في الوطن العربي والدول الأوربية، ولا سيما بريطانيا و يقوم بترجمة المقالات الهامة الصادرة في هذه الصحف إلى اللغات العبرية والإنكليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية وتوزيعها على المشتركين، كما يقوم بتزويد المؤسسات الإسرائيلية الرسمية بهذه التراجم ، حيث يصل عدد المشتركين الذين يتلقون خدمات هذا المركز يومياً إلى نحو " 35 " ألف مشترك كما أن المركز يقوم بتشغيل العشرات من الموظفين في فروعه المختلفة ، ويعد منظمة لا تهدف إلى تحقيق الربح إذ يتلقى دعماً مالياً في صورة تبرعات من منظمات صهيونية ويهودية منتشرة في جميع أنحاء العالم.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية في 12 حزيران 2004 مقالة لسيمور هيرش ذكر فيه: أن الأهداف الإسرائيلية من وجودها في المنطقة الشمالية، هي بناء قوة عسكرية كردية لتعويض قوة المليشيات المسلحة في العراق، ولخلق قاعدة في للتجسس على إيران المنشآت النووية. وبثت قناة BBC 2 شريطاً عن مدربين إسرائيليين وهم يقومون بتدريب الجنود).
وذكرت تقارير صحفية أوربية نشرتها وكالات الأنباء في 3 تشرين الأول / أكتوبر 2007 نقلاً عن المخابرات الفرنسية وجود (1200) عنصر من عملاء الموساد والمخابرات العسكرية الصهيونية منذ عام 2004 يقومون بتدريب عناصر (   )
 
 
ومن التدريبات الخطرة التي يدربها الموساد والمرتزقة الصهاينة تدريب نوعي لبعض العناصر لكي يتحولوا إلى عملاء للكيان الصهيوني، يتم بعدها دسهم في التنظيمات العاملة في المنطقة، والتجسس على المحيط الإقليمي.
وذكرت مصادر عراقية أن من أخطر الأعمال التي تقوم بها مكاتب الموساد؛ تسهيل عودة اليهود     إلى الشمال ، وقدرت المصادر أن خطة الموساد استيطان (200) ألف يهودي     في شمال العراق.
لقد عاث الموساد وشركات المرتزقة والجنود والضباط النظاميون الصهاينة الذين يعملون في شركات المرتزقة الأمريكية في العراق أو ضمن الجيش الأمريكي المحتل فساداً في العراق من تخريب وتجسس وقتل وتدمير، ونهب للثروات العراقية النفطية والمالية والآثار، وإفساد الذمم، ونصب التفجيرات والمفخخات في المناطق المدنية لإثارة الصراع الطائفي، وشارك الموساد (فرق الموت) من أتباع الموالين لهم بقتل الزعماء الدينيين والعلماء من الطوائف العراقية، والقيام بتصفيات جسدية لعلماء الذرة والطيارين والنخب العلمية والأدبية العراقية من أطباء ومحامين وقادة عسكريين سابقين، بغية تدمير العقل العراقي، وتشويه صورة المقاومة الوطنية العراقية كما حدث عند تحرير المناطق العراقيه من داعش من قلب الحقائق من الاعلام المغرض  تظليل الرأي العراقي والعالمي
 
.
وتم استخدام الكوماندوس الصهيوني في الأعمال القتالية ضد المقاومين العراقيين المناهضين للاحتلال، وفي هذا كتبت صحيفة طهران تايمز عن دور القوات الصهيونية الخاصة في قمع المقاومة: (لعب الكوماندوس الإسرائيليون دوراً فعالاً ضمن قوات الاحتلال في مهاجمة النجف، ومدينة الصدر، وتلعفر, والفلوجة، وبعض مناطق تكريت والرمادي وبعقوبة. وتناقلت وكالات الأنباء العالمية نقلاً عن الصحف الصهيونية في الأرض المحتلة عن مشاركة عملية للقوات الصهيونية في المعارك الدائرة في العراق، ما بين المقاومة وقوات الاحتلال , حيث شارك /800/ عسكري صهيوني بقيادة العقيد الإسرائيلي / يعال شارون / في معارك الفلوجة إلى جانب قوات الاحتلال ومرتزقة شركة بلاك ووتر.
وكان مرتزقة الشركات الصهيونية المشاركون في قمع المقاومة العراقية مع قوات الاحتلال يدخلون بقواتهم إلى المدن والقرى العراقية، وهم يظهرون نجمة داود على أذرعهم، ويرفعون العلم الصهيوني على مدرعاتهم، التي تداهم القرى والمدن في المناطق الغربية (الأنبار) .
واليوم وبعد تخفيض عدد القوات الأمريكية وإيقاف الأعمال القتالية في الموعد المحدد تراهن الحركة الصهيونية على القوى الخاصة والشركات المتعاقدة مع مختلف الأطراف المعنية في تنفيذ الشق الأمني من مخططها الاستيطاني الخاص بالعراق.
إن أدوار القوى الإسرائيلية والمنظمات الصهيونية في العراق وتواجدها الفعلي يتنامى بصورة سرية ومموّهة، بالتزامن مع جدولة الانسحاب، مما يجعل الحركة الصهيونية العالمية الأكثر استعداداً وجاهزية لملء الفراغ الأمني والسياسي والاقتصادي، وبالتالي تحويل الاحتلال تدريجياً إلى حركة استيطانية مكشوفة، تزاحم الشعب العراقي على أرضه، وموارده، وأسباب عيشه وبقائه.
ويُجمع المراقبون على أن الانسحاب يتم على عجل، الأمر الذي يخفي وراءه نوايا وخططاً من "صانع قرار" آخر يتحكم بقرارات الإدارة الأمريكية، ويتساءل المراقبون والمحللون العسكريون كيف أن سحب بضعة آلاف من الجنود الأمريكيين (حوالي 14000) كان يتم "بطريقة تكاد تشبه انسحاب الجيش المهزوم"، بالرغم من بقاء 50000 جندي بكامل جاهزيتهم القتالية، وفي ظل شروط آمنة تخلو تماماً من أية عوائق أو عمليات مقاومة. والأمر الأهم الذي يثير الالتباس، هو خروج الوحدات القتالية من دون أطقم أسلحتها الكاملة، خصوصاً المعدات الثقيلة وأنظمة السلاح المعقدة، إذ تفيد تقارير الصحافة التي تواكب تنفيذ الخطة منذ أسابيع، أن الآليات الكبيرة التي يتم سحبها تقتصر بمعظمها على ناقلات الجند وعدد محدود من الدبابات.
لقد التزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالجدول الزمني للانسحاب، بالرغم من معرفته المسبقة بعدم جاهزية البنتاجون لتنفيذ خطة الانسحاب، وسبق لمصادر وزارة الدفاع الأمريكية أن بالغت بوصف خطة الانسحاب بأنها "كابوس لوجستي مرعب"، ولم تخصص لها الميزانية الكافية لتنفيذها. وفي تقرير "مكتب المحاسبة العامة" لدى البنتاجون، الصادر في تموز 2010، ثمة شرح مفصل لعدم امتلاك البنتاجون الجاهزية اللوجستية الكافية لتوضيب مختلف الآليات والمعدات العسكرية والتجهيزات الخدمية، ونقلها إلى خارج العراق، لكن خلاصة التقرير أنه يبرر "اضطرار الإدارة الأمريكية للتعاقد مع مزيد من الشركات الأمنية المتخصصة بالمهام اللوجستية". وعليه، فإن "عجز" المؤسسة العسكرية، الذي يصعب تصديقه أو تبريره، أعطى قيادة البنتاجون صلاحية التعاقد مع شركات لوجستية خاصة، لتقوم بعملية التوضيب والصيانة والتخزين، الأمر الذي يخرج معظم الموجودات من ذمة وزارة الدفاع، ويضعها في عهدة الشركات الأمنية الخاصة كي تتصرف بها كما تشاء إلى أجل غير مسمى، ومن المعروف أن الجيش العراقي هو المكلف باستلام المعدات والمنشآت التي يخلفها الاحتلال بحسب الاتفاقية الأمنية، لكن حتى لحظة إعداد تقرير مكتب المحاسبة، أي قبل ثلاثة أسابيع من موعد استكمال خفض القوات في نهاية شهر آب، لم يحضّر المعنيون بالأمر أية لوائح بنوعية وكمية الأسلحة التي ستحتفظ بها القوات الأمريكية أو التي ستبقيها للعراقيين.
وكانت تقارير (مكتب المحاسبة العامة) قد تحدثت بين عامي 2003 و2004، عن إخفاء كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافة إلى "ضياع" ما يزيد عن ثمانية مليارات دولار من صندوق وزارة الدفاع الأمريكية، كانت مخصصة لإعادة إعمار العراق، ولم يعرف مصير الأموال والأسلحة حتى الآن، رغم تشكيل لجنة من الكونغرس ومجلس الشيوخ للتحقيق في الأمر في عام 2007.
إن المسألة أبعد من كونها مجرد رشوات وإفساد، بل يمكننا القول إن "الاستهتار" أمر مفتعل، أو وجه مموه للتسهيلات المقصودة التي تخص بها واشنطن الشركات الأمنية، والميليشيات المذهبية، وأفواج القوات الخاصة، التي تدار، بشكل مباشر أو بالواسطة، من قِبَل أجهزة الموساد الإسرائيلي، وعليه نستنتج أن الموجودات والأسلحة الأمريكية التي يمكن إخفاؤها أثناء عمليات الانسحاب الشكلي، أو غير المنظم، إضافة إلى المنشآت التي لن يتسع للقوات الأمريكية تفكيكها ونقلها ستتحول إلى ملكية الشركات الأمنية، والجيوش الخاصة، والمرتزقة، وغيرهم من أدوات تنفيذ المخطط الصهيوني.
على هذا النحو، يجري "الانسحاب غير المنظم" تبعاً لأجندة صهيونية أكثر منها تنفيذاً لإرادة الإدارة الأمريكية، والقصة لا تنتهي عند هذا الحد، بل إن خطة الانسحاب تستلزم، بالتزامن مع تنفيذ كل مرحلة بما فيها المرحلة النهائية في كانون الأول 2011، التعاقد مع المزيد من الشركات الأمنية الخاصة لتنفيذ الخدمات اللوجستية المتنوعة، إضافة إلى أعمال صيانة أنظمة السلاح المتطورة وتشغيلها، وتخزين ممتلكات البنتاجون من العتاد والذخائر وما إلى ذلك، وفي نهاية الأمر، سيتجاوز عدد "جيش الغرباء" عدد الجيش العراقي ويتفوق عليه بالعتاد والأسلحة والقدرات القتالية. فمع تنامي القوى الأجنبية المسلحة على أرض العراق، إضافة إلى التجمعات المدنية المتمثلة بعشرات آلاف الموظفين في الشركات الاستثمارية، يأخذ هذا التواجد شكلاً جديداً، وتحدياً مستعصياً، يحاكي تنامي قوة العصابات الصهيونية وعدد المهاجرين اليهود عشية انسحاب آخر جندي بريطاني من فلسطين عام 1947، حين ورث الصهاينة، دون السكان الأصليين، إدارات الانتداب البريطاني ومؤسساته، وكامل عتاد قواته المسلحة.
إن الحركة الصهيونية العالمية تسيطر اليوم، في ظل الاحتلال و حتى ما بعد الانسحاب، ليس فقط على حكومة ......، بل على جيوش خاصة لا تعرف السلطات العراقية هوية عناصرها ولا عددها، ولا تشملها خطط الانسحاب الأمريكي، الحالية أو النهائية. ولا ننسى أن هذه المنظمات الأمنية تمتلك حق استخدام ما في عهدتها من مختلف أنواع الأسلحة الحديثة، البرية والجوية والبحرية (وقد يستمر هذا الحق حتى بعد انتهاء مفعول العقود)، تحت مسمّيات "حماية المصالح الأمريكية" المتمثلة بأكبر وأضخم سلك دبلوماسي في العالم، وبالشركات الإعمارية والاستثمارية الأجنبية التي تسيطر فعلياً على مجمل القطاعات الحيوية في الاقتصاد العراقي، وتتمتع بالحصانة التي منحت للجنود الأمريكيين بحسب بنود "الاتفاقية الأمنية".
لقد خلّف الاحتلال في العراق وضعاً تنامى فيه النفوذ الصهيوني العسكري والسياسي والاقتصادي في مئات المواقع التي يُحظر على العراقيين المدنيين والعسكريين مجرد الاقتراب منها، ولا تقع ضمن السيادة العراقية المزعومة، وذلك بحسب الاتفاقية الأمنية. وكذلك ترك الاحتلال أرضاً خصبة للإبقاء على الحركات الإرهابية، بل ومصادر تغذيتها حسبما تدعو الضرورة، وللصراعات المذهبية والعرقية والطائفية، وللتسابق بين القيادات السياسية على مكتسبات أنانية ضيقة تتمثّل بفتات ما تسمح به الشركات الأجنبية وعائدات النفط.
إن الاحتلال الأجنبي للعراق لم يستكمل أهدافه الحقيقية بعد، وهو مثابر على تحقيقها، وليس الانسحاب الراهن والقادم في الواقع سوى مرحلة ضرورية ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=62562
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 05 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29